الأحد، 23 نوفمبر 2014

العطاءُ جنةٌ يا صديقي .


يا صديقي .. أراودك ذاكَ الشعورُ بالبُؤس من هذا العالم ، حين اسودّت الدّنيا في عينيك ، حينَ حاصرك الألمُ تلكَ المرة ، فبقيتُ مكللاً بالوجعِ متألما ، تخيّل أنكَ تمضي متمنياً ان تخطفكَ السّماء ، أن يأخذكَ الرحيلُ من هذا العالم ، أن تتلاشى من الحماقة التي تؤلمك ، ليأتيكَ نداءً أن هناك من يحتاجُ الحياة ، يتسللُ إليكَ ذاك الطيفَ أن هبهُ دمائك ، أحييه مرةً اخرى لعله للمسجدِ الأقصى سيكونُ مُحررّ ، تذهب هُناك تنسلّ الدماءُ منكَ قطرةً تلوَ قطرة ، ومع كلّ قطرةٍ يتلاشى بريقُ الوجعِ من عينيك ، تُزهرُ ابتسامتكَ بسماعِ الدعوات تنهمرُ عليكَ مثلُ السيل ، تلكَ المرة أُزيحَ كلّ الوجعُ الذي بداخلك ، كُفّن الحزنُ وقتها ، لُيدفن دونك في السّراب ، يرحلُ مع الوهم ، كنتَ سعيداً جداً ، لتدركَ حينها أن العطاء جنّة !

أتذكرُ تلكَ المرةَ يا صديق حينما تبسّم الشغفُ فيك ، حينما أزهرت ربيعاً يانعا ، حينما أعطيتني كفيكَ لتقولَ لي : هيّا لنعطي ، حينما حادثتني وقلتَ لي أنكَ تتألم وأنك حزين ، و العطاء كفيلاً لأن يغسل روحك من كلّ وجع ،  حينما قلتَ لي أنكَ تظنّ ان احد دعوات من أعطيت أمطرتكَ بي ، أتدري يا صديقي العطاءُ جنّةُ في هذا العالم البائس و أنت لا تحتاجُ إلى احدٍ ليلقنّك هذا الدّرس ، فقد حفظناهُ غيباً من افعالك !

أتدري يا صديق ، ذاتَ مرةٍ أعطتيني الفرحُ مغلفاً من بسمةِ ثغرك ، وهي تخبرني أن الدربَ محفورٌ إلى الجنّة ، و أعطيتني الحبّ من بريق عينيكَ وهي تروي الشوقَ لجنّةِ عرضها السماواتِ و الأرض فيها متجاورين .

أتدري يا صديقي أعطيتني تلكَ الليلة الإطمئنانَ بعد الوجعِ في حلكةٍ الليل بحديثٍ معك ، أدركتُ فيها أني سعيدٌ جداً ، أعطيتني وكنتَ كريما ولم تبخل ، أعطيتني جلّ وقتكَ لتحوي الوجعَ وترمي به في رمادِ الصفحةِ المحروقة من بؤسِ ذاك اليوم ، أخبرتني يا صديقي أن العطاء جنّةٌ دونَ أن تتعمد فعلَ ذلك!

يا صديقي .. حينما أعطيتني الحرفَ إلهاماً منكَ موشوماً على طهرَ روحك وقلتَ لي ابتسم لا تبتأس ، و حينما أعطيتني ملائكيةُ روحكَ لتحلّق بي فوق الغيم ، كلّ التفاصيلُ منكَ تخبرني أن العطاء جنّة ، وأنكَ تلكَ المرةُ حينما أمسكتَ بيدي ووعدتني أن تحقق حلمي ، أعطيتني فرحاً بلا مُقابل .

أتدري يا صديقي ، إني اخجلُ ان ابتأس و أنتَ في هذا العالم تنظرُ لي و تبتسمَ في كلّ مرةٍ لتخبرني أن هذا اليوم مُزهر ، أمسكتني تلكَ المرة لتمضي بي في طريقِ العطاء ، لَيُزهرَ دربنا ، بالحبِّ يا صديقي أعطيتَ لهذا العطاء مذاق .

تلكَ المرةَ التي زرعتَ فيّ تلكَ النبتةُ العميقةُ داخلي ، لتُورقَ عطاءً مضوّعاً بالفرحِ لا يمسّهُ شيء كانت الأجملُ في كلّ لقائاتنا ، تلكَ المرةُ التي أزهرتَ فيها ياسميناً ابيضاً كانت تحملني إلى الجنّة معك ..

يا صديقي ، مهما عُصفتُ بعيداً عنك ، ومهما كنتَ قريباً مني سأحدّثُ الله عنكَ كثيراً ، سأروي فوقَ الغيمِ مراتٍ ومرات ، وسيضلُّ حديثٌ موشومٌ في صدري انكَ يا صديقي علّمتني ذاتَ مرة أن العطاءَ جنّة وفي كلّ مرةٍ ومرة تعيدُ لي سردُ تلكَ الأقصوصة ، وتحملنا للفردوسِ بقلوبٍ مزهرة .

يا صديقي .. أمسك يدي في كلّ مرة تراني بعينيك وبسمةُ شفتيك ، وردد لي في عمقِ روحك أن العطاء جنّة ، سيصُلني حديثكَ الموصولُ بروحي .. و أرددُ في كلّ دعوةَ ارزقهُ جنّةً كما علّمني أن العطاء جنّة !


يا صديقي .. ابتسم ، لا تبتأس ،  احملني للجنّة كما علّمتني أن العطاءَ جنة !

هناك تعليق واحد:

  1. يا صديقي .. ابتسم ، لا تبتأس ، احملني للجنّة كما علّمتني أن العطاءَ جنة !

    ردحذف