الثلاثاء، 21 مايو 2013

إلى جناتِ الخُلد ..!

 

كل جمال نمتلكه ما هو الا ذرات من ملامح جدتي
وكل حنان يحتوينا ما هو الا قطرات من قلب جدي

رحمة الله عليهما واسكنهما الجنه ♥

 

 

أرسلت أُختي تلكَ العبارة في مجموعة العائلة في " الواتس أب "

وحينَ قرأتها !

أغمضتُ عيني !

وبدأتُ أتذّكر ..!

 

في سبتمبر 2001 م 

كُنتُ بالتحديد في الصفِّ الأول !

في الظهر 

كُنتُ أجلس على درج المنزل أكتبُ واجباتي !

أتذكرُ تماماً أني كُنتُ اكتبُ أحرف الهجاء 

أتت خالتي " زوجة عمي " ومعها ابنها الأكبر 

فقالت لـ امي : عمي مرهقٌ جداً .. اتصلي بزوجكِ 

اتصلت امي بـ أبي ‘

وكانت تحادثه !

تحاول معرفة التفاصيل منه 

ما كان الإتصالُ لـ أبي إلا لانه يعمل في الجامعة والمستشفى بقربه 

المهم !

خالتي لم تقوَ على تمالكِ أعصابها !

فـ شدّت السماعة من يد أُمي !

وبدأت تُحادث أبي

وفجأة !

صرخت ورمت السماعة 

وقالت صرخَ ورمى هاتفه !

وكانت في تلكَ اللحظة 

" أٌعلنت وفاته " 

كُنتُ في الصف الأول 

لم أفهم ما هية الموت !

لم أكن أعلم أنه رحيلاً سرمدياً

وكان العزاء !

في اليومِ نفسه أُخذنا العصرَ إلى منزلِ جدي 

منزلُ العزاء

ووضعنا في غرفة وطُلبَ منا عدم الخروجَ منها !

ولكنِّ كُنتُ عطشى فقررت الخروج !

وجدت في غرفةِ الجلوس 

جثة !

مُغطاة 

لم أهتم وقتها 

فذهبتُ لـ أوري عطشي 

ولدى عودتي كانَ هُناك أحد رجالَ العائلة 

يرفعُ الغطاءَ عن وجهِ جدي !

فـ رأيته !

حالياً

لا أذكر أيّاً من تفاصيلِ ملامحُ جدي 

سوى تلكَ اللحظة

حينما كان جثةً لا تتحرك !

لم أكن أفهم

ولكنِّ كبرت

وأنا أشتاقُ لجدي !

في السنةِ الماضية

كانت هُناكَ فتاة من يوصلها جدها كل من يوم إلى المدرسة

ويأخذها منها

كانت تجلس خلفي

وكلما رأيتُ جدها

تألمت

وقلت :

أسكنكَ الله فسيحَ جناته !

 

في سبتمبر 2005 م

كُنتُ في الصف الخامس

كنت كـ العادة في العصرِ نذهب للمسجد

لـ تدارسِ القُرآن !

كنتُ وابنة عمي نذهب مبكراً

وفي ذاكَ اليوم

لم يأتِ أياً من أخواتي أو بناتَ عمي !

وكنا مستنكرين الأمر

كُنا نعلمُ أن جدتي في العنايةِ المركزة !

لكن لم يذهب بنا التفكيرُ إلى هُناك

المهم !

أن المعلمة قالت لنا : اذهبن لمنازلكن أهلكن يبحثون عنكن !

ذهبنا !

وحين وصلنا بيتَ عمي وهو يتقدم بيتنا بخطوات

رأينا الكثير من السيارات !

ذوي الملابسِ البيضاء يقفونَ خارجاً

وقلت لابنة عمي ما هناك ؟!

قالت ربما عزيمةٌ ولا نعلمُ بها !

شاهدنا أحدُ ابناء عمي !

فأخبرنا أن جدتنا في ذمةِ الخالق !

قلنا له : أنت تكذب

ودخلنا بضحكاتنا !

وحين وصلنا لوسط المنزل

شاهدنا عماتي وأمي وزوجات أعمامي

منكسرات

بنات العائلة يبكين !

الكل ارتدى ثوبَ الحداد !

حينها أدركنا انه لم يكن يكذب !

كنتُ قد فهمت ما هو الموتُ وقتها

فهمتُ انه الرحيلَ الأبدي !

وقتها !

انكسرت \ تمزّقت !

اذكرُ تماماً بُكائي الحارقُ وقتها !

وشاهدتُ من الطابقِ الثاني

اللحظة التي احضروا فيها جثتي !

وتهافت عليها الجميعُ يبكون !

لم أشاهد وجهَ جدتي وقتَ وفاتها

لذلك غابت تفاصيلُها عني !

ولا أملك سوى صورةً واحدةً لها

ولكنِّ أتذكر تماماً بعض المواقفِ معها

كلما تذكرتها

همست

إلى جناتِ الخلدِ جدتي

قبل رمضان الماضي بـ خمسةِ أيام !

وردني وفاة جدّ أحدَ معارفي !

لم أكن أعرفه في الواقع !

ولكنِّ

بكيتُ بحرقة

تألمتُ طويلاً !

لـ اني أُدركُ معنى ذاك الفقد تماماً

يا رب

ارحم موتانا وموتى المسلمين

اللهم ارحم جدتي وجدي واسكنهما فسيحَ جناتك

اللهم اجعل اعوامهما في الجنةِ اجمل

اللهم اجمعنا في الفردوسِ الأعلى يا ارحمَ الراحمين

 

 

هناك 5 تعليقات:

  1. يــاآ الله :"( ،،
    ربَّــاه
    اغفر لمن صلح من موتانا وموتى المسلمين واجمعنا بهم في دار القرار ،،


    وَعلى ضفافِ الجنَّة اجعل يا ربِّي لقيانا 3>

    ردحذف
  2. اللهُم يَ رب أسنكهُم الجنآن . . "

    هم السآبقون ونحنُ اللآحقون //

    اللهم نسألككْ حُسن الخآتمة $"

    ردحذف
  3. إنهُ المَاضي ..
    هي اليام تسرقُنا وتخطفُنا وتُدنينا مِن الغِياب ..
    قبّلتُ جدي قبل رَحيله، وأجهشتُ بالبُكاء،
    وحَتى الآن .. يرافقُني طَيفه، ولا زلتُ أراه حيا في وَريدي،
    يرحمكَ اللهُ يا جَدي ..
    ويرحمُ الله أجداد وجَدات المُسلمين جميعهم ()"

    ردحذف