الاثنين، 3 نوفمبر 2014

تشرين الفجر الباسِم ( 4 )


مرحباً ، أودتُ أن أقول لكَ امراً :
أنتَ لستَ مثلما عرفتكَ قبل عام ، ولستَ مثل ما تعرفُ نفسكَ قبل أعوام ، أنتَ تنضج وتكبر مع هذه الحياة ، تمرَّ بالظروف الدنيويّة التي تغيّرك و تحيلكَ لمخلوقٍ آخر شيئاً شيئاً ، وبعد أعوام رُبما أصادفكَ حينها ولن أعرفك ، أنت – تُخذل ، تُكسر ، تُترك ، تنجح ، تنجز ، تحلم – و تحلقُ عالياً في المدى بعيد ، هذه الإختلافات حتميّة ينهض عقلكَ ، وتنهضُ العقولُ من حولكَ رُبما ليست بالسرعةِ نفسها لكنّكَ حينها ستعاني ، ستعاني من الفراغ بينَ عقلك وبين العقول التي تتعامل معها أحياناً ، و في أحيانَ أخرى ستصدم من كيفية عمل هذه العقول!

أظنكَ الآن قادر على إدراك أننا لم نُخلق لنكون مثلما خُلقنا حينَ نموت ، نحنُ نتغيّر في السنّة آلاف المرات ، نُغلق الستائر ، و نفتحُ ستائر آخرى قد يُشرقُ منها النّورُ للجنّةِ ويحملنا بعيداً !

عليكَ أن تدرك أنكَ إن لم تتغيّر هذا العام فأنت حتماً أضعتَ عاماً من حياتك ، و إن لم نخلق لنتغيّر وننضجُ مع هذا العام فأخبرني ما الحكمة من كوننا نعملُ للجنّة أو حتى نتنفسُ لأجلها !

أظنكَ حينَ ترى الشيب في شعرِ والدك ستدركُ كم نضج والدكَ مع الحياة ، وحينَ يحادثكَ بحكمة ستدركُ ما معنى أنه كبرَ كثيراً مع هذه الحياة و تغيّر أكثر و أكثر .

نحنُ لم نُخلق لنبقى أطفالاً بقلوبٍ لا تحملُ من الحياة سوى همّ الحصول على الحلوى ، ولم نخلق لنكون حزينين ، أظننا خُلقنا لنزهر !

و أظنّ أن البعضَ خلقَ بستاناً زاهراً في هذه الحياة ، أستطيعُ استشعار رائحة الياسمين كلما اقتربتُ منهم ، و أؤمن يقيناً انهم معنا إلى الجنّة !

عليكَ تماماً أن تدركُ أن هذه الحياة موصولةٌ إلى الجنّة ، مهما تغيّرت أشكالنا وصفاتنا ، وأحلامنا ، تلخبطت مشاعرنا ، وتحطمت بعضها ، و عاشت بعدها ، و أزهرت قلوبنا يبقى روضُ الجنّة هو كلّ ما سيجمع الشتات فينا !

أظنُّ أن الآن عليكَ أن تبتسم و أنتَ تتغيّر مهما كانت الظروف ومهما تغيّرت أشيائك و مشاعركَ و التفاصيل من حولك ، فغداً ستكون روايةً تحكيها ل أحفادك كلما قاست لها الحياة !

خُلقنا لنتغيّر لا لكي يوجعنا التغيّر ، و أدركُ يقينا أننا خُلقنا لتكونَ على ضفافِ الجنّة لقائاتنا الأزليّة بسعادةِ دائمة!


هناك 5 تعليقات:

  1. لله درك ....واصلي فغدا تقف الكلمات حائرة امامك

    ردحذف
  2. اهلاً.
    بالطبع سنتغير وسيكون جميلاً الشعور بذواتنا تكبُر ....
    ونتمنى حياه نكون قريبين فيها من ارواحنا...............
    ومع كل تغير نشعر بالتعب في هذا العالم ونتوق لعالم الجنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه.

    ردحذف
  3. .
    .

    روحُ الطفولةة متأصلة فينا !
    وكذا الرغبَةة في تملّك الأشياء التي
    تسلِب فؤادنا شغفًا بها ..

    نتبدّل مع الأيام يَ شغفي
    ولكن لا زال تبدّل النبض مُرهق !
    لازال تبدّل عاداتهم وتقلباتهم
    يقتل الذكرى الجميلة !
    وما يؤلم ..
    أننا .. نحن ، نحن !
    لم نتبدل لِـ أجلهم
    لأننا تمسكنا بحلم الأبديّة معًا هُناك
    بقينا في ذات الزقاقْ
    ننتظر رائحة الماضي التي تحمل
    نكهتهم وشقاوة الأمنيات ..
    لكنهم ببساطةة ، تبدّلوا مع الأيام
    أخذتهم رتماتُ الأرض إلى حيثُ لسنا هناك !
    أي قلبٍ متهالكٍ خلّفوا وراءهم ..
    هل يحق لي تسميته [ أحمَق
    لأنه تعلّق بِـ دنيا فناء !

    أتعلمينَ شغفيْ .. !
    نحنُ نملك حق التغيّر
    ولكننا لا نملك حق العبث بالمشاعر !
    كثيرًا ما أشعر أنني زجاجة عطرٍ فارغة
    استنزفت كلها .. وبقت الرائحةة !
    ولكنه الحُلم ،
    هو ما يجعلني أعيش !
    هو ما جعلني أتمسك
    بِـ مستقبلٍ يتأرجح مع الأملْ ..
    لأجل الجنَّةة ،
    لأجلها فقط !

    ردحذف
  4. يالله ما احلى شهر كلماتك وددت لو انا كل الشهور تشرين ﻷنبع من فجرياتك

    ردحذف