إن ذاك الشّعور يراودني من جديد حينما أفقدُ الإحساس من كلّ شيء ، أو
ترتعشُ عظامي عظماً عظماً ل أستيقظ بعدها من نومٍ عميقٍ فَزعة ، أحسبه كابوس و
أعودُ للنوم ، يقول طبيبي أنها آلام الانيميا الحادة التي أُعاني منها ، لكنِّ
أشعرُ دائماً أنها كابوس ينتهي بمجرّد استيقاظي من النومِ فجأة !
إنها الساعة الثالثة فجراً حينما رنّ منبهي أذكرُ أنني سمعته لكنِّ أذكر
أنني لم أستيقظ بسببه ، أستيقظتُ من ذاكَ الكابوس المُخيف ، الذي جعلَ كلّ ما فيّ
يرتعد ، قمت بالخروج من الغرفة ، المشي عبر أورقة المنزل ، متحدثةً نفسي حينها
محاولةً التخلّص من الآلام في عظامي ، أمسكتُ بقلمٍ أحاول الكتابة ، خطي أصبحَ
قبيحاً لم يعد بذلك الجمال الذي كنتُ أراه ، أحاولُ كتابة روايةٍ ما ، أحسبُ أن
الأمر بتلكَ السهولة !
هذه المرة أنا حقاً أحاولُ كتابةٍ شيءٍ ما سيبقى مخلداً قبل أن أكمل عشري
التاسع في الرابع والعشرين من تشرين ، أحاول الكتابة دونَ أن تهرب مني الأحرف ، أو
تبقى شوائب نحويتي الخرساء ، أحاول كتابة أحرفٍ ستبقى موشومةٌ في كلّ نبض ، أكرهُ
فورَ بدايتي منظر حروفي لأتركَ القلم متوجهةٌ لحاسوبي ، منظرُ الحروف على سطرٍ
واحدٍ وبشكلٍ واحد و بوضوحٍ تام ، يمكنني بعدها أن أنشرها بأريحية دونَ أن أعاني
من سوء مظهرِ خطي ، رُبما هوَ ليسَ بذاك السوء لكنِّ أظنه كذلك !
تلفت أعصابي وأنا أحاولُ الكتابة فأنا أشعر أن الحرفَ يباشرُ بالهروب في
كلّ مرة أحاول الكتابة فيها في الآونة الأخيرة ، حسناً لمَ لا يكون مستجيباً فهوَ
مدركٌ أنه الوحيدُ الذي بإمكانه أن يقلّب مزاجي رأساً على عقب ، بدا حرفي هذه
المرة مستجيباً و كأنني قد قمتُ بعقدٍ صفقةٍ ما معها حتى تكون لي مُطيعة ، لكنّها
خانتني مرةً أخرى .
يمكنني القول بعد يومٍ من الآن أنني ذات التسعَ عشر ربيعاً رُبما كما كان
يقولُ في الكتابه من أعطاك الحقّ لتقول أنه عيدك ، فقط ولد الكثيرين غيركَ في مثلِ
هذا اليوم ، أتدري دعني أخاطبكَ بهلوسةِ الحيروفين قليلاً ، أتعلم في الرابع و
العشرين من تشرين في السنة الخامسة بعد التسعين من القرن العشرين ، في الساعة
التاسعة و عشرون دقيقة صباحاً ولدت أنا ، أتدري ما يعني ذلك ؟ رُبما سأكون شخصاً
عظيماً يوماً ما وستذكر كتبُ التاريخ ذلك ، ورُبما سيكون في غلاف روايتي قد طُبع
تعريفاً في الخلف ويذكر أنني ولدتُ في الرابع و العشرين من تشرين ؟ إنني أتنفسُ في
هذا العالم ألا يحقُّ لي أن أعتبره لي عيداً !
إنني في هذا العالم متحملةً هذه الترهات محاولةً أن أكون سبباً في تحريرِ
الأقصى ، ألن يكونَ ميلادي عيداً بعدها ؟ أتظنّ أن الأمر فقط متعلقٌ بمجرّد أن
الشّخص وُلدَ في ذاك اليوم ، إنه ليسَ بأمرٍ سعيد لأن أعمارنا حينها تنقص ولسنا
بعالمين ما كُتبَ في صحائفنا ، إننا في الواقع مثيرين للشفقة لأنني قضينا سنةً
أخرى ، دونَ أن نكون شهداء ونقضي أعوامنا في الجنّة بعيداً عن هذه الشفقة فإنه
يومٌ سعيدٌ حقاً ، أظنكَ تحتاج لجلسةِ تأملٍ في الأمر !
محاولةُ أن أكتب رسالة أضعها على دفترِ مذكراتي في هذا يومِ ميلادي لكنِّ
حسبتُ أنني لا أستطيعُ سوى كتابة ( كبرتُ وأنا أحبكَ يا الله ، كبرتُ بشوقٍ و شوقي
كلّه للجنّة ) ، و أدركُ يقيناً أنني كبرتُ بفرح ، وعلى غيمةٍ من الأشياء الجميلة
، كبرتُ على رسمِ أحلامي على الرّمل ، فأصبحتُ أرسمها في أوراقي ل أحققها ، ويبقى
الأمرُ مزعجاً حقاً أنني أصبحتُ ذات التسع عشر ربيعاً و أنا لم اكتب رواية بعد !
-
تبّقت خمسُ وخمسون
دقيقةً محاولةً فيها أن أكمل التدوينة التي من المفترض أن تكون تستحقّ الذكر ،
عليّ أن أخبركم أنّ هذه التدوينة لم تكونوا ل تقرؤوها لو أن الرابع و العشرين من
تشرين قد حانت ساعته وأنا لم أنهها -
( مُدوّنه ، كاتبة في مكانٍ ما ، روائية يوماً ما ، قارئة في
مكتبةٍ ما ، طالبة جامعية ، شغوفه بالحرف ، قاصّه أحياناً ، عضو مؤسس لفريق اهمس
بالخير ) رُبما هُنا أختصر حياتي كُلها في هذه التفاصيل ، أدرك يقيناً أنني فعلتُ
كذلك ، إنه الرابع و العشرين من تشرين وأنا لم أفعل في الحياةِ ما يستحقُّ الذكر
بعد ، ولم أفعل ما يستحقُّ أن يدوّن عني خلفِ غلاف روايتي ، و إني في هذه الأعوام
الذي مَضت لا زلتُ أناضل أن أكون ما أكون ، لاكتب يوماً تلكَ الرواية .
أحاول كتابة التدوينة منذ أيام – خارج النص – لم أستطع إكمالها أو أن أوصل
كلّ ما بداخلها بها ، قد بالتعديل فيها كثيراً ، وقمت بإضافة الأشياء ، على أيةِ
حال لا أراها تستحقُّ النشر لكنَّ شغفي تقول أن صاحب الحرف لا يرى حرفه كما يفعلُ
الأخرين ، سأنشرها ، و إن لم تجدوا فيها
أيٍّ من الجمال ، لا تبالوا هُناك حتماً من يفعل ، بالمناسبة : أقل من اربعون
دقيقة ل اكون ذات التسع عشرَ ربيعا ، كلّ عام و الحرفُ موشومٌ بقلبي كالشّمس .
عموماً : لا أعلم حتى ما أقول .
لا أدري ماعساني ان اقول !؟
ردحذفوأسقُطُ عميقاً بين هذة الحروف...
اللهم اِحمِها يآآرب.
كلّ عام وأنتِ إلى الرحمٰن أقرب،،وهمّتكِ للفردوس تكبر،، وأحلامكِ تتحقّق،، والفرح يملؤكِ،، وحروفكِ تزهر فينا،، وكلّ عام وأنتِ تنشرين روايةً جديدةً تسعدنا! :)
ردحذفدمتِ في رعايةِ الخالق.حماكِ ربّي")
كل سنة وانتي بخير وعلى ترليون خير ان شاء الله العمر كله اتمنى من الله ان يحييني لاكون دات يوم من بين أول من يشتري روايتك من الأسواق وتحميلها من على الشبكة العنكبوتية حفظك الله وأنعم عليك بالصحة والسعادة والطمئنينة وراحة البال. يسعدني ويشرفني أن تقبلوا عضويتي وإنتسابي لفريق اهمس بالخير
ردحذفكل عام وانتي نهى..