وتضوّعت رائحةُ المسك - الجزء الأول
ممرٌ مظلمٌ طويل !
يكسوهُ السواد ‘
كل شيء مختلفٌ هذه المرة !
لم تعرِف حتى إن كانت هي في المكانِ الصحيحِ أم لا !
فقط
لأنها كانت خلفه
كانت على ثقةً كبيرةٍ به أنه لن يضيعها
وفي منتصف الطريق
طلب منها ان تمشي بجانبه
ليشعرها بالأمانِ أكثر
ما كان منها إلا أن توافق
حتى لا تتوه وسطَ تلكَ الظُلمات
فأمسكت بيديه !
وحملقت في ذاك الطريقَ المؤلم
لم تُبالَ بما يحيطُ بها
لانها على يقين أنهُ هُناك ليحميها
كان كل شيء مثالي بالنسبةِ لها ..
وحينما كانوا يرتاحون ذاك اليوم من الإرهاق !
حين فتحت عيناها تبحثُ عنه !
لم تجد إلا طيفاً
وتضوّعت رائحةُ المسك *
وبقت ..!
بحثت عنه طويلاً ..!
تألمت وبكت
وتاهت وسطَ تلكَ الظُلمات
ولم تجد الطريقَ للخلاص ..!
كان هذه المرة كل شيء مختلف
ملاكها تبّخر ..
وعكازة أحلامها تحطّمت برحيله
لم يبقَ منها شيء !
سوى بكائها
وتذوّقت حزنها ..!
وارتشفته حنيناً ..
نعم
أصبحت تشتاق
لكنها وضعت كرامتها فوقَ اشتياقها ..!
هي تحتاج
لكنها لا تشكو إلا لله !
أتخذت من هذه الآية سبيلاً لها في العيش
" قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ "
[ يوسف - 86 ]
هي في كل السكناتُ والوجنات ‘
ترجو أن يكون ملاكُها بخير
ولا زالت تتألم من رائحةِ المسكِ التي تضوّعت تلكَ الليلة ..
.
.
.
يُتبّع ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق