حديث فَجر .. 1

-          كوني بخير !

تترآى لي كثيراً ، و أفكر فيها بعمق حينما يطلبُ مني أحدهم أن أكون بخير

حينما يرى أحدهم كلماتٍ ملؤها الألم .. قد يتساءل كثيراً إن كان الحزنُ يملؤني كما يملئ بعض الأحرف !

حينما يقولُ لي البعض : كوني بخير ..

لانني بالفعل " بخير "

لأني تعلمتٌ جيداً كيفَ اجعل السماءَ تُلهمني !

كيفَ اعيشُ أحلامي بشغف ..

كيفَ اجعلُ من تلكَ التفاصيلِ الصغيرة سعادتي اللانهائية

كيفَ انني أكبر ، ويكبرُ فيّ الشغفَ كلّ يوم !

إنها بسماتُ الأطفال تجعلني سعيدة جداً ، أسعد من أي شيء في العالم !

كبرت كثيراً ، ولا زالت السماء تأسرني

في كلّ يوم أقف طويلاً أتأملها !

أحادث أحدهم ثم اصمتُ فجأة انظرُ للسماء و ابتسم !

إن التفاصيل الصغيرة تأسرني

كجلوسي في الحافلة وأضعُ رأسي على الزجاج أتأمل الطريق و ابتسم !

ك بقائي أمام كتاب طويلاً أقرأ رواية أسرتني شخصياتها

كجلوسي الطويل أمام حاسوبي لاكتب ..

كقراءة رسائل الأصدقاء ، و الذكريات القديمة !

كالحرف و الشغف و كل شيء !

إننا لو تفكرنا ، لوجدنا أننا أكثر من نستحق السعادة

لا أعلم لم ينظر البعض للسعادة أنها شيء لا يُمكن الوصول إليه

أليسَ الورود الحمراء تجعلنا شغوفينَ جداً ، سعداء جداً ، و مُلهمين ..!

أحياناً ينقصنا لنقدّر ذواتنا أكثر

حتى ننظرُ إليها بتلكَ النظرة التي لا أحد يستحق السعادة مثلها

لمَ نذرف الدمع لأجل أحدهم

أتذكرُ جيداً حينما قال لي ذات مرة : لا تذرفي دمعكِ لأجل أحد

فمن يستحقُّ دموعكِ ، محالٌ أن يتركها تُذرف

أعلمُ جيداً أن الأوراق الملونة اللاصقة تُسعدني

فأملك الكثير منها .. الكثير الكثير !

التي أستخدمها للهلوسات القليلة ..

ثمّ ألصقها في مكانٍ ما ، وتبقى هناك

كتبي مملوءةٌ بمثلِ هذه الهلوسات ..

وحينَ أفتحُ بعض الكتب بعدَ فترةٍ من الزمن !

ابتسمُ جداً ، مهما كانت تلكَ الهلوساتُ لا معنىً لها !

إننا بسطاء جداً إن تعمقنا في ذواتنا أكثر

حتى أن الضمةُ فوق اسمي تُسعدني

ابتسم بعمق مجرّد ما أرى فوق النون ضمٌ حين يُكتب اسمي

وابتسمُ بعمق حينَ يخبرني أحدهم أنه اشتاق لي ..

و تكسوني السعادة حينَ أرى أحد الأصدقاء أو شخصاً احبه

و أكونُ سعيدةً جداً جداً حينَ أشربُ كوب ماءٍ و ابتسم !

إننا بسطاء جداً ، حتى أن متابعة نملة وهي تتحرك يجعلنا سعداء ...

إننا أبسط مما نتوقع ، إن تعمقنا في ذواتنا أكثر

نحبُ سعادة الأمهات ، و ضحكاتُ الأصدقاء ، وبراءة الأطفال

نحبُ الطبيعة و الشتاء و المطر ..

نحبُ اللعب و المرح ، و الدراسةَ و التعب

و ما زالت السماء و الياسمينةُ البيضاء و الورد الاحمر و أحرفي

هي تفاصيلي الصغيرة التي تُسعدني أكثر من ايّ شيء !

أحبٌّ أن أتعبَ حين  أعمل ، و أحب الإرهاق الذي منه أشعرُ بإنجاز !

أحبّ كلّ التفاصيل في حياتي مهما صغرت ()~

فمن كلّ شيء نصنعُ سعاداتنا الخاصة ، و بها نبتسم ..

يا رفاق ،

الحياةُ اجمل مما نظن ، و أعمق مما نتوقع !

و نحنُ أبسط ما يكون

فاخلقوا لكم سعادتكم .. وتقاسموها مع الجميع !

و إن أكثر ما يسعدني

هيَ دعواتكم ، فاذكروني بدعوة :"

انتهى #