مساء الخير ، بترددٍ واضحٍ في داخلي من أن أكتبها وقد مُلئتُ بالخيبات منك
، حتى أنني كنتُ أفكرُ ملياً هل أقول مسائكَ أنا كما كنتُ افعل ؟ أم أنك لم تعد
تستحقُ هذه المساءات حتى !
تخبّطي في الكتابةِ وفي إرسال هذه الرسالة إليك غريباً جداً ، فأنا لم
أتخبّط مرةً حينَ أُمسكُ بالقلم ، لكنِّ مندهشةٌ من نفسي فكيفَ لي أن أوّثق لحظة
استفاقةُ الجراحِ داخلي ، الألمُ الواضح في عيناي ، وبريقُ الوجعِ الذي يحاصرني
كلّ حين ، وعن جسدي الذي يمسي متألماً ، وعن الصمتُ في عيناي ، و البكاء المنسيّ
على خدي وأنا أعضّ على شفتاي ، وعن الجراح التي لم تُجبر ، سأخبركَ امراً : اللهُ
وحدهُ سيجبرها .
لا أعلمُ هل أخاطبكَ بثغرٍ باسم ؟ أم بعينٍ قد مُلئت بالخيبات منك ؟ أم
بذاك الهمس الذي مرّ في خاطري دونَ أن يهذي بشيء ، الطيفُ العابرُ خلالي و الذي لم
يولد بعد !
الأشياء التي كسّرتني منكَ تُشبهُ الإستيقاظ من حلمٍ سيء لتحدّث نفسكَ
بعدها ( آه ، حلم ؟ حُلم ) ، لا أدري لمَ قلبي مثقلٌ بالخيبات منك ؟ ويعلمُ أنكَ
لا تبالي ، و لا أدري لمَ أرسل إليكَ الرسائل وأنت لا تبالي ، حسناً انا أكرهكَ
جداً ، و أدركُ يقينا أنكَ لا تبالي ، و إن لم يكن يعني الأمر شيئاً يكفي أني
أستمتع بخيباتي منكَ و أرسل لكَ آلاف الرسائل التي لن تقرأها ، أتجيد أنتَ القراءة
أصلاً ؟
و عن وجعي الذي يسكنني بينما ميلادي يقترب ، تسعة عشرَ ربيعاً وقد ملؤتُ
بالخذلان ، و الخيبات ، سحقاً لحكاياك الليلية التي لا تنتهي ، أتعلم أمراً قد
ملؤت بالخيبات منكَ لدرجة أنني لم أعد أشعر بشيء ، منكَ لم أعد أشعر ، لم يعد يعني
لي الألم شيء ، كما كانت تقولُ لي : يتخدّر الألمُ فيكِ حتى تتوقفين عن الاحساس ،
جلوسي في الممر و النوم فيه ساعات مع محاولة الجميع لإيقاظي و لم يتحرّك مني أيّ
شيء ، كانَ أكبر الخيبات ، وأكبر بعثرةٍ تثبتُ أنني لم أعد أشعرُ بشئ ، محاولاتهم
المريرة في جعلي انظر إليهم باءت بالفشلِ حتى جنّوا ، ظنوا أن كل احاسيسي تلاشت
حينها ، حسناً ملؤت بالخيبات منكَ حتى أنني لم أعد أشعر ، ساعات نومي التي لا أشعر
فيها ويظن الجميع أنني وادعت هذا العالم بسببك ، أكتفي منها !
أرجوك ، كفاكَ تساقطاً من عيني ، وكفاكَ خذلاناً لروحي ، وكفاني من كلّ شيء
، اتركني ارجوك و ابعد طيفكَ عني حتى أعيش .. إن كنتَ تحبني ، دَعني أعيش .
فجر .. ترجوكَ ان تفعل .
يخيل لكَ أني اكتب لحبيبٍ ما ، صديقٍ راحل ، أو أحد أقاربي ، لا اكتب لأي
من ذاكَ وذاك ، حسناً لن يفهم أحداً لمن تكون هذه الرسالة ، ابداً لن يفهمها أحد ،
لا أتوجعُ كما يخيل لكم و لا أتألم فقط مملوءةٌ بالخيبات منه حدّ الترف ، ورُبما
تكون وهم ، آه وهم ؟ وهم !
وسأكون بِخير .. لكَ الحمدُ يا الله عدد ما بينَ السّماء و الأرض .
#نصٌ فُقد بين الحُروف ...
ردحذفحماكِ الله.
لابأس في ان نكون مجروحين..افضل بكثير من ان نكون نحن من يجرح الآخرين.
ردحذف