دعوني أعطي ، حتى تكونُ
سعادتي هيَ كلّ ما يَشغلني
دعوني أزرعُ خيراً و
يكبرُ فيّ الشغف
دعوني أقاسمكم كلّ ما في
همسي من خير
ليكونُ بعدها بمقدوري أن
أعيش بسعادة
و أكونُ بخير
لأن الخيرِ مغروسٌ فينا
نحنُ بني البشر !
أتعلمون ،
قالت لي ذات المرة
السعادةُ هيَ ان يشاركك
الجميعُ في بناء الحُلم
و قلتُ لها مرةً
و أن تُقاسم الجميع
سعادتكَ بالحلم هو ما يجعلهُ أجمل من كلّ شيء داخلك
حينما سُألت في تلك المرة
ماذا أعددتِ هُناك لآخرتك
أدركتُ انني لم أفعل شيء
!
أو ربما كان رحيلي سيكونُ عادياً جداً
و أنا التي لم أحلم يوماً
أن يكون رحيلي عن مكانٍ ما دونَ أثر
و حينما بنيتُ ذاك الحُلم
ربما لم يكن لينجز لولا
انهم كانوا معي !
الشغفُ كان ولا زال و
سيضلُّ يتملّكني ما دمتُ حيّة
و حينما يتعلقُ الأمر به
، و حينما يكونُ عليّ أن أتحدث عنه
و مالي سوى أن ابتسم !
إن العطاء مغروسٌ في
داخلِ كلّ انسان
ربما يبحثُ عنه ويخرجه ،
و ربما يضلُّ مكتومُ فيه !
في الواقع أن الله لم
يخلق انسان لا يُعطي قط
فمجرّد ابتسامة المرء فهو
قد أعطى المقابل له
مهما كانت نيتهُ من تلك
الابتسامة
ومهما كان يظنُّ من رآه
في النهاية هو قد أعطى و
قد اوفى !
إن قلوبنا هيَ ككوبِ ماء
، مهما تلوثت و اسوّدت
فإن يوماً ما سيسقطُ
المطر و يفيضُ ذاك الكوب حتى يزول السواد
ويعودُ طاهراً شفافاً
مرةً آخرى !
إننا حينَ نُعطي ، فإن
سعادتنا تكونُ اكبر من كلّ شيء !
أكبر من ذاك الألمُ الذي
بداخلنا
ومهما تجاهل كلّ أحد ما
أعطيناه
فإن سعادتنا تبقى كما هيَ
، و إن بدونا غيرَ ذلك !
في يومٍ ما
كانت طفلتا الشغف في عشرهما
الثالث
و يتحدّثان عن الحلمِ
تقولُ إحداهن حينما نكبر
و كان حلمُ الكبرَ لديهما
أن يُنهيا سنينَ المدرسة !
سنبني صرحاً من عطاء ..
حينما نكونُ معاً طالبتا
طِب
نبني أمجادنا بِشغف
سنحقق حُلم العطاء
بداخلنا
سنُعطي و نفرّغ كلّ ما
فينا !
سنكبرُ يوماً و سيكونُ
لنا اسماً
و همساً بالخير !
كبرت طفلتا الشغف ..
و رحلت احداهما للجنةِ
قبل أن يُبني ذاك الصرح
و لكنّ ذاك الشغفُ قد
بُنيَ لأجلها !
إننا حينما نُعطي فإننا
نكوّنُ في داخلنا
حلماً كبيراً
حُلماً يكبر لوطن
امنياتنا الحقيقية
للجنة ، لوطنِ السعادات !
نحنُ حينما نهمسُ بالخير
رغمَ ما نسمع ، ورغمَ ما
يؤلم
إلا أن بصيصاً بداخلنا
يبقى سعيداً
يبقى مُنيراً
يبقى مُعطياً دونَ أن
يلوثهُ شيء !
و دونَ حتى أن ييأس
و مقدارُ ما يؤلمنا فإننا
نتجاهله !
كبرنا ، و ما زالَ العطاء
مسكونٌ فينا
يكبرنا و نكبرُ فيه
يحملنا و نحملُ به
إننا ذوي حلمٌ شغوفٌ معطي
لا يَمسُّنا شيء
مهما كان الانسان مُخطئاً
ومجرّداً من كلّ شيء
فإنه حينَ يُعطي
يجعله كملاكاً أبيضاً
طاهراً كاكليلِ ما
كأسبارٍ وُضعت على رؤوسنا
و بنوايانا ومهما اختلفت
فإننا للجنةِ نسعى
و لرضا ربي طريقنا
أنا حينَ يُقالُ لي أن
احدهم همسَ خيراً
يجعلني سعيدةً جداً
و إن كان الأمرُ ما
يعنيني
و إن لم يَكُن السببُ مني
و ربما فقط سعادتي
مُتمحورةٌ حولَ تلكَ الأحلامُ التي تُبنى
و لأن البعض سعيدٌ لأنه
يُعطي
فتلك هي السعادةُ بحدّ
ذاتها بالنسبةِ لي
إن العطاء طيرٌ طليق
يطيرُ إلى السماء السابعة
يطرقُ باب السماء و تهبطُ
السعادةُ فينا
كأنهُ المزنِ أشرعَ
ابوابهُ
و يهطلُ المطرَ غاسلاً
كلّ هم
ليغسلَ كلّ هم ، و كلّ
وجع
و يزيلُ عن المحزونِ حزنه
إن سعادتنا بالعطاء
كسعادتنا بالسماء ..
كفرحةِ القدسِ بزفاف شهيد
عطائنا ككل شيء
إننا نكبرُ كلّ يوم
و يكبرُ الحلم والعطاء ..
ويكبر همسنا بالخير ..
و إلى جنةِ الخلدِ يا
رفقة الجنّةِ دربنا ..
حديثي لهذا اليوم .. !
اعطوا ، و كونوا كالسماء
بسعاداتكم
و كونوا بخير
انتهى #
الله...
ردحذفالله..
الله..
رائع جداً وفقك الله وسدد خطاك
شُكراً :"
حذفسنكبر ونموت ولن نشعر أننا عشنا إن لم نُعطي .
ردحذفلامعنى للحياة بدون عطاء.حياة جافة قاتمة تعيسة أنانية ضيقة .
كل ما أردتة في حياتي هو إسعاد الآخرين حولي أن ترا إبتسامتهم يجعلك ذالك سعيداً حتى ولو امتلئت بالحزن..
لذا كانت مدونتي هكذا-وتحلو الحياة بروح العطاء.
لذلكَ هيَ أجمل ..
حذف