في الخامِسة فجراً ترسلُ لي : هل نمتِ ؟ أجيبها أني لم
أفعل بعد !
تقولُ لي انتظري رجاااااءً !
اسألها عن الأمر تقولُ أنه سيسعدني !
و اسألها أكثر بدافع الفضولُ فيّ تقولُ لي أنه سيأتي حتى
أمام منزلي .. !
أتساءل عن الأمر لأشبع ذاك الدافع فيّ ..
هيَ ترفض إخباري بشيء !
في الخامسة و خمس و عشرون دقيقة
درة أمام النافذة تقولُ أن هُناك فتاتين تتوجهان لمنزلنا
..
أراقب عن بعد
لا أجيد أن أحدد الملامح
رُبما تكونُ ( ميلاد الرحيل ) حسناً هذا مستحيل !
أنزل للطابق السفليّ أرتدي غطاء الرأس أخرج !
أراها أمامي .. !
صَدمة ، فرحة ، سعادة ، اغرورقت عيناي بالدمعِ سراً .. !
عن أي أمرٍ أتحدث ..
مرّت عليّ ذكريات الحافلة !
حضنتها حضناً عميقاً
-
ماذا تفعلين هُنا
جوابها ببرائتها المعتادةُ منها – أتيتُ لرؤيتك !
إنها الخامسةُ فجراً يا مجنونة !
تجاذبنا أطراف الحديث وودعتني !
حسناً يبدو أنها قد جنّت قليلاً لتمضي تلكَ المساقةُ
وحدها طويلاً
و لكنّ الدمع الذي تساقط بعد رحيلها وانا انظر إليها حتى
تلاشى ذاك الطيف من أمامي
و أنا ألوّح من خلفَ نافذتي مودعةً لها ..
أيُّ روحٌ هذه قطعت مسافة تزيد عن ألف وخمسمائة متراً لاحتضاني !
لتبقى بجانبي ، تمسكُ بيدي و تختلسُ الدقائق للقاءٍ كهذا
حسناً أحبها حباً عميقاً بلغةِ التضرّع و الدعاء تكفي ..
ممتنةٌ يا الله على تلكَ الروح !
على السعادات !
على النعمِ التي أملكها على شكلَ أصدقائي
ممتنةٌ لأني أحبهن بشغف !
و ممتنةٌ لمقطع الصوت ذاك الذي أرسلته ألقي فيه بحبٍّ
بعد طولِ غيابٍ و انقطاع !
لأستلم مقطعاً فيه صوتُ ذاك الطيف ( أحبكِ جداً )
عيبٌ عليّ ربما أن اتألم وتلكَ الأرواح تلفني بحضنٍ عميق
!
تحتويني ، تحبني كثيراً جداً
و رُبما أكثر مما أفعل !
ممتنةٌ أنا يا الله على المطر على تلكَ الأرواح التي
أحبها !
حينما وصلني ذاك البريد ليخبرني أن كتابي تمّ رفضه
رُبما تحطمت كلياً و أسبابهم لم تقنعني حتى ..
و رغم الألم الذي جاورني إلا أننا أدركت أنه عيبٌ عليّ
ان احزن ..
و هذه الأرواح بجواري ..
قالت لي ذات مرة ( الإبتلاء قد يكون على شكلِ أصدقاء
تمنحهم الحياة لكِ )
فكان ردي عليها ( و الوردُ الذي أعشق قد يكون على شكلِ
أرواحٍ تلكَ التي أمطرتني السماءُ بها )
ممتنةٌ انا جداً لِجمال أرواحهم ، و أطيافهم !
حسناً اثقُ أن لا أحد يملكُ تلكَ الأرواح التي أملك
فقط ..
ملجمةٌ أنا جداً جداً جداً
أكثر مما تتصورون !
و لتدوينتي هذه طويلٌ عميق !
لم أرد تضييع اللحظةِ بعدم التدوين ولو أن النومَ سلطاني
فالقلمُ أقوى منه !
فقط أتيتُ لأخبركم قبلَ نومي ..
لا أحد منكم يملك أرواحاً كالتي أملك ، حفظنا الله
حديثي لكم بهذا اليوم
انظروا حولكم ، و امتنوا لوجودهم في حياتكم !
و كونوا بخير ..
يُتبّع في ( حديث فجر .. 20 )
اللهم اجعلها رفيقتك في الدنيا والاخرة
ردحذفاللهم ادم عليها السعادة