إلى حكايةِ صمتٍ طويل لم أُبح به !
إلى ذاك الحرف المحذوف من النص
و الجزء الخالِ من الصورة ..
و الفراغُ في كلّ ذكرى !
إلى روحِ الياسمين ..
إلى الشغف ، و ذاك الحُلم
قد مرّ عامٌ على اللقاء الأخير
على الوردةِ الحمراءُ تلك
و حضنكِ و لمسةُ يداكِ
قد مرّ عامٌ على تفاصيلنا
على حكايةِ الضحكِ تلك ، و على جنوننا و شغفنا !
قد مرّ عامٌ بكلّ أشيائه ، و لقت ذكرياتٌ مرثية !
و بقيَ شهرين ليكتمل عامٌ على حديثنا الأخير
و على روايةُ الشوق تلك !
و على حديثكِ انكِ في أرضِ الوطن ستحتوينِ
وعلى الحديثِ عن الهدايا الذي غلفها كفنكِ
التي وصلتني مرصعةٌ برائحة الموت
و رسالة فقدٍ عابرة !
قد اكتمل عامٌ على دفترٍ في صندوق
و صورٌ في غلافه !
و على حديثٍ طويلٍ
و رسائلُ تبعثرت !
أتعلمين
مرّت أشهر على حديثي عنكِ !
على هلوسةٍ لكِ
على أحرفِ تبكيكِ بالدعاء !
و قد كتمتُ كثيراً ، و لا زلت أفعل !
لأن مثلكِ لا أحد يحتمل
و لأن الأرواح السماويةُّ مثلكِ لا تتكررُ أبداً !
أتعلمين !
كنتُ موقنةُ جداً أنني إن بحت سيبدي الكثير تعاطفه !
و سيشعرني أني استحقُ شفقةٌ ما عليّ ما منهم
و كنتُ مدركةٌ أيضاً أنهم لن يشعروا إن لم أبح !
إن لم اتحدّث كثيراً و لم اكتب !
و لن يشعرُ احداً بالفرق
حينما أتألمُ داخلي كثيراً و اصمت ..
و حينما يؤلمني الشوقُ و لا أتحدّث
و حينما يقتلني الفقدُ كثيراً و كنتُ أبكي وحدي
بعيداً عن المشاعر المُصطنعة و التُرهات !
و كنتُ أدركُ أيضاً ان الفقدَ احياناً يأخذ جزءاً منا ..
و أحياناً ياخذُنا كُلنا حتى !
إني أُدركُ جيداً أنني حينَ أمسكُ بيداي وحدي
استطيعُ التصفيق بها حتى !
و أذهبُ للجنةِ
حتى ألتقي معكِ
و أشبعُ من أشواقي معكِ !
و حينما أتالمُ كثيراً
و يحصلُ انني لا أجدُ أن بمقدوري الصمت !
اكتبها بحرقةٍ و قلبٍ ممزق ( أتألم )
و حينما يكونُ الرد ادعي الله كثيراً
و كأنني لا أعلم أن لا دواء غيرَ الدعاء !
و لكنّ القلبَ أحياناً يشتاقُ للحديث ، و الهلوساتِ الطويلة !
أتعلمين الوتين
في كلّ يومٍ احمدُ الله كثيراً أنكِ رحلتِ قبلي
حتى لا تذوقي مرارة الفقدِ الموجعة !
مراراةِ الآه و الألم ، و منظر التعاطف و الشفقات !
حتى و إن كانوا يشعرون حقاً فأنا التي لا أشعر
قُلتها في الواقع و أؤمن بها كُلياً
" لا أحد يشعر بأحد "
و لا زلتُ أؤمن أكثر ، مهما كنتُ أِشعر أنني مع أحدهم !
في الواقع أنا لا أشعر !
و رُبما إن منظر التعاطف و الشفقات من الفقدِ مجرّد ترهات
و مجرّد خزعبلاتِ لن يكون لها محلاً من الإعراب يوماً !
أتعلمين الوتين !
قد مرّ عام على رحيلكِ
و لا زالِ قلبكِ السماويّ نادرٌ جداً
و كأنكِ خُلقتِ واحدةً فقط و لن تتكرري
و مهما عرفتُ و عرفت ستبقين سماويّة الطهر .. لا أحداً ابداً مثلكِ
رعاكِ الله في جنانِ الخلدِ آمنةً مستقرة ( ) ~
رمضانكِ في الجنةِ أجمل بصحبةِ أهلك
وعلى ضفافِ الفردوس اجعل يا ربي لُقيانا ..
أختكِ فجر .. تفتقدكِ بلغةِ الدعاء كثيراً ..
اللهم امين..
ردحذفاللهم جدد اللقاء في الجنة