ذكرى من المدرسة - الجزء الأول
نعم !
كل شيءٍ أصبحَ مُختلفاً ..!
كل شي تغيّر حينما أُعلنَ ذاكَ الرحيل
في الثاني من نوفمبر
كل شيء تغير !
انا / روحي / أشيائي / كتاباتي !
تغيّر كل شيء لدرجةَ الهذيان !
تقلّبت الأشياءُ لدرجةَ انني لم أَعُد أعرفني
لم أعُد أعرف ما أُريد
وما يكون
وما سيكون !
لم أُعد أعرف الكثيرَ من التفاصيلَ عن نفسي التي كُنتُ اعرفها مسبقاً !
لم أعد ابتسم من قلبي مثلما كُنتُ افعل !
ولم أعُد أُجيدُ الحديثَ مثل قبل !
ولم أعُد كتابة كل شيء مثلما كُنتُ أفعل !
أصبحتُ أتوهُ بينَ كل شيءٍ وشيِ
حتى في ذاك الصباح
لن أنسى ذاكَ الصباح
حينما أمسكتني في احدى الممرات
وقالت لي كوني هُنا أُريد التحاورَ معكِ في شأنٍ ما ..!
استنكرتُ الأمرَ قليلاً ولكنِّ ظننتُ أن الحوار سيكونُ في شأنِ دراستي
أو ما إلى ذلك ..!
فكانَ قد مضى على ظهور النسبةِ أسبوع
وعلى ذاك الرحيل خمسةَ أشهر ..!
لكنّها
صدمتني حينَ طرحتُ السؤالَ عليها
أستاذتي ما الأمر ؟
لاحظت أن التوتر بدأ بداخلي !
فقالت لي :
حينما دخلتُ في أولِ يومٍ دراسي لكم إلى صفكم
كُنتُ متوتره جداً لآنها المرةُ الأولى التي سأدرس فيها الماده لـ الصف الثاني عشر بحتة !
أذكرُ أني دخلتُ وسلمتُ عليكن
وقلتُ لكنّ اجلسن قليلاً ..
ستمرّ إحدى المعلمات بكشفٍ من الأسماء
كان الجميعُ يتحدث !
ولأني المعلمة
لم يحادثني أحد !
الكل رأي كتابَ الرياضيات في يدي
وعلم ما سأدرسه ..
وأظنهم كانوا يعرفون اسمي مسبقاً
الأهم !
رأيتُكِ من بَعيد تلقينَ شعراً على جماعتكِ
وهنّ يسمعن بخشية !
فتعرّفتُ على روحاً جميلة حقاً
شعرتُ بالفخر
قلت سأدرّسَ شاعرة
ورأيتُ تلكَ النظرةِ في عينيكِ
وانتِ تُلقينَ الشعر ..
كُنت أرقبكِ بتمّعن
وما إن انتهيتِ
حتى استأذتني لـ السؤالِ عن شيء
فأذنتُ لكِ
وصرختِ : من لديها قلم سبورة ..!؟
فقلتُ لكِ : خُذيِ واعطيتكِ قلمي
فستاّذتني للكتابةَ على السبورة ..
ظننتُ أنكِ ستكتبين التاريخ
أو ما شابه !
لكنّ صُدمتُ حقاً
حينما رسمت دائرة على يسارِ السبورة
ولن أنسى ما كتبتِ عليها
" حكمة اليوم : لن يُضيرني أن ليسَ على رأسي تاج ما دام بينَ يديّ قلم * ** فولتير "
وكتبت البسملة وبجانبها خطّ قلمكِ
" يا رب إنها السنةُ الأخيرةِ من اثنتي عشرة سنة قضياناها في المدرسة .. فتوفيقكَ يا الله "
حتى أنكِ لم تكتبي التاريخ !
فأعطيتني القلم
لن أنسى تلك الابتسامة النرجسية
حينَ مددتِ يدكِ
وقلتِ شُكراً معلمةَ الرياضيات الأخيرة
وعدتِ لمكانكِ
لكن
قبلَ وصولكِ
عُدتِ
وقلتِ لي
بالمناسبة اسمى _ _ _ _ _ _ _ _ _ ..
أتيتُ للمدرسةِ العامَ الماضي في منتصف الفصل
كُنتُ مع نفسِ الشعبة ولكنِّ لا أعرفهن كثيراً
فلم اختلط معهن منذ أن قدمت كثيراً
وأحبُّ الأدب والشعر
والاهمُ من ذلك أن من عشّاق البحتة !
لم تنتظري جوابي وقلتِ سأعودُ لمكاني .. اعتذر
وعدتِ
في الواقع
انا لم استطع التحدّث تلكَ اللحظة !
إنها المرةُ الأولى منذ ثلاثة عشرة سنة في ميدان التعليم
يحصلُ لي نفسَ هذا الموقف
وكنتُ سعيدةً حقاً بذلك ..!
وبعدها قالت لي
أظنكِ تعرفين تفاصيل هذه القصة لكن اتعرفين لمَ ارويها لكِ ..!
قلتُ بابتسامة : تستعيدين الذكريات لم يبقَ على رحيلنا سوى شهران ..!
قالت : ليسَ هذا السبب !
اسمعيني ..
درّستكِ فصلاً بأكمله
كُنتُ كلّ يوم أعجب بأخلاقكِ .. تربيتكِ .. شخصيتكِ .. أكثر
عرفتكِ
متفوقه .. مُبدعة .. طموحه .. مبتسمه !
يحزنني كثيراً رحيلكِ بعد شهرين
لكن هُناكَ أمرٌ ما !
أنتِ ..!
أصبحتِ كثيرةَ التفكير !
شاردة
ابتسامتكِ ليست بتلك النضارة التي عرفتكِ بها !
حديثكِ اصبحَ قليلاً
وحواركِ أصبح قصيراً
تختصرينَ الكلام
وتبقينَ لوحدكِ طويلاً
تُمسكين بديوان شعر
لكنِّ لا أراكِ تقرأين .. أراكِ تتأملين والصفحةُ نفسها تضلُّ طويلاً
كل هذا منذ الثاني من نوفمبر
ولكنّ في تلكَ اللحظة قلتُ توتر الامتحانات !
وقبل هذا توتر المجموع
والآن ماذا ؟
لا عذر لديكِ
قلتُ لها .. توتر الرحيل
ورحلتُ عنها
كانت عيناي قد اغرورقت بالدموع
فتبعتني وامسكتني
فقالت لي
لا ..!
هُناكَ أمرٌ طرئ عليكِ
كان الممرُ خالياً لانه وقت الطابور اصلاً
فقالت اسمعيني ..!
انا لا اريد التدخل في خصوصيتك
ولا اريد تجديد جراحكِ لكنِّ اشتاق
اشتاق لـ فجر الطموح القديمة
اشتاق لابتسامتها النضره
لاشراقتها كلّ صباح
لتعليقاتها المضحكةُ كثيراً
لشقاوتها في حصةِ الرياضيات
لحماسها للدراسة !
لا أريدُ رؤية فجر التي تتحمس بهدوء
وتدرس بخشية !
لا أريدُ هذا الهدوء بعد الآن !
أكادُ أقسُم لكم كيفَ كانت عيناها قد اغرورقت بالدموع
قلتُ لها : سأحاول
قالت : عديني ..!
قلتُ لها : لا اؤمن بالوعود ..!
فقالت : لأجلي يا فجر .. لأجلي فقط كوني بخير وكوني مثلَ التي سبقتكِ
ورحلت ..!
.
.
.
في الواقع !
هي من الأشخاصُ القلة الذين لاحظوا التغيّر في روحي بعد الثاني من نوفمبر
هي وصاحبة الياسمين و تلكَ وتلكَ فقط !
لا احد غيرَ هؤلاءِ الأربع
اجدنَ تفصيلَ روحي بعُمق ..!
كنتُ سعيدةً بذاكَ الحوار ..!
سعيدة
لآني علمتُ ما شعورُ معلمتي تجاهي
وما كان قبل ذلك
وما كان بعده
وما هو الآن !
سعيدةٌ حقاً
لذا عاهدتُ نفسي
أن أكون لـ أجلها بخير
أن اكون على الأقل في حصتها بخير
أن أستعيد الحماسَ الشقي لدي
لا الحماسَ الهادئ
وحينما تحدثتُ عن الجنةِ ذاكَ اليوم
أتتنى خلفَ الكواليس !
وأخذتني بالأحضان
ودموعها مكللة على خديها
تقول لي
أصبحتُ أشتاقُ للجنةِ معكِ .!
يا الله ‘
مُعلمتي ..
أحبكِ
رعاكِ الرحمن
أحبكِ معلمتي
رعاكِ الخالق
.
.
.
من ذكريات السنةَ الأخيرة =)
يـا إلهي ،،
ردحذف" الكثير أودُّ قوله ولكن لا أعرف كيف أفعل ذلك ...؟!
كوني بخير لأجلكِ ولأجلي يَ " رفيقة 3>
* كثيرة الدُّعـاء أنـا بأن يتم تدريسي في السنة المقبلة من قبل من درسكِ هذا العام ..!
* وهذه المعلمة بالذاتي أريدها ..!
* وكذا معلمة اللغة العربية ..!
حفتكنّ عناية الله 3>
..!
حذففقط \ قولي ذلك =)
سأكون لأجلِ الكثيرون بخير ..
.
.
.
ليسَ جميعهن كذلك ><
الله <3 <3 أ. نوووووره <3 <3 وافوادي خخخخ !
=)
وحفتكِ كذلك ^^
3>
ردحذف.
.
^^"
.
.
جميعًا يا رب ()~
:)
ردحذف^^
حذفذكّرتِني بما حَصل مَعي، سألتني مُعلمتي عن سبب هُدوئي والحُزن والأسى في عينيّ، لكنّي لم أُجب، لستُ بما تتمتّعين بهِ من سُرعة بديهة -ما شاء الله-، لكنها لم تنتظِر كثيرًا، أخبرتنِي أنها تُريدني أن أعود كما كُنت .. بذَلك هيَ تفرح !
ردحذفحقيقةٌ يا نُهى، مشاعرُ المُعلمات تِجاهنا لا نَنساها ما حَيينا ")
يحفظُ الله معلمتكِ ويُسعدها ويَرضى عَنها.