في حضرةِ الغياب و الرحيل
وفي تفاسير الظُلمات ..
و في حكايات الإنسِ و
الجان
ما بينَ قصةٍ و روايةٍ
و حروفٌ مضوّعةٍ بالذهب
كانَ من المُحال أن تُنسى
..
وفي عالمٍ سفليٍّ يعلو
السماء
كانَ المنفى ..
حيثُ الروح تَعتّقت
برائحةِ المسك
سكارى الرياحين هُناك
في حانةِ الرحيل
لا شيء يبقى لشيء
قدحٌ من الغيابِ الأحمر ،
مرّ الراحلُ منه
ينتشي منه ، و يضحك
بهلوسة
ينظرُ لسقفِ الحانةِ تلك
، كُلها سماء
ويسقط المطر ..
العابرونَ عبرَ شظايا
الياسمين المتساقط
لا يُدركون سوى الحروفِ
العسجديّة
مرّوا خلال التيهِ و
الأحلامِ في خوفٍ ..
و بقى سُكارى الهلوسات
" الحرف ..
الحرف "
صراخٌ من حيثِ المنفى
صمتٌ أطبقَ تلكَ السّماء
..
و تساقط الكِلم ..
تبعثرت أشلائهُ ، وتفرّعت
!
مزنٌ يداعب كلّ ما بينَ
النُهى و حكايته
سفرُ الغموض ، و ميلادُ
الرحيل .. و بدأت الحكاية !
فجرٌ قد انبثقَ منه
الهذيان ، هلوساتٌ لا تغيب !
و الذِّكرى تطولُ و تطول
الفَجر ، حيثُ الأحرف
المنسيّة
هُمشّت الكلماتِ لتبقى
بلا سَرد
بلا نِهاية
وبلا انتماءٌ للمعنى
الحقيقيِّ للكلم
الفَجر
ذاك الحُلم الذي يَخلعُ
السكارى من أجسادهم !
يجعلُ ارتحالُ الروحِ من
جِلدها
يُخاطبُ هلوسةٌ ما ،
تَسكنُ القلب
تُخضعُ الوتينَ حتى
يتنفسُ حرفاً
و ليتهُ كانَ اي حرفٍ
لينتشي به
هوَ حرفُ ذاكَ الشّغف ..
!
و ذاكَ الفجرُ مثلهُ
يجرّد الوطن من وطنه
ليتركَ الحرفَ ساكناً في
السماءِ التي خُفيت
و يُخدّرُ الشّغفَ في
حنايا ذاكَ الفؤاد
يشتهي المنفى البقاء
منفياً عن حماقةِ هذا السخف !
و عن التُرهات التي لا
يراها السكارى ..
يبقى في حانةِ الفرحِ
مغموساً بالحبّ
لا شيء يدري عن حاله ، لا
شيء يدرك
لا أحدَ يراهُ ويعبره
غيرَ سكارى الحرف
ولا يزالون ينتشونَ
الريحان السكريّ
يبتسمونَ لذاك الانتشاء !
يضحكون كثيراً وهم
يهلوسون
سعادةٌ لا شيء مثلها
فالمنفى خُلق ليبتسم
السكارى
لينتشون من ذاك (
الحيروفين )
و يبقونَ في منفى الفَجر
صراخٌ من رحمِ النفي ..
هلوسوا بشغف !
مُلاحظة : ( الحيروفين )
تحريف من ( هيروين ) وهو نوع من أنواع المُخدر ..
يالله وطال الاشتياق للهذه الهلوسات الجميلة والاحرف الرائعة....
ردحذفكلمات رائعه
شُكراً ")
حذف