تجاهلني مرة .. لكي لا
يُحدث حضورك فرقاً !
تجاهلني لأخلق لك بعد
السبعينَ عذرا ، خمسُ أعذار اخرى !
وبعدها يختلف شيء ما ..
سأعذرك و أنسى
لكن ما يُكسر لا يُجبر ..
أن تتجاهل شخصٌ ما
مهما كانت أسبابك ، ومهما كانت المبررات ومهما
كانت مشاعرك نحوه
قد يُغفر لكَ في كلّ مرةٍ
و مرة
لكنّ محالٌ أن يجبر ذاك
الكسر ..
تجاهلني أكثر ، فأكثر
فألف شكراً لك ، لأنك
تدفعني لألتمس عذراً يتلوهُ عذراً !
حتى إن وصلتُ للمليونَ
عذراً فإني سامحتك
لأن أظلمكَ ابداً
ولكنّ عليكّ ان تُدرك
أنكَ في كلّ مرة
تُكسر داخلي ، و يجرحني
تجاهلكَ اكثر
و جِراحُ القلبِ لا تُدمل
أنا حينَ اتخذتكَ صديق ..
كُنتُ قد دوّنتُ داخلي ألفَ معنىً و معنى لهذه الكلمة !
ولكنكَ كلّ يوم تكسر هذا
المعنى أكثر و أكثر
ليسَ الخطأ خطأي
أنّ أحلامكَ لا تُشبه
أحلامي
وأن اهتماماتكَ لا
تَشدّني ، وان اهتماماتي " فارغة " بنظرك
وليسَ خطئي أني ولدتُ
لاكتب و أنك ولدتَ لتقرأ ما يكتب الآخرون
أن تتجاهلني لانك تقولُ
من مثل حرفك لا يجيدون الحديث معنى
ليسَ عذراً
و ليس خطئي أبداً !
أنا منذ أسميتكَ صديقي
قلتُ صديق أي صادق الوعدِ مُصدقا
ليسَ خطئي أن رأئي لا
يُعجب ، و ما انتقدهُ قد يوّلدُ فيكَ الكره
إننا يا صديق لو تعلم
وُلدنا لننتقد ، لكنّ نقدنا يطوّرُ أكثر
لكننا لم نُولد أبداً
لنتجاهل !
أتعلمُ ما معنى أن
تتجاهلَ شخصاً و إن كان لا يُعنيك !
ايّ أنكَ تكسرُ شخصاً
تجعلهُ كالفراغ
كطنين البعوضةُ المزعج
الذي تحاول إزاحته لكنه لا يزول
وما إن تتجاهله سُرعان ما
ينتهي !
يشعرُ أنهُ مزعجاً و هو
ربما يريدُ ان يطمئن لتكون بخير
أن تقول أنا لا يُهمني
سوى نفسي
هُنا انت تتجرّد من
انسانيتكَ
أن تتخلى عن كلّ ما يتعلق
ببشر ما دمت بخير
وليتكَ فقط تكون "
مثالياً "
و بينما انت تُظهر تجاهلك
هُناك تنبش في أسرارِ
الناس
و تبحث عما لا دخل لكَ
فيه للتحدث عنه
أتدري ما جزاءُ فعلكَ هذا
؟
لستَ متجرداً من انسانيتك
فقط ، بل من أخلاقكَ كُلها
يُقال التجاهل فن ،
لكنُّه ليس فناً دائما
هو يكون في بعض الأمور
التافهة التي لا طائل منها !
ولكنكَ ان تتجاهل كلّ
الأمور وتتدخل في ما لا يُعنيك متظاهراً بالتجاهل !
ف شُكراً لكَ ألف مرة على
أخلاقِكَ العاليةُ جداً !
أننا في المقابل
و رغمَ تجاهل الأخرون ، و
رغم كلّ شيء
نلتمس العذر ، فإننا
فانون فلا حاجة لنا لنقولُ فُلان تجاهلني لذلك أكرهه !
نحنُ نُكسر ، نُمزّق ،
نتألم ، وقد يملؤنا الوجع
و رغمَ ذلك لا نكره لا نحقد أبداً
نحنُ حينَ نقولُ "
السلامُ عليكم " أكثرَ من مرةٍ في اليوم !
علينا أن نستشعرها بعمق ،
و نُدرك فحواها
أننا ندعو أن يغشاهم
السلام
فإن كان السلامُ لا
يغشانا نحنُ بداخلنا
فالأصح أن نقولُ السلام
علينا و عليكم
فكيفَ لنا أن نفقد شيئاً
بينما نتمنى أن يملكه الآخرون
أم أن الأمر في قلوبِ
الآخرون متعلقٌ بنا أكثر ؟
لمَ لا يكونُ السلامُ
يملؤنا من الداخل
و يجعلنا طاهرين "
كالزيزفون "
و بعدها نكبر و يكبر فينا
السلام
و يُنشر السلام ..
سؤالي : كيفَ لنا أن ندعو
بالسلام إن لم يكن السلام فينا بالداخل !
ازرعوا غصنَ الزيتون فيكم
اجعلوه بداخلكم ، ثم
انشروه أينما وطئتم
و ليكن فعلكم إجابة على
سؤال روانة
" إن خُلقنا من
الطين فلمَ لا ينبتُ الوردُ منا إن سُقينا بالماء "
فازرعوا وردَ السلامِ
ابيضاً فيكم ..
و كونوا بخير
انتهى #
ياللقسوة..
ردحذف