الاثنين، 14 يوليو 2014

إلى الوتين ..






إلى حكايةِ صمتٍ طويل لم أُبح به !
إلى ذاك الحرف المحذوف من النص 
و الجزء الخالِ من الصورة .. 
و الفراغُ في كلّ ذكرى !
إلى روحِ الياسمين .. 
إلى الشغف ، و ذاك الحُلم 
قد مرّ عامٌ على اللقاء الأخير 
على الوردةِ الحمراءُ تلك 
و حضنكِ و لمسةُ يداكِ 
قد مرّ عامٌ على تفاصيلنا 
على حكايةِ الضحكِ تلك ، و على جنوننا و شغفنا !
قد مرّ عامٌ بكلّ أشيائه ، و لقت ذكرياتٌ مرثية !
و بقيَ شهرين ليكتمل عامٌ على حديثنا الأخير 
و على روايةُ الشوق تلك !
و على حديثكِ انكِ في أرضِ الوطن ستحتوينِ 
وعلى الحديثِ عن الهدايا الذي غلفها كفنكِ 
التي وصلتني مرصعةٌ برائحة الموت 
و رسالة فقدٍ عابرة ! 
قد اكتمل عامٌ على دفترٍ في صندوق 
و صورٌ في غلافه !
و على حديثٍ طويلٍ 
و رسائلُ تبعثرت !
أتعلمين 
مرّت أشهر على حديثي عنكِ !
على هلوسةٍ لكِ 
على أحرفِ تبكيكِ بالدعاء !
و قد كتمتُ كثيراً ، و لا زلت أفعل !
لأن مثلكِ لا أحد يحتمل 
و لأن الأرواح السماويةُّ مثلكِ لا تتكررُ أبداً !
أتعلمين !
كنتُ موقنةُ جداً أنني إن بحت سيبدي الكثير تعاطفه !
 و سيشعرني أني استحقُ شفقةٌ ما عليّ ما منهم 
و كنتُ مدركةٌ أيضاً أنهم لن يشعروا إن لم أبح !
إن لم اتحدّث كثيراً و لم اكتب ! 
و لن يشعرُ احداً بالفرق 
حينما أتألمُ داخلي كثيراً و اصمت .. 
و حينما يؤلمني الشوقُ و لا أتحدّث 
و حينما يقتلني الفقدُ كثيراً و كنتُ أبكي وحدي 
بعيداً عن المشاعر المُصطنعة و التُرهات !
و كنتُ أدركُ أيضاً ان الفقدَ احياناً يأخذ جزءاً منا .. 
و أحياناً ياخذُنا كُلنا حتى !
إني أُدركُ جيداً أنني حينَ أمسكُ بيداي وحدي 
استطيعُ التصفيق بها حتى !
و أذهبُ للجنةِ 
حتى ألتقي معكِ 
و أشبعُ من أشواقي معكِ !
و حينما أتالمُ كثيراً 
و يحصلُ انني لا أجدُ أن بمقدوري الصمت !
اكتبها بحرقةٍ و قلبٍ ممزق ( أتألم ) 
و حينما يكونُ الرد ادعي الله كثيراً 
و كأنني لا أعلم أن لا دواء غيرَ الدعاء !
و لكنّ القلبَ أحياناً يشتاقُ للحديث ، و الهلوساتِ الطويلة !
أتعلمين الوتين 
في كلّ يومٍ احمدُ الله كثيراً أنكِ رحلتِ قبلي 
حتى لا تذوقي مرارة الفقدِ الموجعة !
مراراةِ الآه و الألم ، و منظر التعاطف و الشفقات !
حتى و إن كانوا يشعرون حقاً فأنا التي لا أشعر 
قُلتها في الواقع و أؤمن بها كُلياً 
" لا أحد يشعر بأحد " 
و لا زلتُ أؤمن أكثر ، مهما كنتُ أِشعر أنني مع أحدهم !
في الواقع أنا لا أشعر !
و رُبما إن منظر التعاطف و الشفقات من الفقدِ مجرّد ترهات 
و مجرّد خزعبلاتِ لن يكون لها محلاً من الإعراب يوماً !
أتعلمين الوتين !
قد مرّ عام على رحيلكِ 
و لا زالِ قلبكِ السماويّ نادرٌ جداً 
و كأنكِ خُلقتِ واحدةً فقط و لن تتكرري 
و مهما عرفتُ و عرفت ستبقين سماويّة الطهر .. لا أحداً ابداً مثلكِ 
رعاكِ الله في جنانِ الخلدِ آمنةً مستقرة ( ) ~ 
رمضانكِ في الجنةِ أجمل بصحبةِ أهلك 
وعلى ضفافِ الفردوس اجعل يا ربي لُقيانا .. 
أختكِ فجر .. تفتقدكِ بلغةِ الدعاء كثيراً ..

هناك تعليق واحد: