يا صديقي .. أراودك ذاكَ الشعورُ بالبُؤس من هذا العالم
، حين اسودّت الدّنيا في عينيك ، حينَ حاصرك الألمُ تلكَ المرة ، فبقيتُ مكللاً
بالوجعِ متألما ، تخيّل أنكَ تمضي متمنياً ان تخطفكَ السّماء ، أن يأخذكَ الرحيلُ
من هذا العالم ، أن تتلاشى من الحماقة التي تؤلمك ، ليأتيكَ نداءً أن هناك من
يحتاجُ الحياة ، يتسللُ إليكَ ذاك الطيفَ أن هبهُ دمائك ، أحييه مرةً اخرى لعله
للمسجدِ الأقصى سيكونُ مُحررّ ، تذهب هُناك تنسلّ الدماءُ منكَ قطرةً تلوَ قطرة ،
ومع كلّ قطرةٍ يتلاشى بريقُ الوجعِ من عينيك ، تُزهرُ ابتسامتكَ بسماعِ الدعوات
تنهمرُ عليكَ مثلُ السيل ، تلكَ المرة أُزيحَ كلّ الوجعُ الذي بداخلك ، كُفّن
الحزنُ وقتها ، لُيدفن دونك في السّراب ، يرحلُ مع الوهم ، كنتَ سعيداً جداً ،
لتدركَ حينها أن العطاء جنّة !
أتذكرُ تلكَ المرةَ يا صديق حينما تبسّم الشغفُ فيك ،
حينما أزهرت ربيعاً يانعا ، حينما أعطيتني كفيكَ لتقولَ لي : هيّا لنعطي ، حينما
حادثتني وقلتَ لي أنكَ تتألم وأنك حزين ، و العطاء كفيلاً لأن يغسل روحك من كلّ
وجع ، حينما قلتَ لي أنكَ تظنّ ان احد
دعوات من أعطيت أمطرتكَ بي ، أتدري يا صديقي العطاءُ جنّةُ في هذا العالم البائس و
أنت لا تحتاجُ إلى احدٍ ليلقنّك هذا الدّرس ، فقد حفظناهُ غيباً من افعالك !
أتدري يا صديق ، ذاتَ مرةٍ أعطتيني الفرحُ مغلفاً من
بسمةِ ثغرك ، وهي تخبرني أن الدربَ محفورٌ إلى الجنّة ، و أعطيتني الحبّ من بريق
عينيكَ وهي تروي الشوقَ لجنّةِ عرضها السماواتِ و الأرض فيها متجاورين .
أتدري يا صديقي أعطيتني تلكَ الليلة الإطمئنانَ بعد
الوجعِ في حلكةٍ الليل بحديثٍ معك ، أدركتُ فيها أني سعيدٌ جداً ، أعطيتني وكنتَ
كريما ولم تبخل ، أعطيتني جلّ وقتكَ لتحوي الوجعَ وترمي به في رمادِ الصفحةِ
المحروقة من بؤسِ ذاك اليوم ، أخبرتني يا صديقي أن العطاء جنّةٌ دونَ أن تتعمد
فعلَ ذلك!
يا صديقي .. حينما أعطيتني الحرفَ إلهاماً منكَ موشوماً
على طهرَ روحك وقلتَ لي ابتسم لا تبتأس ، و حينما أعطيتني ملائكيةُ روحكَ لتحلّق
بي فوق الغيم ، كلّ التفاصيلُ منكَ تخبرني أن العطاء جنّة ، وأنكَ تلكَ المرةُ
حينما أمسكتَ بيدي ووعدتني أن تحقق حلمي ، أعطيتني فرحاً بلا مُقابل .
أتدري يا صديقي ، إني اخجلُ ان ابتأس و أنتَ في هذا
العالم تنظرُ لي و تبتسمَ في كلّ مرةٍ لتخبرني أن هذا اليوم مُزهر ، أمسكتني تلكَ
المرة لتمضي بي في طريقِ العطاء ، لَيُزهرَ دربنا ، بالحبِّ يا صديقي أعطيتَ لهذا
العطاء مذاق .
تلكَ المرةَ التي زرعتَ فيّ تلكَ النبتةُ العميقةُ داخلي
، لتُورقَ عطاءً مضوّعاً بالفرحِ لا يمسّهُ شيء كانت الأجملُ في كلّ لقائاتنا ،
تلكَ المرةُ التي أزهرتَ فيها ياسميناً ابيضاً كانت تحملني إلى الجنّة معك ..
يا صديقي ، مهما عُصفتُ بعيداً عنك ، ومهما كنتَ قريباً
مني سأحدّثُ الله عنكَ كثيراً ، سأروي فوقَ الغيمِ مراتٍ ومرات ، وسيضلُّ حديثٌ
موشومٌ في صدري انكَ يا صديقي علّمتني ذاتَ مرة أن العطاءَ جنّة وفي كلّ مرةٍ ومرة
تعيدُ لي سردُ تلكَ الأقصوصة ، وتحملنا للفردوسِ بقلوبٍ مزهرة .
يا صديقي .. أمسك يدي في كلّ مرة تراني بعينيك وبسمةُ شفتيك ، وردد لي في عمقِ روحك أن العطاء جنّة ، سيصُلني حديثكَ الموصولُ بروحي ..
و أرددُ في كلّ دعوةَ ارزقهُ جنّةً كما علّمني أن العطاء جنّة !
يا صديقي .. ابتسم ، لا تبتأس ، احملني للجنّة كما علّمتني أن العطاءَ جنة !
يا صديقي .. ابتسم ، لا تبتأس ، احملني للجنّة كما علّمتني أن العطاءَ جنة !
ردحذف