الجمعة، 20 يونيو 2014

حديث فجر .. 13




بعيداً عن كلّ الصخب !
و ابتعاداً عن الضجيج و الوساوس التي لا تنتهي ..
لحظةٌ في صدرِ صمتٍ هزّني
" قد آن لي أن أعود "
قد آن لذاك الشّغف أن يتنفسَ تارةً أخرى
و قد آن للفجرِ أن يستفيق !
-          فجر
لبيك !
-          أتُحبين ؟
نعم أحب !
أحب عائلتي و المَطر
و أحب صديقاتي وحنانة القلب !
-          ماذا عن الحرف ؟
دعيني لا أتحدث عنه !
أختي تقول : " في داخل كلّ انسان شاعر "
و أنا أقولُ أنها مخطئة !
إن الكتابة محالٌ ان تكونَ في الشِّعرِ فقط !
إنها في كلّ شيء
إن الحرفَ مغروسٌ فينا نحنُ بني البشر
و حتى أؤمن بما تقول ربما كان عليها أن تقولُ لي
: " في داخل كلّ انسان حرف "
هُناك سأثق تماماً بما تقول !
لأني أشعرُ يقينا بذلك !
مرت اربعةَ عشرَ يوماً
لم أذق فيها طعمَ الحرف كما ينبغي !
لم أشتهيه كما كنت
و الغريب أني لم أفتقده
مدونتي أُغلقت لِأربع و عشرون ساعة !
و لكنّ لم تُهز شعرةً فيّ
فقدتُ نفسي !
وكما كنتُ أقولُ لهم البارحة
قد تفقد نفسكَ تدريجياً دونَ أن تشعر !
كُنتُ احتاجُ لشيءٍ ما ينتشلني مما أنا فيه
لكنّ كنتُ أدركُ يقيناً أن لا أحدَ سيفعل
و مهما كانت المحاولات لانتشالي من بحيرة التيهِ التي سقطتُ فيها !
كانَ شيئاً ما يخبرني داخلي أن أحداً لن يقدر
إن الفجرَ داخلي يستفيقُ بنفسه من حرفه !
إنني لا اكتب الحرفَ عبثاً
و لا اكتبهُ حتى لا يكونَ لي قوة
إن قوتي كُلها تكمنُ في الحرف
لذلك حرفي هوَ ما سينتشلني من كلّ شيء !
إن الحرفَ بداخلي كالنبضُ متأصلٌ فيّ
محالٌ أن يموت حتى و إن حاولت قتله !
إنه كلعنةً أحلّت بيّ محالٌ أن أُشفى منها
إنَّ الحرفَ كرداءٍ يطهرّني من كلّ زلة
كاستغفارٍ من هذه الحياة
و كلما شعرتُ بالضيقِ و الألم
اكتب أكثر و أكثر !
و كأنه يطهرني مما أنا فيه
حتى أكونُ بخير !
ليلة أمس يقولُ لي أحدهم
أشعر أن شيئاً ما بداخلكِ ، رغمَ ضحككِ و عيشكِ الطبيعي
إلا أن شيئاً ما داخلكِ
و رُبما ما كان داخلي
هوَ الحدُّ المحرم الذي لا يمكنني التحدث فيه
أو الروايةَ عنه !
إنني حينَ اكتب
فإني اتنفس
وليتني كنتُ أكتب
أنا فقط أهلوس !
إن هلوسةُ هذه لن تعني للكثير شيئاً
لكنها تعنى لي استفاقةً من ذاك الظلام
وقد آن للشغفِ في صدرِ الفجرِ ان يكبر !
إنّ أعظمَ أحلامي إن سألتُ عنها
ستكونُ أن اكتب !
و إن أردتها أن تكونُ أعظم قليلاً
ستكونُ ان اكتب تحتَ ظلِّ ياسمينة !
إن سعادتي تكمن في الحرف !
وإني محالٌ أن أقتلَ هذا الحرفَ فيّ
الذي وما إن حاولتُ قتله
سيكونُ سلاحي هوَ الحرفُ نفسه !
إنني حينَ أبني أحلامي ، و أمجادي التي أشتهي
أبنيها بحرفي !
لذلك الحرفُ هوَ دائماً سعادتي اللانهائية !
إنني مجهولةٌ لدى الكثير !
و ربما يظنُون أنهم يعرفونني حقّ المعرفة !
لكنّ هذا الحرف محالٌ ان يكونَ شفافاً
إن شيئاً ما بداخله !
كمصلِ السعادةِ الذي لا يُباع
إن الحرف هيَ أصغر التفاصيل التي تُسعدني
و بينما هو في الواقع أكبرها !
إنني فجرَ هذا اليوم
حينما نظرتُ للسماء
اتأمل شروقَ هذا الشمس !
أدركتُ ان الحرفَ محالٌ أن يكونَ سراباً
و محالٌ أن يموت
مهما حاولنا قتله و وأدهُ فينا !
و رُبما سيسألُ الكثير ما العلاقةُ بينَ شروق الشمس و الحرف !
سيكونُ جوابي ببساطة
كلاهما مُلهم !
و كلاهما في سماءِ لا حدودَ لها !
إن الحرف يمتدُ لسمانا السابعة من الأحلام !
و بينما الحرفُ يحلّقُ عالياً
سيكونُ سؤالنا الذي لا نملك إجابته !
ما هوَ حُلمنا
وكما قلتُ كثيراً أن تزاحم الأحلام داخلنا
يجعل تلكَ الإجابة هيَ الأصعبُ في حياتنا
فإن إجابة السؤال ما هوَ الحرف كذلك هيَ صعبةٌ جداً !
و ربما هيَ ليست صعبة بقدر الضجيج الذي يصدرهُ السؤال نفسه داخلنا !
إننا نتنفسُ الحرف حباً و شغفاً و شوقاً وحنينا !
أن يكون الحرفُ حلماً هو أجمل ما يكون !
إن الحرفَ يختصر كلّ أحلامنا ، ويختصر كلّ تفاصيلنا !
كانت تناديني تقول
لنكتب قليلاً !
قطبتُ حاجباي كتقليدي لأحدهم !
ثمّ قالت لندوّن و نهلوس
هُناك ابتسمت
كتبتُ كثيراً جداً
و هلوستُ كثيراً
ربما قد تصلُ إلى الخمسين رسالة تلكَ التي دوّنتها
و أرسلتها لها
لكنّها بعد الرسالةِ الخميس
لم ترد عليّ
أرسلتُ لها
أناديها
ابحثُ عنها !
رُدّي عليّ
لكنّها لم تُجب !
أينكِ اختفيت !
قلتها رُبما كانت نائمة
أرسلت في تلكَ اللحظة ( أحتاجكَ جداً )
بينما كان الجميع نيام في منتصفِ الليل !
سالتُ حنانة قلبي في تلكَ اللحظة
أتعلمين كم أفتقد الوتين ؟
قالت لي أنكِ تدركينَ انها لن تعودَ أبداً !
هُناك
بكيتُ كثيراً ، كثيراً
وبحرقةٍ قاتلة !
كانت تشكو لي و أنا أبكي !
اردُ عليها بضحكٍ عميق
لكنني في الواقع كُنتُ أبكي !
فقدُ أرسلتُ الرسائل الخمسون
وهيَ لن تقرأ
في الواقع !
اغمضتُ عيني وفتحتها في الحاديةَ عشرةَ صباحاً !
و كان الجواب
هيَ لن تعود !
المحادثةُ تلكَ كانت سراباً
تبسمتُ حينها و أنا أشفقُ على نفسي ذاك الفقد !
فماتَ الحرفُ فيّ و رسائلي الخمسين !
شكراً لأن الجميع كانوا نياماً
شكراً حنانةَ قلبي لأنكِ أخبرتني برحيلها .. !
شُكراً لنفسي لذاك المشهد
محادثةُ شوق
خمسون رسالة !
سباتٌ عميق
ثم إدراك أنها راحلة
و رسائلي كانت سراباً
الفقدُ قاتل ، و الحرفُ يعمّق ذاك الفقدُ بلغةِ الدعاء
حديثي لهذا اليوم ( فقدٌ فيه أنا من الكاتمين ، سأكونُ به بخير )
كونوا بخير





انتهى #


هناك 3 تعليقات:

  1. اللهم ارحمها وجدد لقائكم ف الجنة..

    حرفك ما زال يتنفس ما زلتي على قيد الحياة..

    ❤️

    ردحذف
    الردود
    1. just keep your smile for ever and ever

      حذف
    2. اللهم آمين .. !


      I will never forget !

      حذف