الخميس، 17 يوليو 2014

حديث فَجر .. 17




ليسَ كلّ ما نكتبه يكونُ دوماً يُعنينا !
بعض الأحاديث تكونُ بداخلنا كرسالةٍ لشخصٍ ما ، قد يُرسها القدرُ بأقلامنا !
بعض الهلوساتِ و الأحرف لم تُخلق إلا لتبقى في نفسِ أحدهم
تنغرس فيه ، و تبقى موصولةٌ في عُمقه !
و تجعلنا سعداءَ جداً ، لأننا أحدُ أسباب تلكَ السعادات !
أحياناً حينَ نتفكرُ عميقاً في طبيعة الحرف ، و إن كان الحرفُ مختلفاً جداً عن كلّ شيء !
إلا أنه يبقى حياةً بداخل حياة !
و حينما كان يقول كم حياةٍ سنعيش !
أصبحتُ أٌقول أني أعيش حياةً جديدةً مع كلّ حرف ، ومع كلّ حديثٍ و هلوسة !
إننا و ببساطة أحياء في الحرفِ أعمق من حيواتنا أحياناً ..
و لأننا نحنُ بني البشر بُخلاء جداً حينما يتعلق بالحياة التي نحنُ متمسكينَ فيها !
نتجاهل كلّ ما يتعلق بالحياة !

إننا سعداء حتى الترف إن فكرنا بعمق ، حتى الكفر بتلكَ السعادة و نبحثُ عن ثغرةٍ لنحزن عليها ، ثم نقولُ لسنا السبب في ذلك !
إن جميعنا خوَنة ، ولا أحد يتجرّد من الخيانةِ أبداً ، حتى إن الارواح السماويّة ، و إن بقينا نفكرُ أكثر سندرك أننا خونة بطريقةٍ أم بأخرى !
أنا خائنة حينَ أتركُ النثر ل اكتب الشعر ، و أم بمجرّد تفكيري لتركَ الحرف أصبح خائنةً أكثر ، و كأني أكفرُ و أخرجُ عن ملة الحرف !
إننا و إن اختلفت الأمور نبقى خوّنة ، و لا شيء يشبهنا ، متفردين بخياناتنا جميعها عن كلّ شيء ، و إننا كذلك سعداء جداً !
إن السعادةُ خلقت فينا كجزءٍ من قلبنا و روحنا ، تكمن فينا ونحن من يصنعها لأنفسنا ، و الأمر مشابهٌ تماماً لقولي ذاك إن جميعنا نملكَ أحرفاً داخلنا !
إن بساطة بني البشر تعجلهم يخافون من الحزن ، يهابونه ، و مع ذلك هم يفرحون به ، و يتمرّغون به حدّ الغرق ، ثم يقولون ببساطة ( لم نخلق لنكون سعداء )

إذاً هل خُلقنا لنحزن ؟
وهل خُلقنا لمجرّد أن نتمسك بالسعادة أم بالحزن ؟ أم أن خلقنا هُناك ما يكمن خلفه!
إن التفكير بعمق في المعنى الغامض من السعادة و الحزن !
يجعلنا نُدرك و نؤمن يقيناً أننا لم نخلق لنكون سعداء لأن السعادة الحقيقيّة في الجنة و لكن هذا لا يعني أننا خُلقنا لنحزن !
أحياناً أقول أن الحزن ليس موجوداً في هذا العالم ، إنما هوَ مجرّد ترهات تحدث نتيجة لعبنا الغميضة مع السعادةِ أحياناً ، و هو مشابهٌ للحبّ و الكره الذي لا يأتي إلا باختباء الحبّ عنا و الذي نادراً ما يفعل !
لأننا إما أن نُحب ، او لا نشعر بشيء غالباً وفي معظم الأحيان !

كنتُ حتى فترةٍ وجيزة أكره تلكَ المشاعر و ذاك الشعور الذي جعلَ أبي يرفضُ دراستي للعلومِ السياسيّة ، الحلمَ الذي راودني كثيراً ، و كنتُ أحلمُ كثيراً ، و كأنني كنتُ أدركُ يقيناً أن أبي سيرفض ، كنتُ أبني حلمي لدراسةِ تخصصٍ علميٍّ بحت كالطبِّ مثلاً !
عشتُ في صدمةِ الشعور بعد ظهور معدلي في الدبلوم العام ، و رُبما ككل طالب يراودهُ تأنيب الضمير بعد ظهور معدله لكنّ الحصول على خمسُ و ثمانون في الفصل الدراسي الأول كمعدلٍ للعلمي كان يسعدني !
و رُبما كانَ عليّ وقتها أن أفكر بمنطقيّة بشأن دراستي للطب ، و رغم صدمتي و ثقاتي التي يفهمها كلّ طالبٍ عمانيّ خاصة بتلكَ الخيانات التي تفعلها تلكَ الوزارة !

إلا أنني تجاوزتُ تلكَ الصدمة بوضع الأمور على صوابها ، ولأنني كرهتُ الفيزياء بعد امتحان الحادي عشر الفصل الدراسي الأول ، الأمر الذي لم يمنعني من الحصول على درجاتٍ متميّزة فيهِ أحياناً رفضتُ دراستي لتخصصٍ به موادٍ متعلقة به ، وهذا لا بأس به !
إلا أنني لم أيأس تماماً حتى و إن تتالت خيانات تلكَ الوزارة ، و إن تتالت صعوبة الإمتحانات وتعثري في بعض المواد إلا أن الأمر لم يمنعني من الحصول على 100% في بعض المواد !

لكنّ ذاك الأمر لم يمنعني أبداً من تلكَ الرغبة التي تطلب مني دراسة تخصصٍ يتعلّق بحياة الناس ، كالتمريضِ مثلاً ، أو كالمختبرات الطبيّة التي ستبدو على بحلتها أجمل !
إننا و إن يأسنا أحياناً من بعض الأمور ، وإن صُدمنا سيكونُ علينا دائماً ان نبتسم ، ان نعيش بخير ، ان نستنشق بعض التفاصيل الجميلةُ في حياتنا و نبتسم !
إن اختيارنا لتخصصاتنا الدراسية متعلقٌ بحياةٍ ستضلّ معنا حتى نرحل لوطننا الأبديّ لكن ذاك لا يعني أن لا نُحسن الإختيار ، و أن نفكر بعمق !
و ذلك لا يمنعنا أبداً أبداً من التبّسم ووضع خيارٍ علميّ بهِ مادة قد صُدمت بها لأجعلها سخرية أمامي يوماً ما ، و أنا على يقينٍ أنني أفعلُ ذلك !
و ذلك لا يمنعنا أبداً من الإدراك أن ذو الفجر يوماً ما يستيقظُ داخلنا ، و يجعلنا نبستم ..
حديثي هذا اليوم إلى تلكَ الروح التي قرأته وابتسمت وهي توقنُ أنه لها ، حسناً أحبكِ جداً !
وكونوا أنتم كما دائماً أتمنى لكم ، بِخير ..
انتهى #

هناك تعليق واحد:

  1. راقت لي حروفك كهذا الصباح الجميل..

    كوني كما انت سعيده يغمرك الطموح

    ردحذف