السبت، 8 نوفمبر 2014

تشرين الفجر الباسِم ( 8 )


أرسلت لي تشكو حالاً أنها تتألم ، أن أحدهم قد تغيّر عليها وهيَ تتوجع ، أن التغيّر مؤلمٌ بعد الإعتياد بشيء ، جميعُ آلام العالم في كف ، و ألمها هيَ في كفٍ آخرٍ حينَ تتألم ، رُبما كانت تتألم ، ورُبما أنا قد قرأتُ دفترَ مذكراتي فنسيتُ أنني نفسي.

دائماً حينما تسألني شغف لمَ نتعلّق بالآخرين أجيبها لأننا حمقى ، و لا زلتُ أؤمنُ أننا حمقى لأننا نتعلق بالآخرين ، الإعتياد على وجود الأخرين في حياتنا هوَ ليسَ بيدنا في الواقع لكنّنا مع ذلك نحنُ حمقى ، أن نحبَّ أحدهم ونتعلقُ به ليسَ خياراً متاحاً لنا وبالرغم من ذلكَ نحنُ حمقى!

تجاهلاً لحماقتنا الفذّة حينما يتعلّق الأمر بمشاعرنا لكنّ لا أجد المصطلح المناسب لأسمي من يجعل أحدهم يتعلّق به ثمّ يفرٌّ بعيداً ، من يوهمكَ انه يحملكَ لدربِ الجنّة ثمّ ببساطة يتغيّر عليك ، ما حصل لذاك الدرب ، أوَقد ملأته بالشّوكِ لتبتعد؟ أينَ الفردوس التي كنتَ توهمني بأنكَ تحملني إليها أتظنُّ أننا وصلنا و انتهى الطريق لتبتعد؟

لا أدري أيُّ كلمةٍ مناسبة لك لكنّ القرار ليسَ بيدكَ لتملؤنا بالرسائل ثمّ تبتعد ، عليكَ ان توفي بعهدك أيضاً لكي لا أقولُ لك ( إذا وعدَ أخلف ) ، و القرارُ ليسَ بيدكَ حينما تعلّق أحدهم بك ، إن شئت أن ترحل ، فارحل فالطريقُ أمامكَ لكنّ عليكَ ان تعطي أسبابك!

حسناً هيَ ليست شقة في مبنىً ما ، او جناحِ في فندق لتبقى فيه كيفما شئت ثمّ تنتهي ، وليسَ الأمر هو مجرّد مصلحةٍ ما وتمرّ ، أنت محاسبٌ على العبث بالمشاعر عليكَ إدراكُ ذلك.

ثمّ ماذا بعدَ أن تلوذ بالفرارِ فجأة و أنتَ قد رسمتَ طريقاً ما ؟ ثم ماذا تسمي نفسك؟ لمَ ؟ لا أظنني أحتاجُ إلى مبررٍ لكنّ الرسائل المُعلقة التجاهل الطويلة ، و القلب الذي مزّقتهُ برحيلك سيعودُ لكَ يوماً! 

حينما يترككَ احدهم ، حينما تتعلّق بأحدهم ثمّ يبتعدُ عنكَ لا تقولُ ماذا فعلتُ في حياتي ، راجع نفسك ، ليستَ دائماً طيبتكَ هي السبب!
أتدري ،، نحنُ حمقى لأننا نثقُ سريعاً ونتعلّقُ سريعاً احياناً ، لكنّ انتَ بماذا تشعر حينَ تبنى درباً للجنّةِ ثمّ تبتعدُ عنه ؟ ألا تشعرُ أنكَ ابتعدتٌ عن الجنّة ؟

ثمّ ماذا عن الذين يظلهم الرحمن في ظله يوم لا ظل إلا ظله؟


كلمةً أخيرة لك : أرجوكَ لا تُوجعها!

هناك 11 تعليقًا:

  1. لا....
    لسنا حمقى ابداً ....
    ليست حماقة مُطلقاً ....هيَ الحقيقه ..
    حسناً ماذا لو تعلقنا بأحدهم واحببناه كثيراً وبقيَ معنا الى الأبد ...هل نحن حمقا حينها...!؟
    مشاعرنا صادقة مُخلصة طيبة تُفسر المعنى الحقيقي والجمال للحياة ... لسنا مخطئين ابداً بكل المشاعر التي وهبنها من حولنا حتى لوعادت علينا جحيماً لسنا مخطئين ..كُل مافي الأمر ان مشاعرنا تكون احياناً اكثر رُقياً وجمالاً من كل هذا العالم ولايكون العالم مكان يستحقها.......لنكن فقط سعيدين بقلوبنا ومشاعرنا التي نمتلكها ولنحمد الله عليها..
    اللهم أدم فرحنا واطب آلآمنا.

    ردحذف
    الردود
    1. اظنكَ لم تفهمني كثيراً .. فسّرت علاقتنا بالآخرين في تدوينةٍ سابقاً ، و اظنكَ كنت توافقني الرأي حينها!
      ممم ربما انا محقة اني اسوأ من يعبّر 😅

      حذف
    2. بالمناسبة : ليسَ الحمق شيء سيء دائماً !

      حذف
    3. ههه...لاعليكِ انا فقط اشعر برغبه في البوح كلما قرأت تدويناتك فأجد اقرب مكان وهو مكان التعليقات لأدون فية ...لذالك دائماً قد اكون ابوح بأشياء لاتقصديها او ليست في الموضوع ...لذالك ليس عليكِ ان تفسري كل ما اكتب ..^^^^^....عليكِ ان تتحمليني في النهايه..^

      حذف
    4. بالعكس .... لا اجد اعمق واجمل من تعبيراتك ... اتعلم الكثير منكِ في مجال الكتابة والتعبير والوصف وغيرها ....

      حذف
    5. ههههههههههه !
      اظن ان علي ان اتحمل كل احد ما دمتم قد تحملتموني عامٌ ونصف !
      لا بأس هنا دائما متنفساً ، بح بما شئت

      حذف
    6. يُسعِدُني ذالك ... اشكُرك..

      حذف
  2. أحبكِ وأحبكِ جدًا لأنكِ كتبتِ لأجلي !
    حرفكِ غمرني سعادة..

    ردحذف