يَبدو أننا نحتاجُ لأحلامٍ لا تقفُ على ناصيةَ الطريق و
تقولُ لنا اعبروه وحدكم!
أحلامٌ لا تنتظر المنفى حتى تبتسم ..
و يَبدو أن أحلامنا عليها ان تكبرَ قليلاً و تخرجَ من
مهدها حتى نسميها حلماً !
يبدو أننا سأمنا من تكوّن المضغَ ثمَ تتلاشى قبلَ أن
تحولُ لواقعاً يُجهضُ فنفرحُ به ..
على الرصيف تبحثُ عن شيء ممسكة بمصباحٍ يدوي
تدورُ حولَ نفسها و تدورُ و تدور !
عمّ تبحثين ؟
-
عن حلمي !
أترينه قد سقطَ هُنا يوماً !
-
هو على الرصيف أشعرُ بذلك
وماذا تفعلينَ به ؟
-
أحملهُ ليعبرَ معي !
وأينَ متاعكِ حدثيني طفلتي !
-
إنكِ لو تعلمينَ أني فقدتُ ابي وهو يُدافعُ
عن عرضنا ، وأنّي رأيتُ منزلنا يسقطُ في رأس أمي بعد إخراجنا ، و لو تعلمين أني
الآن في غربةٍ أستقي حرقة المنفى ، لو تعلمينَ أنني أحدُ أهداف الصهيون ، ولو
تُدركينَ أن كلّ ما تبقى لي هيَ احلامي التي على الرصيف ، التي غابت عني و إني
ابحثُ عنها لأعبر للجانبِ الآخر ، لما سألتني عن متاعي ..
ابتعدُ عنها ، و أبقى أراقبها تدورُ حولَ نَفسها تبحث عن
حلمٍ ضائعٍ لها ، تؤمنُ أنه على الرصيف ، تنامُ بجانب عمود الإنارة ، وتصحو فجراً
تبحثُ عنه حتى ياتي الظلام ، وفي كلّ ليلةٍ تنتقلُ من عمودٍ لآخر ، علّها تعثرُ
على حلمٍ ما ..
أما وجدتِ حُلمكِ بعد ؟
-
أوجدتِ اسمكِ ؟
من قال أني لا أحمله !
-
لا أراهُ معكِ !
وهل نرى أسمائنا ؟
-
كذلك أحلامنا !
إذاً عمّ تبحثين ؟
-
ابحثُ عن حلمٍ ، كاسمكِ تماماً لا ترينهُ
أبداً حينما تحملينه ، لكنّكِ حتماً تجدينه على أوراقكِ الرسميّة ، وفي أشيائكِ و
حوائجكِ ، تجدينَ اسمكِ وقد دُوّن أو رُبما لا ، تجدينه هُناك بحرفٍ مكتوبٌ أو حرفٍ
قد ضُمّ بينَ الأسطر ، إن اسمكِ حتماً ما مدوّنٌ في مكانٍ ما ، أما أنا أحلامي
مدونةُ على الرصيف لا تزولُ منه ، لكنِّ لا أدركِ في أي رصيفٍ قد دوّن تماماً ففي
كلّ رصيف هُناك اسمٌ طفلٍ يشبهني لا متاعَ له ، تجدينه يبحثُ عن حلمه تحت عمودِ
انارةٍ ما ، أو أنه قد أصبحَ طيراً في الجنةِ قبلَ ان يفعل ، هُناك حتماً من يبحث
عن حلمه ..
*صمتٌ
يعتريني*
-
أتدرين ؟
ماذا ؟
-
محالٌ لأحدٍ أن يجدُ حُلمه ، ومع ذلكَ لا
زِلنا نبحث!
لمَ ؟
-
إننا لا نملكُ اوراق ثبوتية أو اوراقٌ تعود
إلينا لنتيقين من أسمائنا !
حتماً اهاليكم أعطوكم اسماً ما قبلَ أن يرحلوا !
-
هم فعلوا ، لكنّ من تُركنا لهم لا يدركون
ذلكَ رُبما ، او رُبما نحنُ لا نُدركُ صحةٌ اسمائنا !
حتامَ ؟
-
أتعنين البحث ؟
نعم !
-
حتى أجدُ ذلك الحلم يوماً !
وبقيتُ اعطيها في كلّ يومٍ وردةٍ بيضاء كطهرها حتى
تستمرّ بالبحث ، وحينَ أساعدها لا اجدُ شيئاً وبينما تضلُّ تخبرني أنها ترى
أحلاماً كلّ يوم تعودُ لآخرينَ مثلها ، وتضلُّ تحكي على وهي تدور على عمود الإنارة
متمسكةٌ بهِ بإحدى يديها ، و يدها الأخرى تحملُ الوردة ، وفي كلّ ليلةٍ حينما
تنتقل للعمودَ الذي يليه تتركُ الوردةَ على الرصيف وحينما أسالها تضلُّ تقولُ لي
أنها ستسعدُ طفلاً ما مثلما أسعدتها ، وأنها تثقُ أنها ستجدُّ في كلّ يومٍ وردةٍ
ما بينما هم لن يجدوا رُبما !
يا طِفلتي !
-
لبيكِ
وجدتٌ حلمكِ !
-
أينه !
تعالي لأريكِ إياه !
أمسكتُ يديها ، أغمضتٌ عينيها ، ومشت بجانبي ، ذهبتٌ بها
إلى مكانٍ ما ، وهي مغمضةٌ عينيها ، وَصلنا لأمسكُ بها لتجلسَ هُناك ، تطيرٌ
عالياً في الهواء وتعودُ لي لأدفعها بقوة ، وأسمع رنينِ ضِحكها وفرحها يترددٌ في
صدري بسعادةٍ اكبر تُشبهها ، أمسكتها وأزلتُ غطاء عينيها ، لأستمر بدفع الأرجوحة
لتطير بها إلى الهواءِ عالياٍ حتى قفزت على الرملِ وهي تضحك ، حَملتها لأشتري لها
بوضة وفوشار ، تلعبُ بسعادتها العارمةِ مع الأطفال هُناك ، أتتني وفي يدها وردةٌ
بيضاء ، تقولُ لي تُشبهكِ تماماً !
احبكِ طفلتي
-
وجدتُ حُلمي !
أينه ؟
-
هُنا ، تشيرُ غلى الوردةِ البيضاْء !
هنيئاً لكِ به !
-
إنكِ حُلمي إذ أنتِ وردتي البيضاء .. !
ابتسم لها ، بعمق ، اكتب في الصفحةِ الأخيرة يوماً ما
سنجدُّ كلّ احلامنا الضائعةِ على رصيف ، وجدتُ حلمها فيّ وحلمي فيها ، انتهى ..
أغلقتُ حاسوبي على الصفحةِ الأخيرة من الرواية التي
كتبتها ، وجدتُ حلمي على رصيفٍ المنفى ثم ابتسمت ")
أتدرون!
كانت هُناك ، طفلةٌ انا ، وكان هناك حلمين ، وبالدعاء
تحققا ، كونوا بخير
أثقُ بأنكِ ستكونين روائية يومًا ما لا كاتبة فقط!
ردحذفيااا الله رواء ..
حذفرُبما ، وعسى ♥
لن أتحدث عن جمال ما سطرت
ردحذففالصمت في حرم الجمال جمال
لكن لم أتمالك نفسي للتعليق على جمال الطلة
البنفسجية الجديدة!
أحببتها جدا
انت هنا !!!
ردحذف*بو قلوب*
كنت متوقعة الامر ')
شكراً
يالروعة التوصيف ...
ردحذفاعشق مثل هذة الحروف..
كلماتك.. تغرقني ف الخيال
ردحذفشفتي اعرف اكتب تشبيهات
خلاص بروح اكتب احسن منك
ههتهه
اسوم ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
حذفكتبي كتبي بارك الله فيك !
منوره على فكرة !