الأحد، 25 مايو 2014

حديث فجر .. 3




صباح هذا اليوم 
 أمسكتُ بالقلم و طرحتُ على نفسي السؤال : هل سأكتب هذا اليوم ؟
هل سيكونُ بمقدوري النطقُ بالقلم
أم أن كلّ أحاديثي إما مكتومةٌ في القلبِ او تُقالُ بقسوة
تقولُ لي : أصبحتِ قاسية جداً ؟!
ربما هي لا تعرف ما يدور حولي ، و فسرت جمودي و هدوئي الذي يقال لي أنه لا يُطاقُ مني
هو قسوة ؟
هل عرفت يوماً معنى القسوة
هل عرفت معنى أن تتنازل عن كلّ احلامك لأجلِ شيءٍ ما
هل عرفت معنى أن يختفي عشقكَ الاول ولا تعلم عنه خبر سوى أن يكون آخر ظهور له قبل أيام !
هل عرفت و عرفت و عرفت !
هيَ لا تنظر للأمور كما أراها أنا ، لذلك لن تفهمها كما أفهمها أنا
و لستُ أدري أينا على صواب
هيَ أقرّت أن عقلها " أرقى " من أن تردّ على من هم مثل عقلي في الوقتِ الذي كانت تردُّ فيه عليّ !!
ربما كما تتمنى عقلها أرقى ، هيَ أذكى هيَ أفهم
لكنِّ فقط أقول أننا لا نقيس العقول بالأعمار
أنك تكبرني بيوم أو عام أو حتى عشر أعوام ، ذلك لا يثبت كبرَ عقلكَ أبدا !
و مع ذلك هيَ من غادرت و أنا من اعتذرت ..
و في نفسي أقول أينَ ذهب قول حبيبنا صلوات الله عليه : " التمس لأخيكَ سبعينَ عذراً "
و سؤالي لها : هل وصلت للعذر الخامس لي ؟
هل قالت وقالت وقالت ، و غفرت كلّ زلة !
إننا بنو البشر دائماً نظنّ ان الجميع مخطئٌ في حقنا ، وأننا حين نخطئ قد يتجاهل البعض خطأه !
أو لا يُحاول المساس فيه .. 
صباح هذا اليوم كنتُ اسأل نفسي : هل سأستطيع الكتابة مرةً اخرى ..
فكرتُ كثيراً وكثيراً
و خشيتُ أن أُمسك القلم ، ربما كنت أخشى ان لا أستطيع فأُصدم ..
و بقيتُ حائرة بنفسي .. أفكر !
اتأمل السماء : هل يمكن للبوحِ أن يتوقف يوماً ؟
أذكرُ أنني قلتُ مرة لإحداهن من يكتب يوماً مُحالٌ أن يتوقف
و إن توقف فإنه سرعان ما سيعود ، لأن الكتابة لأمثال هؤلاء سوف يقتلهم توقفها !
أذكرُ انني مساء الأمس ، ترددتُ كثيراً لإغلاقها !
و ربما لم يكن قراري وحدي ..
كان قراري و قرار أحدهم معي
و كأنه كان الحل الأنسب لكلّ شيء !
و ربما أول ما لم أفعله بعد إغلاقها هو أن " أسجل خروجي "
مع أنه كان عليّ ان افعل ذلك
أذكر أن وتيني – رحمها الله و أسكنها جنان الخلد آمنةً مستقرة – كانت تقول
كثرة مكوثي في مدونتك و النوم و أنا اقرأ أحرفكِ
يجعلني أخشى أن أصحو يوماً ما و هلوساتها قد طُبعت في وجهي
لا أدري لم يتراى لي كثيراً انها رحلت ، وهي تقرأ مدونتي !
ربما لأني أشعرُ أن طيفها يلامسني كلما دخلتُ هنا
و كلما طال سُكناي أكثر و أكثر يزداد شعوري أنها حية
أنها تدور حولي و حولي
أنها كطيفٍ يكبر فيّ و أكبر فيه  !
و إن كنتُ سأهلوسُ تارةُ أخرى : ستكون هلوستي هذه المرة
لا لأجل أي شيء !
لأني وعدتُ الوتين يوماً اني لن أتوقف يوماً
لا أعلم لم تجاهلتُ وعدي بالأمس و أغلقتها ، تجاهلتُ كلّ شيء و أغلقتها !
تجاهلتُ سعادتها التي تحيطُ بي و أغلقتها !
و ربما خنتُ الوعد لما يزيد عن الاربع و عشرين ساعة
و ربما ضميري كان كطنينٍ في رأسي يؤنبني أن أخون وعداً قطعته
وليسَ أي وعد ، و الموعود ليسَ كأي أحد ..
ربما إن التفاصيل مختلفة جداً مهما كانت جميلة ..
لمحتهُ اليوم ، يتحرك ، ينظر في مكانٍ بعيد !
كان يتأمل شيئاً ما بعمق ..
صمتُ طويلاً ، ابتسمت
نظرتُ إليها و قلتُ الوتين هُنا
صمتت قليلاً ، ثم قالت : رحمها الله !
قلتُ لها تأملي معي : هُناك يقف ، يشبهها تماماً
أمسكت بيدي ، لا أريدكِ ان تتألمي ، فلنرحل !
قلتُ لها : ليتكِ تعلمين السعادة التي يبعثها فيّ
هُناك أقف ، و يقف كلّ يوم !
لا احد يفهم ما القشعريرةٌ التي تسري داخلي حينَ يمرُّ بقربي
حينَ يُحادثني ويبتسم !
الكلّ لا يفهم ، و لا يُحسن الظن !
ولا احدَ يشعر حينَ يمرّ طيفَ الوتين فيه
كيفَ انه يتحدث مثلها ، حركة يديه !
الابتسامةُ نفسها !
ربما أنني لا ابتسم في حضوره 
 و لا يشعرُ إلا المقربين مني الاختلاف الذي يسري داخلي في حضرته !
و ربما أشعرُ أنني يوماً ما : سأقف أمامه
و أقولُ له مالكَ تشبهها ، من أيّ نسخةٍ خُلقتَ أنت !
و أي شبيهٍ انت ..
أتساءلُ كثيراً : لمَ حينَ لا أراهُ أشعرُ ان خطباً ما جرى بالوتين !
أشعرُ انهما متصلان روحياً لأنهما يتشابهان ..
أنهما ابن رحمٍ واحد رغم إدراكي أن لا صلة قرابة تجمعهما ..
و لا أدري لم يتراقصُ قلبي فرحاً حينَ أراهُ أمامي كالوتين !
يتراءى بداخلي هل يشعرُ انها يشبهها ؟
هل يشعر أن هناك روحاً أعشقها رحلت عند بارئها !
هل يشعرُ بما أشعرُ بهِ في حضرته
إن الشوقَ لها مؤلمٌ جداً في وجوده
طيفهُ هُناك يبكيني ، أراهُ يومياً يبتسم
يعيدُ لي ذكرى و ذكرى و ذكرى !
و ربما هو لا يشعر ، و هي لا تشعر
و لا أحد يشعر .. ما بي في وجودِه سواي !
لمحتهُ تلكَ المرة ، ومرة آخرى و أخرى
ألمحهُ كثيراً و أراهُ كثيراً
وحينَ عُلّقت صورتهُ هُناك ..
وقفتُ اتأملها طويلاً ، طويلاً أطول من كلّ شيء !
و كلّ من يمرُّ من هُناك
لا يفهم لم ابتعدت عن اللوحةِ بخطوات
لكي لا يشعرُ احد بما انظر إليه
بقيتُ هناك اتأمل
و في داخلي أردد
لشوقها أنا من الكاتمين
لشوقها أنا من الكاتمين
لشوقها أنا من الكاتمين
لشوقها أنا من الكاتمين
لشوقها أنا من الكاتمين
إلى ان أتت  تقولُ لي : كفاكِ النظر إلى هذه الصور
ليست إلا صور لا معنىً لها
و ترين كلّ من فيها كلّ يوم !
قلتُ لها : لا أحد يشعر و مضيت ..
أيّ الأقدارِ هذه التي جعلت منظرَ شخصٍ فقط متأصلٍ في روحي !
ربما أعودُ إلى هُناك
و أسكن و أسكن
و يطيلُ  سُكناي
لأن طيفها يحيطُ بي و يسكنني .
فقط !
لا لسبب غيره ..
طوالَ هذا اليوم
أمسكتُ بالقلم ، لم أحاولُ الكتابة حتى
خوفاً من شيءٍ ما
خوفاً يتملكني
حتى جلس أبي بجانبي نتحادث ..
و اخطّ احرفي هذهِ
ثمّ ابتسمت .. لأنه بمقدوري أن اكتب :"
وما كانَ عليّ أن افكر في الهجرانِ يوماً ..
لهذا أنا سعيدة اليوم
و ممتنةٌ للجمالِ الذي أراهُ يبرقُ من حرفي !
لأني فقط
اكتب


انتهى #

هناك 3 تعليقات:

  1. .
    .
    لو تعلمين أني أسكن هنا .. گ كُل حرفٍ مسطور آثر البقاء دونَ زوال !
    لما قُلتِ كوني في متنفسي !
    أتنفسُ الشغف منكِ يَ شغَفي !

    هناك حديثٌ طويل .. طويلٌ جدًا
    تسكبين منه ما لا يساوي الربع داخلكِ !
    ولكنه كفيلٌ بإغراقنا حدّ الثمالة ..

    أنا هُنا .. گ كل يوم
    أتنفس صباحاتي بـ خُمرة أحرفك ~
    أوقن جدًا بأن شغَف الحرف فيكِ ، لن ينضِب
    ما دام موصولًا بـ روحِ الوَتين !
    .

    گوني جمآلـًا وطَير ..
    گوني شغَف گ أنتِ ، وگفى !

    ردحذف
  2. أقتبس من بروود :
    " ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻲ ﺃﺳﻜﻦ ﻫﻨﺎ .. ﮒ ﻛُﻞ ﺣﺮﻑٍ ﻣﺴﻄﻮﺭ ﺁﺛﺮ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺩﻭﻥَ ﺯﻭﺍﻝ ! ﻟﻤﺎ ﻗُﻠﺖِ ﻛﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﻔﺴﻲ ! ﺃﺗﻨﻔﺲُ ﺍﻟﺸﻐﻒ ﻣﻨﻚِ ﻱَ ﺷﻐَﻔﻲ !
    "


    أتعلمين?
    حين وعدت نفسي أني لن أخط حرفا في مدونتي قط لفترة محدودة على الأقل
    شعرتُ أنّي كنت أقتل شيئا من روحي عمدا!
    شعرتُ أني مجرمة!
    كرهتني!
    ولم أجرؤ أبدا على فتح المدونة في تلك الأيام
    كي أتناسى هذا الشعور!
    ثمّ عدت
    وكلي شوق وحروف مبعثرة كثيرة كانت تملأ جوفي
    رغم أني لم أرصن قطرة من بحر
    إلّا أني شعرت بحرية!
    شعرت أني عدت للحياة!
    وقلتها لإحداهن فورما كتبت: أنا حرة!



    .
    .
    صباح اليوم وكما قلت لك!
    حين سألتك كيف تجرؤين على قتل جزء من روحك
    توقعت منك الإجابة نصا!
    هي ليست جزءً من روحي!
    هي روحي!
    سأعود يوما ما ")



    .
    .
    أتعلمين دٱئما م أقول لنفسي
    مهما أصابكن فأنتن قويات ما دمتن تستطعن البوح
    وإلّا فأنا أخشى عليكن كثيرا من موت الأحرف!

    لهذا سألتُ أختك اليوم
    كيف حالها منذ البٱرحة?!
    أهي بخير?
    أجابتني بٱستغراب: نعم!
    وقلبي يقول ٱحداكن كانت تكذب ^^




    كوني بخير
    واعزفي الأحرف لحنا من شغف!

    ردحذف
  3. آتعلمين ما أحدث هذا بداخلي - ولا أعلم ما أحدثه ف قراءه مدونتگ النابضه بروح طيف جميل -

    حدثني كثيرا عاتبني كثيرا ايعقل ان تصل بنا الكتابه الي جمال هكذا روح
    فعلا أناقه روح في حديثها وحوارها
    وتزاحمت بي الافكار رويدا في تعليها
    وراقصتني الكلمات شوقا رسما بحاديها
    ينتابني شعور بالحرف كي اكتب
    ويغدوا في قلبي فرحا ان ارسم

    وكم يهتز بقلبي من حنين
    وكم اري ف حروفگ كبر السنين
    اين تلك الحروف الاولى " الذئبه الحمراء " ويوميات سجين الروح " وتلگ الردود
    نعم كم كبر حرفگ وكم صار له من النغم حديث
    بل أصبح روايه تتلى وحكايه تقص
    صار من بين الالف هناك قراءه
    هناك من تذوق الحرف وانا واحد منهم
    ربما لا تدري ما لحروفك من فجرِ لبعضهم
    وربما لا تدري ما لنبض روحگ من أبتسامه بعضهم..
    وأقول ربما..
    فها أنتي مع الطيف الذي ندعو الله أن تكون تلگ الروح تتمتع بنعيم الجنه لانها أشتاقت لهناگ وهتف القلب ف ذاگ المكان يا رب أجعل الجنه اللقاء يا كريم وفي ضفاف الجنه هناك اللقاء العظيم بأذن من أمره بين الكاف والنون..
    طيف يناديگ ويشد ع يديگ ربما ليطهر القلب بدعوه تصل السماء بدون حجاب
    وربما لحنين فاض وجاوز الحد والمدى
    وربما لـ تراكم القلب هناگ لبعثره الروح هناگ لزحام الاحداث هناگ..


    حــكايا قلم

    ردحذف