الأحد، 12 أكتوبر 2014

رسالةٌ إلى مجهول !


مساء الخير ، بترددٍ واضحٍ في داخلي من أن أكتبها وقد مُلئتُ بالخيبات منك ، حتى أنني كنتُ أفكرُ ملياً هل أقول مسائكَ أنا كما كنتُ افعل ؟ أم أنك لم تعد تستحقُ هذه المساءات حتى !

تخبّطي في الكتابةِ وفي إرسال هذه الرسالة إليك غريباً جداً ، فأنا لم أتخبّط مرةً حينَ أُمسكُ بالقلم ، لكنِّ مندهشةٌ من نفسي فكيفَ لي أن أوّثق لحظة استفاقةُ الجراحِ داخلي ، الألمُ الواضح في عيناي ، وبريقُ الوجعِ الذي يحاصرني كلّ حين ، وعن جسدي الذي يمسي متألماً ، وعن الصمتُ في عيناي ، و البكاء المنسيّ على خدي وأنا أعضّ على شفتاي ، وعن الجراح التي لم تُجبر ، سأخبركَ امراً : اللهُ وحدهُ سيجبرها .

لا أعلمُ هل أخاطبكَ بثغرٍ باسم ؟ أم بعينٍ قد مُلئت بالخيبات منك ؟ أم بذاك الهمس الذي مرّ في خاطري دونَ أن يهذي بشيء ، الطيفُ العابرُ خلالي و الذي لم يولد بعد !

الأشياء التي كسّرتني منكَ تُشبهُ الإستيقاظ من حلمٍ سيء لتحدّث نفسكَ بعدها ( آه ، حلم ؟ حُلم ) ، لا أدري لمَ قلبي مثقلٌ بالخيبات منك ؟ ويعلمُ أنكَ لا تبالي ، و لا أدري لمَ أرسل إليكَ الرسائل وأنت لا تبالي ، حسناً انا أكرهكَ جداً ، و أدركُ يقينا أنكَ لا تبالي ، و إن لم يكن يعني الأمر شيئاً يكفي أني أستمتع بخيباتي منكَ و أرسل لكَ آلاف الرسائل التي لن تقرأها ، أتجيد أنتَ القراءة أصلاً ؟ 

عن رسائل الصيفِ التي لم يبالِ بها أحد ، والمساءات التي لم يطلّ فيها أحد ، وعن خيباتي التي ملئتُ بها حتى أكادُ أن أستفرغ الخيبات ، و عن أحاديثي الطويلة التي ستُفنى من هذا العالم المكتئب .

و عن وجعي الذي يسكنني بينما ميلادي يقترب ، تسعة عشرَ ربيعاً وقد ملؤتُ بالخذلان ، و الخيبات ، سحقاً لحكاياك الليلية التي لا تنتهي ، أتعلم أمراً قد ملؤت بالخيبات منكَ لدرجة أنني لم أعد أشعر بشيء ، منكَ لم أعد أشعر ، لم يعد يعني لي الألم شيء ، كما كانت تقولُ لي : يتخدّر الألمُ فيكِ حتى تتوقفين عن الاحساس ، جلوسي في الممر و النوم فيه ساعات مع محاولة الجميع لإيقاظي و لم يتحرّك مني أيّ شيء ، كانَ أكبر الخيبات ، وأكبر بعثرةٍ تثبتُ أنني لم أعد أشعرُ بشئ ، محاولاتهم المريرة في جعلي انظر إليهم باءت بالفشلِ حتى جنّوا ، ظنوا أن كل احاسيسي تلاشت حينها ، حسناً ملؤت بالخيبات منكَ حتى أنني لم أعد أشعر ، ساعات نومي التي لا أشعر فيها ويظن الجميع أنني وادعت هذا العالم بسببك ، أكتفي منها !

أرجوك ، كفاكَ تساقطاً من عيني ، وكفاكَ خذلاناً لروحي ، وكفاني من كلّ شيء ، اتركني ارجوك و ابعد طيفكَ عني حتى أعيش .. إن كنتَ تحبني ، دَعني أعيش .
فجر .. ترجوكَ ان تفعل .

يخيل لكَ أني اكتب لحبيبٍ ما ، صديقٍ راحل ، أو أحد أقاربي ، لا اكتب لأي من ذاكَ وذاك ، حسناً لن يفهم أحداً لمن تكون هذه الرسالة ، ابداً لن يفهمها أحد ، لا أتوجعُ كما يخيل لكم و لا أتألم فقط مملوءةٌ بالخيبات منه حدّ الترف ، ورُبما تكون وهم ، آه وهم ؟ وهم !


وسأكون بِخير .. لكَ الحمدُ يا الله عدد ما بينَ السّماء و الأرض . 

هناك تعليقان (2):

  1. #نصٌ فُقد بين الحُروف ...

    حماكِ الله.

    ردحذف
  2. لابأس في ان نكون مجروحين..افضل بكثير من ان نكون نحن من يجرح الآخرين.

    ردحذف