الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

إلى باب الجنّة يا صديق .



أخبرتكَ ذات مرة تحتَ الغيمِ انها رحلت ، و حادثتكَ وقتها وقلت لي لا بأس من رحلوا سيجمعنا الله في الجنّاتِ معهم ، تبّسمتَ حينها و ابتسمتُ أنا لينطفئ شيئاً من الألمِ داخلي ، أخبرتكَ ذاتَ مرة ، أن من لا يأخذكَ للجنّة ليسَ بصديق ، طلبتَ مني ألا تغيّر أبداً ، ألا أكون مثلهم ، و اكون مختلفاً جداً ، و أنتَ تدركُ أني لن أتغيّر !

أخبرتني ذاتَ مرة أنكَ سعيدٌ لأنك تعرفني فهل أخبرتك يا صديق عن سعادتي بك يوماً ؟ لا أعلمُ ما أقولُ لكَ سوى أنكَ تشعلُ روح مبسمي كلما رأيتك ، وفي كلّ صباح أراكَ حتى يطمئنَ قلبي ، حتى تسكن روحي وتدركُ أنكَ معها على خطىً واحدة ثابتة .

في تلكَ المرةُ يا صديقي حينَ تصاعد فيّ الألم ، حينما حادثتني و الخوفُ يملؤ عينيكَ أدركتُ حقاً أني أخافُ عليكَ من كلّ شيء ، و أخافُ أن يأتي ذاك اليوم وتعصفُ بيَ الحياةُ بعيداً ، وقتها سيعصركَ الألم ، و سأكونُ مثلهم .. قد رحلت !

يا صديقي .. أنا حينَ انظر إليك ، اتأمل عميقاً خلفكَ ، خلفَ بابِ العامود الذي سنلتقطُ أمامه صورةً تذكارية ، انظرُ للعمقِ البعيدِ في صلاةِ الفجرِ في الأقصى ، في الإتكاء على أحدِ الجدران لنكتب هُناك معاً ، في تلكَ المرةُ يا صديق حينَ قلتُ لكَ أننا سنذهب إلى القدسِ معاً ، علت سماء الحبّ في صدري لك ، حتى أنني وقبلَ أن أنام أجددُ ذاكَ العهدُ لنفسي أننا في الأقصى – بإذن الله – مصلون .

على بابِ الأقصى ذاتَ مرةٍ رأيتنا في الحلمِ نتحادثُ تحتَ ضوء القمر ، نحكي قصةَ بطولات أمتنا ، ونحكي أحلامنا التي كَبرت ، لتقولَ لي أتذكرُ ذاك الليلُ الذي خططنا لهذا فيه ، في الأقصى يا صديقي حينَ نصلُ إليه ، سنكونُ سعداء به .

سنطوفُ في يافا وحيفا ، وسنزور بيت اللحم و الخليل و سنبقى على شواطئ غزة ، نتأمل الطهرَ فيها ، التربُ التي خُلطت بدمِ الشهداء ، وهُناك في فلسطين يا صديق ، حينَ تكونَ حرّة ، وحينَ تدوّنُ الأمجاد فيها ، سيهدأ ذاكَ القلقَ الذي يراودنا كثيراً لحالِ أمتنا !

يا صديق .. لا أعلمُ أيُّ ذكرى تلكَ التي أرويها عنك ، فكلّ الذّكرى مكللةً بالأحلام التي تُبنى ، و أحلامنا التي تحلّقُ معنا ، تسافرُ بنا طويلاً ثمّ تحيي روحنا تارةً أخرى ، ويبقى حُلمنا الموشوم في الجانب الأيسرِ من صدرينا باللقاءِ هُناك : على أبواب الجنّة !

خاطبتكَ يا صديقي تلكَ المرةِ عن شوقِ الجنّة ، عاهدتني أن نمضي إليها ، عاهدتني أن تمسكَ بي من فوهةِ الضلال ، أتذّكرُ حينما تمضي في عهدك ، وحينما تذكرني بالجنّة كي يطمئن قلبي.

يا صديق .. على قارعةِ الطريقِ ذاتَ مرةٍ تصادفنا ، فنبضتَ أحلامنا بالحبّ وكبرت بداخلنا ، فلا تترك حلمي وحدي ، وابقَ على وعهدك يا صديق !

أأخبرتكَ ذاتَ مرة أنك مختلفاً جداً عن الجميع و أنّ وجودكَ معي يعني لي الكثير ؟ و أنكَ حينَ تكونُ بخير يطمئنُ قلبي ؟ أأخبرتكَ ذاتَ مرة أن مبسمي كلّ صباحُ يزدانُ بعد رؤياك ؟ و أنكَ حينَ تضحك تشعلُ فيّ أملاً بالحلمِ الطويل ؟ أأخبرتك ذاتَ مرة أن صداقتنا تمتدُّ إلى بابِ الجنّة ؟ حتى يقال لنا " ادخلوها بسلامٍ آمنين " ؟ 

أأخبرتكَ ذات مرة أن تمسك بالعهودِ بيننا ولا تتركني ؟ أأخبرتكَ ذاتَ مرة أنكَ الأقربُ إلى قلبي فلا تبتعد ؟ و أنكَ موشومٌ في الجانبِ الأيسرُ من صدري فلا تتغيّر عليّ ؟ أقلتُ لكَ أني أشتاقُ للجنّة معك ؟ و أني أحبك ؟ حسناً ها أنا ذا أخبرك بذلك !


هناك تعليق واحد:

  1. ، و أخافُ أن يأتي ذاك اليوم وتعصفُ بيَ الحياةُ بعيداً ، وقتها سيعصركَ الألم ، و سأكونُ مثلهم .. قد رحلت !

    ردحذف