الجمعة، 31 أكتوبر 2014

تشرين الفجر الباسِم ( 1 )


مرحباً اليوم الأخير من تشرين ، و غداً سيكون الأول من تشرين الثاني !

إلى تشرين ذا الثلاثون جزءاً شهر المَطر ، و الذي سيبدأ بالإمتحانات و ينتهي به ، إلى شهر الشتاء ، و البرد ، والحرب على تكييف الغرف !

أشعرُ أن هُناك ارتباط عجيب بين تشرين و الرقم 360 لذلك سأكتب خلال هذا الشهر ثلاثون رسالة مكونة من ذاك العدد من الكلمات!

ضعوا أمامكم قوافل الأعمال التي ستنجزونها خلال هذا الشهر ، افتحوا الصفحة الأولى من دفتر مذكراتكم و خطّوا في أعلى الصفحة ، فجر تقول ( هذا الشهر سيكون مختلفاً ) و ابدؤوا بإنجازاتكم .

ضعوا قائمة بالكتب التي ترغبون بشرائها فقد بقي شهران على بداية سلسلة معارض الكتب العربية ، و أنهوا الكتب المكدسة فوقَ رفوفكم أولاً ( آخر من يعطي هذه النصيحة هيَ أنا فلم أنهي رواياتي بعد ).

ضعوا خطتكم الصحيّة لهذا الشهر ، انسوا تناول الكثير من الأغذية المضرة ، و تناولوا الأغذية الصحية ، اكثروا من تناول الفواكه و الخضروات ، ضعوا تناول ( الخضار الخضراء ) في قائمة أغذيتكم فهي مفيدة جداً – هذه النصيحة لأجل التي قالت اكتبي شيئاً لنشعر أنكِ تدرسين شيء متعلقٌ بالطبّ -  إن كنتم ممن عليهم الالتزام بأحد أنواع الأدوية ، فحددوا طريقةٍ مثلى لكي لا تنسوا أدويتكم في السلسلة الثلاثينية هذه .

حددوا ساعة معينة تراجعون فيها ما حفظتم من كتاب الله ، و احفظوا ما يتيّسر لكم حفظه، احفظوا سلسلة من الأحاديث ، و اقرأووا كتابين في الدينِ على الأٌقل.

فاجأوا أحدهم برسالةٍ طويلة ، اسعدوا من تحبون بكلمة ، حددوا أحد العادات التي تزعجكم و حاولوا التخلّص منها ، أوفوا عهداً ، و قوموا بالتصدّق كلّ يوم بريال واحد ، ستشعرون بالفرقِ في حياتكم .

اكتبوا شيئاً ما قد يكون ملهماً لأحدهم ، خطّوا أحرفكم بشغف ، و ابدؤوا بكتابة يومياتكم فغداً سيحتاج أحفادكم لأمرٍ ما قد يكشفون بها حقيقة من كنتم .

فكّروا بأنفسكم وأنكم خلقتم في هذا العالم لأجل أن تحققوا شيئاً ما و كونوا كما تقول روان ( لا تُملي فراغ ، ولا تكمل نقص أحد ) كونوا بسطاء و عفويين !

اقرؤوا الرسائل هذه بشغف فربما قد سخرّتُ لاكتبها لكَ لتجعلكَ مختلفاً أو ربما ربيعا زاهرا.
وهذه هيَ الكلمات العشر الأخيرة من الرسالة الأولى قبل وصول تشرين . 

الخميس، 30 أكتوبر 2014

فكرة مخيفة .. عابرة !



قرأت عن الكثير من الأمراض ، عن أقساها ألماً ، و أشدها فتكاً ، قرأت تلكَ التفاصيل الدقيقة التي تؤلم بمجرّد أن تفكرَ فيها !
سمعتُ عن القصص الطويلة ،  و الأحاديث اللامتناهية عن الآلام ، قرأت في القصصِ و كتبُ الروايات ، عن مختلف الأوجاعِ و الجراح ، ومن بينها كلها تخيفني فكرةً واحدة ، أخشاها كثيراً ، و يقشعرُّ جسدي بمجرّد التفكير فيها ، أكثر ما يخفيني في مستقبلي أن أصل لسنٍ ما و أصاب بالزهايمر !

تخيفني فكرة تساقط الذكريات من رأسي تدريجياً ، أن ترحل مفكراتي من ذهني ، وتتلاشى أحرفي ، ان أنسى اسمي ، و أسماء أصدقائي ، وحتى أنني حينها سأنسى أبنائي و أحفادي ، و أنسى كلّ الأسماء من حولي ، ورُبما حينها لن أدرك أن اسمي نُهى ، او فجر ، أو حتى أنني كنت غموض يوماً !

الأمر مخيف بمجرّد تخيل الأمر فتساقط الصور و الأفكار التي كانت في ذهني كتساقط القشرة حينَ أمشطَ شعري أمرٌ قاس ، فكيفَ لي حينها أن أنسى طفولتي ؟ أو إعداديتي ، و وقتها لن أملكَ الحكايا لأحفادي ، و لن أملكَ الأقصوصة التي سأرويها عن ذكرى لي حينَ ينام أحد أحفادي في حضني

كيفَ يمكنني أن أنسى مدونتي ، احرفي ، وكل تفاصيل الروايات التي قراتها ، و من بينِ ذكرى وذكرى يغشاني الخيال ؟ كيفَ يمكن أن تتساقط الأشياء من ذهني وهيَ هويتي ؟ الصور والذكريات في ذهني .. أن تأتي ابنتي فخورةٌ بشيء ما قد حققته و أنا أجهل اسمها ، ويتصفحُ الصغار ألبوم ذكرياتي ، ويسألوني حينها من الذي على يمينكِ ولن أذكر اسمها ، كيفَ يمكنني حينها أن أنسى أن أقول لهم أدعو لها ان نجتمع في الجنة

وبينَ صورةٍ وصورة في الواقع أنا جاهلةٌ للمكانِ الذي أنا فيه و كلّ الأمنيات التي كانت تراودني حينها ، ورُبما في غربةٍ في الريف السويسريّ حينها سأكون جاهلةً تماماً لعائلتي ، أو حياتي التي مضت ، وحينَ أرحل سيكتب على شاهدةِ قبري لم تكن يوماً هُنا !

الأمر مخيفٌ حقاً بمجرّد التفكير فيه ، و رُبما لأنني أتوجعُ من صعوبة ما واجهته اليوم تمنيتُ نسيان كلّ شيء ، و أدركت أن الأمر أقلُ ألماً بتذكر كلّ شيء .. 
حديثٌ عابر بين مقاعد الإنتظار .. 
ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به



غُموض

الخميس، 23 أكتوبر 2014

لا أعلم حتى ما أقول !

إن ذاك الشّعور يراودني من جديد حينما أفقدُ الإحساس من كلّ شيء ، أو ترتعشُ عظامي عظماً عظماً ل أستيقظ بعدها من نومٍ عميقٍ فَزعة ، أحسبه كابوس و أعودُ للنوم ، يقول طبيبي أنها آلام الانيميا الحادة التي أُعاني منها ، لكنِّ أشعرُ دائماً أنها كابوس ينتهي بمجرّد استيقاظي من النومِ فجأة !

إنها الساعة الثالثة فجراً حينما رنّ منبهي أذكرُ أنني سمعته لكنِّ أذكر أنني لم أستيقظ بسببه ، أستيقظتُ من ذاكَ الكابوس المُخيف ، الذي جعلَ كلّ ما فيّ يرتعد ، قمت بالخروج من الغرفة ، المشي عبر أورقة المنزل ، متحدثةً نفسي حينها محاولةً التخلّص من الآلام في عظامي ، أمسكتُ بقلمٍ أحاول الكتابة ، خطي أصبحَ قبيحاً لم يعد بذلك الجمال الذي كنتُ أراه ، أحاولُ كتابة روايةٍ ما ، أحسبُ أن الأمر بتلكَ السهولة !

هذه المرة أنا حقاً أحاولُ كتابةٍ شيءٍ ما سيبقى مخلداً قبل أن أكمل عشري التاسع في الرابع والعشرين من تشرين ، أحاول الكتابة دونَ أن تهرب مني الأحرف ، أو تبقى شوائب نحويتي الخرساء ، أحاول كتابة أحرفٍ ستبقى موشومةٌ في كلّ نبض ، أكرهُ فورَ بدايتي منظر حروفي لأتركَ القلم متوجهةٌ لحاسوبي ، منظرُ الحروف على سطرٍ واحدٍ وبشكلٍ واحد و بوضوحٍ تام ، يمكنني بعدها أن أنشرها بأريحية دونَ أن أعاني من سوء مظهرِ خطي ، رُبما هوَ ليسَ بذاك السوء لكنِّ أظنه كذلك !

تلفت أعصابي وأنا أحاولُ الكتابة فأنا أشعر أن الحرفَ يباشرُ بالهروب في كلّ مرة أحاول الكتابة فيها في الآونة الأخيرة ، حسناً لمَ لا يكون مستجيباً فهوَ مدركٌ أنه الوحيدُ الذي بإمكانه أن يقلّب مزاجي رأساً على عقب ، بدا حرفي هذه المرة مستجيباً و كأنني قد قمتُ بعقدٍ صفقةٍ ما معها حتى تكون لي مُطيعة ، لكنّها خانتني مرةً أخرى .

يمكنني القول بعد يومٍ من الآن أنني ذات التسعَ عشر ربيعاً رُبما كما كان يقولُ في الكتابه من أعطاك الحقّ لتقول أنه عيدك ، فقط ولد الكثيرين غيركَ في مثلِ هذا اليوم ، أتدري دعني أخاطبكَ بهلوسةِ الحيروفين قليلاً ، أتعلم في الرابع و العشرين من تشرين في السنة الخامسة بعد التسعين من القرن العشرين ، في الساعة التاسعة و عشرون دقيقة صباحاً ولدت أنا ، أتدري ما يعني ذلك ؟ رُبما سأكون شخصاً عظيماً يوماً ما وستذكر كتبُ التاريخ ذلك ، ورُبما سيكون في غلاف روايتي قد طُبع تعريفاً في الخلف ويذكر أنني ولدتُ في الرابع و العشرين من تشرين ؟ إنني أتنفسُ في هذا العالم ألا يحقُّ لي أن أعتبره لي عيداً !

إنني في هذا العالم متحملةً هذه الترهات محاولةً أن أكون سبباً في تحريرِ الأقصى ، ألن يكونَ ميلادي عيداً بعدها ؟ أتظنّ أن الأمر فقط متعلقٌ بمجرّد أن الشّخص وُلدَ في ذاك اليوم ، إنه ليسَ بأمرٍ سعيد لأن أعمارنا حينها تنقص ولسنا بعالمين ما كُتبَ في صحائفنا ، إننا في الواقع مثيرين للشفقة لأنني قضينا سنةً أخرى ، دونَ أن نكون شهداء ونقضي أعوامنا في الجنّة بعيداً عن هذه الشفقة فإنه يومٌ سعيدٌ حقاً ، أظنكَ تحتاج لجلسةِ تأملٍ في الأمر !

محاولةُ أن أكتب رسالة أضعها على دفترِ مذكراتي في هذا يومِ ميلادي لكنِّ حسبتُ أنني لا أستطيعُ سوى كتابة ( كبرتُ وأنا أحبكَ يا الله ، كبرتُ بشوقٍ و شوقي كلّه للجنّة ) ، و أدركُ يقيناً أنني كبرتُ بفرح ، وعلى غيمةٍ من الأشياء الجميلة ، كبرتُ على رسمِ أحلامي على الرّمل ، فأصبحتُ أرسمها في أوراقي ل أحققها ، ويبقى الأمرُ مزعجاً حقاً أنني أصبحتُ ذات التسع عشر ربيعاً و أنا لم اكتب رواية بعد !

-         تبّقت خمسُ وخمسون دقيقةً محاولةً فيها أن أكمل التدوينة التي من المفترض أن تكون تستحقّ الذكر ، عليّ أن أخبركم أنّ هذه التدوينة لم تكونوا ل تقرؤوها لو أن الرابع و العشرين من تشرين قد حانت ساعته وأنا لم أنهها  -

( مُدوّنه ، كاتبة في مكانٍ ما ، روائية يوماً ما ، قارئة في مكتبةٍ ما ، طالبة جامعية ، شغوفه بالحرف ، قاصّه أحياناً ، عضو مؤسس لفريق اهمس بالخير ) رُبما هُنا أختصر حياتي كُلها في هذه التفاصيل ، أدرك يقيناً أنني فعلتُ كذلك ، إنه الرابع و العشرين من تشرين وأنا لم أفعل في الحياةِ ما يستحقُّ الذكر بعد ، ولم أفعل ما يستحقُّ أن يدوّن عني خلفِ غلاف روايتي ، و إني في هذه الأعوام الذي مَضت لا زلتُ أناضل أن أكون ما أكون ، لاكتب يوماً تلكَ الرواية .

أحاول كتابة التدوينة منذ أيام – خارج النص – لم أستطع إكمالها أو أن أوصل كلّ ما بداخلها بها ، قد بالتعديل فيها كثيراً ، وقمت بإضافة الأشياء ، على أيةِ حال لا أراها تستحقُّ النشر لكنَّ شغفي تقول أن صاحب الحرف لا يرى حرفه كما يفعلُ الأخرين  ، سأنشرها ، و إن لم تجدوا فيها أيٍّ من الجمال ، لا تبالوا هُناك حتماً من يفعل ، بالمناسبة : أقل من اربعون دقيقة ل اكون ذات التسع عشرَ ربيعا ، كلّ عام و الحرفُ موشومٌ بقلبي كالشّمس .
عموماً : لا أعلم حتى ما أقول . 


الجمعة، 17 أكتوبر 2014

ماذا لو ؟


ماذا لو ؟

استيقظتَ قبل الفَجر
تمشي في باحةِ المنزل
تقطفُ ياسمينة !
تعودُ لتصلي ركعتين لله !
تُحدّث الله عن كلّ شيء
تبقى حتى أذان الفَجر ..
ثمّ تُصلي الفَجر
تُمسكُ بالقرآن تقرأ حتى الشروق
ثمّ تستعدُ ل دوامكَ بشغف
و تُمسكُ بكوبٍ من الحليب
تشربهُ و الهمّةُ قد بلغت مداها !
تخرجُ كأنك ذاهبٌ إلى موعدٍ غراميّ
تحملُ بينَ كتبكَ روايةٍ ما
أو كتابٌ أنتَ شغوفُ به
ثمّ تمضي مبتسماً
ماذا لو جرّبت ليلة السبت
أن تنام مبكراً
لتصحو كما تخيلتَ الآن تماماً
تخيّلت ؟ ابتسم الآن !
حسناً أنا أُحبك جداً

ماذا لو ؟

تجاهلتَ الكتب المتناثرة أمامك !
الذي كادت ذاكرتكَ أن تنفجر من دراستها
و تشعرُ أنكَ بعيداً جداً عن العالم .
تحتاجُ إلى دافعٍ يجعلكَ تُذاكر أكثر !
امسك هاتفك ، احذف كلّ البرامج
كافئ نفسكَ كلما أنهيتَ فصلاً بإعادة برنامجٍ واحد !
و اترك المُفضل لديك الأخير .
حرّك شعورُ الدراسة بداخلك !
لو أنكَ تقرأ ( أنشودة المطر ) كلما ضعفت همّتك
أو تضع أمامك قصيدتكَ المدونة
كلما رفعتَ رأسكَ لمحتها !
أو أنكَ تفعل مثل شذى
جعلت من مدونةٍ تُحبها مكفائتها لنفسك
أو فصلُ كتابكَ الدراسي يتبعه فصلٍ من روايتكَ التي تقرأها الآن ؟
أو أن تدركَ يقيناً أنّك شغوفاً بما تدرس ؟
أو تبتسم وتتذكر أن طلبكَ للعلم طريقكَ للجنّة
تخيّلت كيف ستكون دراستك ؟
حسناً ابتسم الآن
ابتسمت ؟ أحبكَ جداً


ماذا لو ؟

عدت للصفحة الأولى من دفتر مذكراتك ؟
أن تقرأ تدوينتكَ الأولى في مدونتك ؟
تقرأ تغريدتكَ الأولى في حسابك التويتريّ ؟
تتأمل الصورة الأولى في حسابك الإنستجرامي ؟
تتأمل ما حدث ؟
كم مرة على تلكَ الأشياء الأولى ؟
منذ أن امتلكت ذاك الحساب !
عام ؟ عامين ؟ أشهر ؟ خمس أعوام ؟
كمّ مرّ عليها !
عُد بنفسك و اقرأ أشيائكَ الأولية
تأملها !
شاهِد نفسك
و أدرك كم تغيّرت ؟
كيفَ أصبحت قوتك ؟
هل تجاهلت هشاشتك السّابقة ؟
كيفَ أنت الآن ؟
بِخير ؟ سعيد !
لا تقل حزين أبداً !
فأنت بمجرّد قرائتك لهذه التدوينة
عليكَ أن تكون سعيد
لأنك تستطيع القراءة !
وعيناك بخيرك !
هُناك من لا يفعل حتماً
تخيّل أن تستعيدَ الماضي
لا أؤمن أن الماضي يكون حزين !
مهما كان مؤلماً فهوَ قد مضى ، كن سعيداً لأنه مضى
تخيّلت ؟ ابتسم الآن
حسناً أحبك جداً

ماذا لو

أرسلتَ لصديقٍ قديم تسأل عنه !
أرسل لأخوتكَ أنكَ تُحبهم ؟
تقولُ لأحدهم في وسطِ حديثه : أحبكَ جداً !
تسأل صديقكَ عمّا يشتهي
و تُحاول أن تجلبه له
تُهدي مدمن كتب كتاباً
تهدي أحدهم مصحفاً
تذكر أصدقائكَ في تدوينةٍ ما !
تكتبُ كلماتٍ لشخصٍ تحبه
تُسعده به
تبادر بالسؤال ، بالحديث الطيّب
تنصح صديقك ، تذّكره بالجنّة !
لو أنكَ تحادث صديقاً قديم
تستعيد ذكرياتك
تضحكُ حتى البُكاء
تشتري حلوى لأخيكَ الأصغر
لو أنكَ تزورُ عمّك الأكبر
تحادثه و قد غزا رأسه الشيب !
ماذا لو أنكَ في نهاية الفصل ذهبتَ لمعلمك
تشكره على عطائه
أو أنكَ تترك على مكتبه ورقة صغيرة
تكتبُ عليها شُكراً
دونَ أن توّقع باسمك !
لو أنكَ تُبادر بالعطاء
تحثّ أصدقائك عليه
لو أنك ترسمُ بسمةً في وجهِ احدهم !
أو أنكَ تعطي ابن أخيك ( اصبع كيندر )
ماذا لو تخيّلت كلّ هذا !
كيفَ سيكون شعورك !
تخيّلت ؟ ابتسم الآن !
حسناً ، أحبكَ جداً !

ماذا لو

رفعتَ رأسكَ عن العالم الإفتراضي قليلاً
لتجدَ صديقاً قد خانك
أحدهم قد غدرَ بك
و آخر قد تحدّث عنك
لتجد أن الحلقة الأخيرة من البرنامج الذي تحبه قد فاتتك
تتألم ؟ ثمّ تنزل رأسك  
تعودُ لعالمكَ الإفتراضي !
و أصدقائك الإفتراضيين
تنسى وقتها أن تفوّت ضحكة والديك
مراحل كبرَ اخوتك
جمال الضحك و الركض
المشي على الرمل حافيَ القديمين
و تنسى متعة التأرجح عالياً
لتطير ، وكلّ جسدكَ يلامس الهواء
 أن تركض على الحشائش الخضراء
( لا تحلم ، لو كنتَ في عُمان )
 أنكَ تقود دراجتك الهوائية
تتسلق شجرة ( البيذام ) الشامخة في منزلك !
حسناً انتَ نسيت كلّ هذا ؟
لم تجربه منذ زمن !
تخيّلت المشهد ؟ ابتسم !
ارفع رأسك وحاول تجربته قبل العودة لعالمكَ الإفتراضي !
ابتسمت ؟ حسناً أحبكَ جداً

ماذا لو ؟

نعيش في مدينتي
مدينتي الخياليّة !
فيها أناسٌ يشربون الشوكلاته الساخنة
مدمني حيروفين
يُقرأون الكتب ؟
شغوفين بالحرف !
أناسٌ يحبّون الورد ؟ وواقعون في غرامِ السّماء !
بيوتهم مطلةٌ على البحر
يستمتعون بالروايات
و يحبون المدونات !

ماذا لو أننا نعيشُ كلنا معاً
حسناً تخيّلت ؟
ابتسمت ؟ أحبكَ جداً



حسناً للمرة الأخيرة !
ماذا لو أخبرتهم أنها إهداءً لهم ؟ 
سيكونون سعداء ؟ 
حسناً سأفعل !
أحبهم جداً