أينَ كنتِ طِفلتي ؟
سألتها و كنتُ قلقة !
فُكلّها مببلةٌ بالعرقِ
و شُعرها البني الطويلِ كأنه غُمّص في الوحلِ
سألتها بخشيةِ أجيبيني أين كنتِ
فالخوفُ قد مزّقني أجيبي !
بكت وحضنتني طويلاً
تقولُ انتِ اختفيتِ
رايت يمنةً و يسرةُ لم أجدك !
فبقيتُ وحدي ..
الظلامُ دامسٌ ، و المكانُ اسود !
و القمرُ أصبحَ بدراً
و شكله يخفيني في وحدي !
و نجومٌ السماء تضيء من التنينِ حتى القيفاوس !
و خفتُ وحدي كثيراً و صرختُ أهذي باسمكِ
-
يا طِفلتي ماذا حدث ؟
جلستُ أسفلها إذا بها تَهزني ، تأخذي للأعلى و للأسفل !
شعرتُ أني زلزالاً قاتلاً سوفَ الليلةِ يقتلني !
نظرتُ إليها في خوفٍ وماذا حدث ؟
تحركت ، تحركت إذا بها تهزّني
اصرخُ ، و يعلو صراخي
و القمرُ أنيسُ وحدتي
بدأت أصرخُ خالقي
يا رحمن ، رحيم بنا
ارفق بنا ، و احمِنا
و رددتُ تسعَ و تسعين اسماً حفظتها عن أختي
ترددها طويلاً في المسجدِ و المنزل !
و حينَ أنهيتها نظرتُ عن اليمائنِ و الشمائل فلم أجد حتى
ظلالي
فكلها قد غادرت !
و حينما توقفت عن اهتزازها الذي أرعبني
سقطتُ في الوحلِ تقلبتُ بشراهةٍ
الوحلُ ذاك الذي بدا جميلاً تحتَ القمر !
أتعلمين سأخبركِ امراً غريباً
حينَ وقفتُ الدنيا كانت تدورُ بي !
وجدتُ زهراً أبيضاً و أحمراً ومثلهُ زهرياً
و ذاكَ الزهرُ مثله أزرقاً و اصفراً
وكان كثيرهُ بنفسجِ !
مشيتُ كثيرأً لوحدي
و أهرولُ مثلَ الطفلة
حسناً انا طفلةٌ هكذا أنتِ تقولي
لكنِّ كبرتُ كثيراً
أصبحتُ أحفظُ انشودةُ المطر
وقد أقمت الصلاةِ و صمتُ رمضان !
لقد كبرتُ لا تريني طفلةٌ فتلكَ الطفلةُ كبرت !
حسناً أدركُ أنني تحدثتُ كثيراً
فكما تقولينَ دوماً
هذا جنونُ الطفلةِ
ثم صرختُ ضاحكةً
-
ما هذا يا صغيرتي !
لا زلنا في الحديقةِ و قد انطفأت تلكَ المصابيحُ قليلاً
وقد رويتِ اسطورةً !
زلزالكِ الغريب ذاكَ كنتِ في الأرجوحةِ
و كأن ابيكِ خلفكِ يحرككِ ثمّ انشغل باتصالات موظفيهِ
التي لا تصمتِ
ألا تعلمينَ ان أبي منشغلاً كثيراً !
وقد أطالَ اتصالهُ وانتِ قفزتِ للأسفلِ تضحكينَ حينما
تمرغتِ في الوحلِ
حسناً يا صغيرتي
إنكِ مجنونةً حتى دموعَ الضحكِ ظننتِها بكاءً !
و إن جمالَ القمرِ قلتِ انه موحشٌ
حسناً كنتُ أمشي خلفكِ
أراكِ تمسكينَ الزهرِ في يديكِ
ألم أقل لكِ سابقاً اتركيهِ و شأنه !
إننا مسلمين حينَ نزرعُ لا نقطفُ !
حسناً إن المصابيحَ التي انطفأت تلكَ الوهلةِ
ظننتِ زلزالاً سوفَ يقتلكَ
كبرتِ يا صغيرتي ، وخيالكِ الأسطوريّ هذا احفظيه
وستكتبينَ قصةُ من قصةٍ سأكتبها
و سنكتبُ يوماً معاً يا درتي
رواية نحكي فيها عن كلّ شيءٍ أبيضِ و أسود !
و ستكونُ كالبؤساء شهرةً
أو أنها يوماً تكونُ في التاريخِ منهجاً
يدرسها الأدباء و المؤرخين !
ابشري يا درتي
إننا يوماً عظماء
ما دُمنا بناتَ ابي !
فأبي سيجعلنا أجمل و أجمل و ناجحين !
إننا يا درتي
مختلفينَ نملكُ قلمَ البنفسج :"
مضوعٌ برائحةٍ كالمسكِ و القرنفل !
لا شئ يشبهُ قلمي يا درتي
سوى بسمةٌ من ثغركِ
و قدُ كتبتُ قصةً لم تحدث يوماً ابداً
و إنني واثقةٌ انها تشبهنا يا درةِ
هذا هلوسةٌ طفلةُ بداخلي
اشتاقت ل الأرجوحة !
تفتقدُ ابتي خلفها ، يدفها لترتفع
ثمَ تصرخُ حينَ يطيرُ شعرها في الهواء
إنني أطيرُ مثلَ الشكل الذي قالت عنه حكمتي !
هلوستي تقولُ اليوم
تمرجحوا في أحلامكم إن لم تملكوا ارجوحةً في المنزلِ !
وهلوسوا كثيراً وقد نعودُ يوماً مثلَ درةٍ تتخيلُ
حسناً إنني طفلةٌ ، وهذه الطفلةُ قد استيقظت فجأة !
تهلوسُ اليوم مرةً ، تقولُ إنني مع درةً
و درة الآن تلفُ شعرها وهي تدورُ وتصرخ !
هلوستي تقولُ لكم هلوسوا وكونوا بخير بسعادةِ :)
الله
ردحذفس نهلوس..
ونلعب ب ارجوحة الاحلام
راقت لي