صباحُ
الخيرِ ابنتي ،،
لا يهمني
موقعُ الشمسُ عندكم فأيامنا دوماً مُشرقة !
أرسل لكِ
رسالتي هذه لاطمئنكِ علي ، لقد انهيتُ مؤتمري قبلَ قليل في مدينة رام الله ، وها
أنا ذي أستقلُ القطار لدمشق لأقابل أخيكِ لأرى أحوال دراستهُ للفلكِ في جامعة
الفلكِ العربية ومنها أنتقلُ مرةً أخرى إلى الرياض لأن مستشفى الشهداء العربيّ
يحتاجني في امرٍ ما ، ثمّ أعود لمسقط لأجري ابحاثي على اكتشافي للعلاجِ القديم ..
أتعلمين
يا ابنتي اخافُ عليكِ كثيراً حينَ تأتينَ للمنزل متأخرة بينما تبقينَ في المكتبة
الدولية للمذاكرة ، فدراسةُ الطبّ كما أعرفها صعبة و تحتاجُ إلى جهد ، وهو ليسَ
خوفاً على تأخركِ و بقائكِ بالخارج فلا خوفَ
على أنفسنا في وطننا العربي بل أخاف افتقادي لكِ و اشتياقي لكِ معي .. !
أتعلمينَ
يا ابنتي ها أنا في القطار أتذكرُ تلكَ الأيام التي حدثت في عام الرابع عشر بعد
الألفينِ للميلاد ، حينما صرخَ أحدهم بأعلى صوتهِ في مجلسٍ عربيّ أن استيقظوا و
أنقذوا أقصانا ، أتذكرُ خطابهُ ذاك و الدمع يترقرق في عينيّ وانا أتذكر بكائه و
دموعه وهو ينادي للعرب و يصرخُ امة الإسلام ..
و حينَ
توّحدت جيوش وطننا العربي وحاصروا الصهيون ، و اشتعلت تلكَ الحرب ، إني فرحةٌ جداً
لكلّ أولئك الشهداء الذي رحلوا ، و أقمنا زفافهم للجنّة ، أتعلمينَ ابنتي لم تكوني
هُناك لتعيشي نخوة الشعور العربيّ ، والوحدة العربية الإسلامية ، حينَ صُفت الجيوش
و ابتدت الحرب ، و حرروا الأقصى ، اتعلمين كان والدكِ قائداً في سرايا المسلمينَ
وقتها ..
و أذكرُ
حينما قطعت كلّ مواردها الغير متجددة عن الصهيون حتى ضاقَ بهم الحال و رحلوا ،
أخذوا كلّ متاعهم ورحلوا ، وتركوا لنا اقصانا العزيز ، وصلينا في الرابع والعشرون
من تشرين الأول صلاة الفجرِ في الأقصى ، وكان يُصادفُ وقتها ميلادي العشرون ، وقد
أكملتُ عشرونَ عاماً يا ابنتي .
أتعلمين
بعد صلاة الفجرِ تلكَ الليلةِ وقفتُ على بوابةِ الأقصى أدوّن تدوينةً أقولُ فيها
قد تحقق نصرنا ، وكتبتُ كثيراً وكثيراً ، حتى بدأت أوطاننا تتعمرُ .
أتعلمينَ
قد انشات ثانويتكِ للمبدعينَ بعد ذاكَ العام ، وأصبحت هُناك ثانويات المبدعين و
الأدباء و المفكرين و العلماء ، يصنعون أجيالاً منذ صغرها ، وقد أنشأوا وكالة فضاء
عربيّة ، ومدارس فكريّة ، وجامعاتٌ عربية متحدة ، أتعلمينَ جوازي هذا الذي يحملُ
شارةَ المسلمين الذي أحملهُ بيدي ، وعليه خريطة أوطاننا العربية ..
أنهيتُ
بعدها دراستي في المختبراتِ الطبية و أكملت الماجستير في جامعة العرب العالمية ،
وقد سهرتُ كثيراً حتى أنهيت الدكتورة و ها أنا كما ترينَ بروفيسورة في جامعةِ
المسلمينَ العربية ، التي لا تضاهي أي جامعةِ عالمية ، أعلم الطلاب علمَ الدم و
أمراضهُ الأليمة ، ونصنعُ الدواء و العلاج ..
أتعلمينَ
ابنتي ربيعنا العربيّ اشرق ولم تكوني هناك ، محظوظةٌ انا لأني شهدته ، ومحظوظةُ
انتِ لأنكِ لم تتألمي به ، اعذريني يا ابنتي قد ثرثرتُ طويلاً ، أتعلمينَ اني
كبرتُ كثيراً و قد أصبحت ثرثارةَ الرسائل أكثر من ذي قبل .
بالمناسبة
يا ابنتي حفلُ توقيعُ روايتي العاشرة عن حياتنا العربية ، في العشرون من تموز
فاحضري هُناك ، لأنني فخورةٌ بكِ و أريدكِ ان تكوني معي ، سيصلُ القطارُ بعد عشرِ
دقائقُ للمدينة وأخيكِ يستقبلني هُناك ..
كوني
بخيرِ يا ابنتي ، و اعذري ثرثرتي ..
أنا الآن
أمام حاسوبي أقرأ أخبار حرائق غزةٍ وقد مزقني الآن وقد ثرثرتُ افكاري المجنونة ،
وما هي إلا بلبلةُ هلوسة ، وعلها تتحقق يوماً ..
عذراً يا
قرائي قد سرحتُ كثيراً بمستقبلي و أفكاري ، لا تحزنوا سوفَ امزقُ الورقة وأرميها
في سلةِ المهملات ، و أتابع مشاهدة أخبار احتراق غزةٍ و أرى صورنا قد وحدّنا الصور
الشخصية و غردنا بحرية ، وتحترق غزةً و نحنُ ننظر ..
لا
تحزنوا ، لا تيأسوا ، سأمزق بلبلة الأفكارِ / لأجلي أيها القراء كونوا بِخير ..
اللهم انصرهم وانصرنا...
ردحذفوبدعاء تكتفي الاحاديث
اللهم آمين .!
حذفليس من الصواب تمزيق حروف گ هذه يا فَجر!
ردحذفحفظكِ الباري ووفقك ويسر أمركِ وسهل دربكِ ورزقكِ من حيث لا تحتسبين ..
.
رُبما ..
حذفو لكِ مثل ذلك و أكثر