الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

يا صديقي ..


هذا اليوم : ربّت على كتفي طويلاً

وقال لي رُبما لستُ أفضلَ أصدقائك ، و لستُ أفضل من يواسيكِ ، لكنِّ حدّثتُ الله عنكِ كثيراً ، و احتضنتكِ في دعائي طويلاً !

يا صديقي رُبما أنتَ تعلم أني أؤمن أن الوطن ليسَ مكاناً ما ، ليس بقعة أرض ، وليسَ تراباً قد تقاذفته الرياحُ يمنةً ويُسرة ، الوطنُ هو حيثُ من تُحب ، و أدركُ يقيناً أنكَ وطنٌ في قلبي ، الأصدقاء هم من يبقون طويلاً .. طويلاً جداً ويرافقوننا حتّى النهاية .

يا صديقي حينَ تتوجع من ألمٍ أرهقك ، وحينَ تبكي من خبرٍ أسعدك ، ادعُ الله كثيراً ، ادعه لأنكَ تحبه ، اجعله قريباً منك ، عش بحبِّ الله تلكَ اللذة ، في الواقع يا صديقي ، لا تنتظر الفرح و الحزن لكي ترفع يديك ، لا تنتظر ابتلاءات أو ما قد يتعبكَ لتحدّث الله ، حدّث الله أكثر من البشرِ يا صديقي .

يا صديقي ، إنني أشتاقُ لسماعكَ تحادثني ، لأستمع لقاموس مفرداتكَ الذي لن أجد مثله ، فأملئني بخطاباتكَ الطويلة ، و أودع في قلبي كلماتكَ الطيّبة ، فإنني أسمع كلّ أحاديثكَ روحي ، إن للقياكَ أشتاقكَ نبضي ، وإلى الإنصاتِ لصوتكَ حنّ قلبي ، وإلى كلّ التفاصيلُ الصغيرة بيننا اشتاق بيني و بعضي.

الكلمةُ يا صديقي ، قد تقوي قلبي ، قد تبقى خالدةٌ فيّ حتى أنتهي ، قد تفعلُ فيّ ما لا يفعلهُ أيّ شيء ، في فترةٍ ما يا صديقي ستشعرُ أنكَ لستَ السامِع ، وكذلكَ لستَ المتحدث ، لستَ معي ، ولستَ بعيداً عني ، لستَ في هذا العالم ، ولستَ في عالمٍ وحدك ، تبقى مساحةً فارغةً بينكَ وبيني ، وبين هذا العالم ، أعدكَ أنني لن أنساكَ حينها ، لن أترككَ وحدك ، ولن أكون معك ، سأدعكَ تحدّث الله حتى تعودُ لهذا العالم ، وسأحدّث الله حينها كثيراً حتى يطمئن قلبكَ ، في فترةٍ ما يا صديقي ، وفي كلّ الفترات ، قلبي يحتاجُ إليك ، وكلّي أحنُّ إليك !

أتعلم يا صديقي ، لا أعلم لمَ اكتب لك ، لمَ أحتاج للكتابة لكَ ، ولكنِّ أكتفي بالكتابة لكَ لأشعرُ أنكَ معي ، أكتفي أن أخاطبكَ بأحاديثٍ طويلةٍ لن تفهمها وحينَ تسألني ماذا تَقصد أقولُ لكَ لا شيء و ابتسم ، حينها أكونُ بخير ، أكتفي بطرحِ تساؤلاتِ حائرة ، فلسفاتٌ لا تعني شيء ، لكنِّ حينها أكون بخير .

أتدري يا صديقي حينَ ربّتَ على كتفي وقلتَ لي ألا أقلق أصبحتُ بخير ، أصبحتُ مطمئناً جداً ، و أنا أرى في عينيكَ بريقَ حبٍ يحملني إلى الجنّة ، أتدري يا صديقي أني أعلمُ أنني وإن كنّا في ظلمةٍ فإنّ نورَ الله يحملنا و يحمينا أتدري يا صديق أني مطمئنٌ جداً لأنكَ معي ، لأنك الله سيجعل قلوبنا ربيعاً مُزهراً ، و يجعلُ أفئدتنا بنورِ الله نبراساً مُضيئاً ، ثمّ إني يا صديقي لا أعرفكَ كأي صديق ، اعرفكَ كوطنٍ تُزهرُ فيه الحياة !


يا صديقي ، سامِحني على اللخبطةُ في حديثي كلّ ما أردتُ أن أقوله : كُن بخيرٍ في كلّ أحاولكَ و أردتُ ان أخبركَ أني : أحبكَ جداً يا صديق .. أحبكَ جداً !

هناك 4 تعليقات:

  1. بحثت عن شيء يلهمني لأكتب
    طويلا

    قرأت تدوينات جميلة جدا
    لامست عقلي وقلبي وروحي
    لكن هذه بالذات ألهمتني لأكتب لا سواها!

    ردحذف
  2. تتبعثرُ الحروف ؛
    ولستُ أدري ماذا أسطر بين هذه الكلمات ؟!
    كلُّ ما أذركه أننا ندعو في الحياة:
    " اللهمّ هب لنا أصدقاءحتى الجنَّة "
    رفيقة الجناآن ~ دمتِ بودّ ودام نبض يراعكِ مُختلف ♡
    .
    .
    بالمُناسبة!
    اشتاقُني هنا جدًّا جدًّا بهمسٍ وببصمة ~

    ردحذف
  3. اُحبها...
    تلك الحروف التي تحمل معاني الأصدقاء..
    أُحب كثيراً ان اتحدث او اقراء عن معاني واسرار الصداقة..
    حديثُكِ هذا جميل ..تعلمتُ منة شيئاً .
    شُكراً.

    ردحذف
  4. أفكار جميلة وسامية تملأ رأسك وطباع هادئة نبيلة تحكم علاقاتك، وروح تهدي بالحب والحرية والنجاح وتطمح إلى حياة خيّرة ترقى بك وبأحاسيسك.
    رائعة يا فجر ما اروعك يا نهى..

    ردحذف