الاثنين، 24 نوفمبر 2014

انظر بقلبكَ يا صديقي .


عندما تتعمقُ في الأشياء ، لا يُصبحُ لعينيكَ معنىً عميق ، تُصبح عينيكَ مجرّدة من الرؤية ، وكأنها لا ترى البعيد ، و إلا ترى إلا الجزء الطفيف من النصوصُ المحفورة ، حينما تنظر بقلبك يا صديق يُصبح للحياةِ معنى أجمل !

عندما مُنحت الحياة في هذا العالم فأنت تملكُ الفرصة لتكون سعيد ، لتصنع سعادتك بنفسك ، لتقرأ الأشياء بعمق ، لتنظر إليها بقلبكَ لا بعينيك ، عندما يمنحك الله الحرف ، من واجبك أن تكتب ولو كان حرفاً ضئيلا ، و حينما تعطى سبباً لتحزن ، عليكَ أن تمنح نفسك أسباباً للفرحِ ليسَ إلا .

أولئك الذين رحلوا عن قلوبنا ، الله يفسحُ مساحاتٍ أخرى لأشخاصٍ آخرين سيكونون أجمل في حياتنا ، أولئك الذين رحلوا لم يكونوا مُخلدين ، انظر بقلبكَ يا صديقي  فرحيلهم علّمنا درساً ، انظر بروحك يا صديقي أنكَ لا زلتَ تحيا ، و أنكَ قد تعيش!

انظر بقلبكَ للحبِّ المخبوء في قلبك ، انظر للأحاديثِ الطويلة و حكايا الياسمين ، انظر لمعنى الحبِّ للجناتِ يمضي ، انظر له ، ابتسم ، لا تبتأس ابداً يا صديق ، فالحبَّ يروي دربنا ، و اللهُ أقربُ للوريد في كلّ حالات السكون .

انظر بقلبكَ لظلمات الليل قبلَ الفجر يا صديق ، لعلّ الشاعريةُ تستفيقُ بداخلك ، لعلّ ديوانَ القصيد سيبدأ مع ذاكَ الظلام ، انظر بقلبكَ للحروف ابتسم مع شروق الفجر ، لا تبتأس !

من حرّك الأحلام حينَ استفاقت داخلك ، من قرّب الأشياءُ كالآمال في حرفك ، من مارسَ الأشواقَ بين صفوفِ روايتك ، من علّمك من خاطبك ، من أرشدك أن هذا الوجعُ يوماً ، مع غروبِ الشمس يأفل ، أن ذاك الشّغفَ يكبر ، و أن الألم ليسَ مخلداً في عمقِ قلبك ، انظر بقلبكَ في تفاصيل المساء أن الفرحَ دوماً قادمٌ ، وأنه مع ظهور الفجرِ يشرق .

من يواسي شهقاتُ قبل الفجرِ بالفقدِ الأليم ، من يُشبعُ الإلحاح للقاءِ بداخلك ، من يروي أحلام الخلود بجنّتك ، من يجيبُ تراتيل السماء من عمقِ خوفك ، من يُنسيكَ الوجع ويحفرُ الفرحُ في وسطَ قلبك ، انظر بقلبك !

اللهُ مع أمنيات الفجرِ يرويها ، و تَكبرُ في عمقِ قلبك ، اللهُ يُزهرها و ينبتها فتفرحنا ، اللهُ يخلقها من قولهِ لها كُونِ فتكن ، الله يصنعُ أمنيات و معجزات ، كانشقاق القمر في حضورِ قريشِ تُصدم ، اللهُ أحال بعصاهُ لحيّة تسعى و تأكل ، الله شقّ البحرَ شقينٍ لموسى حينَ يعبر ، الله مع هذا وذاك في حاجتهِ و احتياجه ، انظر بقلبك !

" نواصينا بيدك ، ماضٍ فينا حكمك ، عدلٌ فينا قضائك " ، للهِ نخضع فنأمن و نطمئنُ بعدلهِ ، اللهُ يروي جفافَ حديثنا ، فانظر بقلبك ، حدّث الله كثيراً يا صديق ، حدّثهُ عن وجعك وفرحك ، اسجد له ، ابكِ و اروي له ما قد يوجعك ، الله وحدهُ يسمعك ، انظر بقلبك !

الله يسمع دويّ كسرك ، و يسمعُ وجعُ جرحك ، الله يطمئننا إن البشرى لذاكَ الصبرَ يوم الحساب ، و بهِ في الفردوسِ نقطن ، الله يا صديق وحده من يسمعك ، وحده من يحتويك ، وحده من يخفف عنك عن أوجاعك السبعون ، و يطفئُ غليل وجعك ، الله حينَ تبتأس ، انظرُ بعمقٍ الليل في قلبك ، تحدّث ، قُل يا الله حتى يبحّ صوتك !


ابتسم ، لا تبتأس ، افرح وامضي بالسّعادةُ في الطريق ، الله وحده من يكون معك ، انظر بقلبك يا صديق .. إن الله معنا !

هناك تعليقان (2):

  1. انظر بقلبكَ للحبِّ المخبوء في قلبك

    ردحذف
  2. لله معنا والصبر دوائنا...

    ردحذف