الأحد، 16 يونيو 2013

بينها أنا .. حتى انتهيت !

 

الطريقُ منيرٌ جداً

كُنتُ هناك !

أبي ممسكاً يدي بيديه ..!

حاملٌ عني ما كان بيدي ..

دخلنا معاً وقابلنا الرجل !
تحادثنا ..

أمسكَ الرجلَ بيدي ..

ورحلَ أبي ‘

تركني معهُ وحيدة ..!

أتت هي !

أخذتني من بينِ الرجل

وأمسكت بيدي ..

أمشي بجانبها لتأخذني !

إلى مكانٌ ملئٌ بمن هم مثلي ..!

أطفالٌ يحملقون في الجدار والسقف !

لا يدركون أنهم في بداية المشوار الأطولِ في الحياة ‘

تدخل لتقول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‘

لنردّ عليها بالسلامِ الطويل !

وعلييييكم السلـأأااااام ورحممممةُ اللــــه وبركـاااااااااته !

شُكراً .. اجلسوا في أماكنكم !

وبتحيتنا المطولة

شُكراً جزاكِ الله خيراً وبنى لكِ قصراً في الجنة ورزقنا وإياكِ حفظَ القرآن ‘

لم يكن ذا معنىً عظيماً لديّ

لكنه الآن

يحرّك بداخلي ألفُ همسة !

كنتُ في التمهيدي وقتها !

كبرت ‘

في الصفِّ الاول

يتكرر المشهد يعطيني أبي لرجلٍ غريب !

كنتُ أحبهُ بشكلٍ جنوني !

أستاذي مديرَ المدرسة

كبيرَ السن وجلدهُ المجعّد !

أتذكر حينما حلمني على كتفيه لـ " اقطف بيذاماً " من شجرةٍ في المدرسة !

أحاولُ الوصولَ إليها !

وسقطت وتألمت في ركبتي !

أتذّكر حينما قفزَ في حوضِ السباحة !

لينقذني من غرقي !

ياااه ذاكَ المديرُ الذي لا أعرفُ عنهُ شيئاً الآن ..!

رعاكَ الله .. !

الصفِّ الثاني ‘

يأخذني أبي مرةً أخرى !

لمدرسة بأعلى الجبل ><!

المدرسة التي رويت عنها أغرب الأساطير !

مدرسة المقبرةِ فوقَ الجبل !

كنتُ خائفة منها !

أخذني أبي إليها ‘

لكن هذه المرة

أمسكت امرأةٌ يدي بيديها

لتأخذني لـ الصفِّ الدراسي

وتجلسني بجانب " ريم "

الفتاة الهادئة التي لا زالت على عهدها حتى الآن ..!

كبرتُ في تلكَ المدرسة

الصفَّ الثاني فالثالث الرابعُ والخامس !

في الصفِّ السادس ‘

مرةً أخرى !

أمسكَ أبي يديه بيدي ‘

وأخذني ل مدرسةٍ مختلفة

لعدةِ أسبابٍ كان انتقالي =$

الأهمُ من ذلك !

عشتُ فيها من السادس لـ العاشر !

وكنتُ اسطورةً لـ التميّز والتفوّقِ فيها

ريئسة الإدارة الطلابية – أديبة المدرسة – مقدمة محاضرات !

حائزة على جوائز عدة خلالَ تلكَ السنوات فيها ‘

متفوّقه دراسياً ومتميّزة نشاطياً ..!

كنتُ معروفةً من قبلِ الجميع !

حتى عزفَ الرحيلُ اوتاره !

لأني كبرتُ وأصبحت " طالبةَ ثانوية "

انتقلنا لـ المدرسةِ الجديدة

التي احتضتنا بصرامة !

حينما كنا في يومنا الأول

وقيل لنا

" انتهت أيام الطفولة "

شعرتُ لأول مرة أنني طالبة ثانوية !

حينما في اليومِ الأول قيل لنا !

سيكون عليكم تقديم عرضٍ خلال يومين وتسليم مشروعِ القراءة لـ مادتين خلال ثلاثةِ أيام !

وفي غصون هذا الأسبوع والأسبوع القادم

سيكون لديكم تسعُ امتحاناتٍ تحديد مستوى من الفصل الأول لمناهج هذا العام !

هذه العبارات منها

أيقظتني لـ أصرخ !

ولقد كبرتُ وأصبحتُ طالبةَ ثانوية !

أي اجتهدوا ولا تبالوا ..!

كنتُ في صفٍّ مثالي وسط مجموعةُ طالباتٍ مثاليات !

حينما أتتني في بداية الفصلِ الثاني رفيقتي

لتقولُ لي

عزمتُ الرحيلَ إلى أمامة !

كيفَ ؟ ومتى ؟!

أتذكرُ ذاكَ اليوم في حصةِ الأحياء ..!

تمزّقتُ كُليّاً ..!

وحينها شددتُ رحالي لـ الرحيلِ !

لأجلها ..!

لأنها لم تكن قد قررت الأمر بنفسها ..!

المهم .. أنا سأتبعها !

أخبرتُ والدي بالأمر ‘

لم يعارضني بالطبع !

لكنه مستنكرٌ من الأمر !

خلقت الأسباب لهُ حتى وافقَ على ذلك ..!

وحينَ رحلت !

" صاحبة الياسمينِ "

كانت أمامي ..

لـ للمرةِ الأولى

أعجب بمديرةٍ مدرسة !

خارج النص " سأذهب لمراجعة الفصلِ السادس من الفيزياء وأعودُ لـ الكتابة لآن العالمَ في أمامة مختلفٌ حقاً "

كان العالمُ مخلتفاً جداً في أمامة !

كانت الفترة التي تقوم فيها الوزارة بتغيير مكاتب المعلمات في كل المدارس ‘

في اليوم الذي تلاه !

من أول الصبح

كان العُمّال يعيدون ترتيبَ أوراقِ المعلمات ..!

حتى لا تضيع !

وكانت هي معهم

في البداية لم أكن أعلمُ أنها مديرةِ المدرسة

ولكنِّ حينما سألت التي معيَ من هذه ؟ أي مادة تدرس ؟ !

قالت : مديرةِ المدرسة !

استغربتُ كثيراً فأنا أتيتُ من عالم لم أرَ فيها مديرةِ المدرسة إلا في المناسبات القلائل !

وهي مرات تعاتب الطالبات فيها ..!

كلّ صباح كانت تشحن الطالبات بالهمم ..

تقوّي العزائم .. !

وتنيرُ التفاءل في القلوب ‘

أذكرُ أنني مراراً قلتُ لـ زميلاتي هذه الإنسانة مختلفة جداً .. !

حينما كنتُ أتواصل مع زميلاتي في المدرسة السابقة !

كنتُ أقولُ لهن !

تصوروا مديرةِ المدرسة أراها كلّ يوم ..!

كنتُ أستغربُ كثيراً حينما أراها تسأل الطالبات كل يوم عن أحوالهن !

وهي تعرف تقريباً جميع طالبات المدرسة !

إلاي .. لم تكن تعرفني بعد ..!

كنتُ معجبةً جداً بهذه الإنسانة ..

هي بالضبط تعلم كيفَ تخيطُ قلوبَ الطالبات ..!

في الواقع شعرتُ بالفرقِ بين مدرستي و المدرسة السابقة !

أعني الفرقَ الشاسع ..

حينَ زرتها في العامِ الذي تلاه ..!

حينما كنا وصديقتي نشعر أننا في عالمٌ غريب !

كنت اقول لها أينَ صاحبةَ الياسمين عن هذه المدرسة !

لم تكن تعرفني بعد ..

إلا حينَ تمت استضافة شاعرة

وألقيتُ فيها شيئاً مما كتبته .. وأبكاها ..!

عرفتني بعدَ تلكَ اللحظة .. !

عرفتني بالشاعرة

أصبحت تراني كل يوم تسألني عن حالِ شعري وحالي !

في الواقع قبلَ ذاكَ العالم وإبان وجودي الأولي في المدرسة ‘

لم أعتدِ الوضعَ بعد

لذلك كنتُ هادئة نسبياً

ولكن هذا العام .. حينَ عشقتها .. !

بدأ الإنتماء يكبرُ بداخلي إليها ..!

لا أدري بالضبط !

لمَ هذه الإنسانة مختلفة !

لم أخبركم بعد لمَ أسميتها صاحبةَ الياسمين ‘

فقط لآني أشعرُ أنها مثلي تماماً تعشقُ الياسمين ‘

في كثيرٌ من المراتِ أراه على يديها أو طاولتها

ويكونُ لي نصيبٌ منه =)

أحببتها ..!

هي من القليلين جداً الذي هزّوا كل السكناتِ بداخلي ‘

حينما أطلقتُ لقب " مدرسة أفلاطون الفاضلة " على مدرستي !

ربما لم يفهم الكثيرون السبب !

لكن فقط

من عاشَ معَ تلكَ الأفلاطونية يعرفُ السبب !

لن أطيلَ الحديثَ عنها ..

الكلّ في صفي يعلم عددَ المرات التي أتعمد الذهاب لهناك

حتى أراها !

كم من مرةٍ تأخرّت فيها عن حصة لأجل مروري لـ السلامِ عليها ..!

كم مرة أختلقُ الأسباب فقط لـ " أسلّم عليها "

الكلّ في صفي يعلم حينما أقول " اتعلمون ماذا حدث " أن الحديثَ سيكونُ عنها !

الكل في صفي يعلم قصة العشقِ بين " فجر ومديرةُ المدرسة " !

الكلّ في صفي يعلم حينما قلت ............................................ !

الكلُّ في صفي يعلم سرّ الياسمين على طاولتي !

الكلُّ يعلم أينَ سأكون لو اختفيت فجأة في حصةٍ احتياط !

الكلُّ في صفي يعلم ماذا يتلو إلقائي لـ قصيدةٍ في المدرسة !

الكلُّ في صفي يقول الشعرُ من فجر بالنسبةِ للمديرةِ المختلف .. حتى نشعرُ احياناً أن مجرّد وجودكِ هناك يستحقُ الشكر منها .. ولو كان للوجودِ ألفِ طالبة !

الكلُّ في صفي يعلم ماذا يعني حينما أتحرّق شوقاً لأمرٍ ما كـ الخروجِ بين الحصص أو الذهاب لـ المقصف وهي تقولُ لا ..!

ولا اتحرّك لأنها مجرّد أن قالت لي لا تذهبي ..!

الكلُّ في صفي يعلم حينما يكون الأمرُ أتى باسمي شخصياً منها !

الكلُّ في صفي يعلم كم نبضةً تهتزُّ بداخلي حينما يتعلّق الأمرُ بها !

الكلٌّ في صفي فقط .. يفهمني حينما يتعلّقُ الأمرُ بها

هي تعلم .. وأنا أعلم !

فقط كنتُ سأقول !

ها أنا ولأولِ مرة ..!

أوّدع المدرسة بحزن .. !

وبشغفٍ قاتل !

لآني سأتركُ تلكَ الأفلاطونية ‘

لآني لن أراها كـل يوم تزرع في نفسي تفاءلاً أسمى ‘

ولن أراها تمسكُ بيدي لتخبرني أنها تحبني ..!

ولن أراها تبتسم لتسألني إن كنتُ أُحبها !

هي تعلمُ أني لن أجيب .. وأنا أعلمُ أني لن أجيب ..!

لكنِّ لآ أدري لمَ تعشقُ كثيراً ترديدَ هذا السؤال ..!

ها هي الاثنتي عشرَ عاماً انقضت

وانتهت !

وسيعودُ أبي ليمسكَ يدي مرةً أخرى ..!

ليأخذني لمكانٍ آخرَ هذه المرة ..!

مُختلفاً بكلّ التفاصيل ..!

وسيكون أجمل كما يقولُ لي عمي

الذي قال لي مسبقاً استمتعي بكلّ لحظاتِ الثانوية

لأنها اجملُ سنواتِ الدهر

وفي الواقع

هي أجمل سنوات الدراسة

=)

وأجمل سنواتِ الحياة ..!

وانتهى مشوار الاثني عشرةَ سنة

ا

ن

ت

هـ

ى

فجر ..

15/6/2013

6:08م

هناك 6 تعليقات:

  1. لا وجود لكلمات تستطيعُ وصف جمال الحرف هُناك في الأعلى 3>

    فقط ..!
    * لكِ الدَّعواتُ مرافقة ..~

    ردحذف
  2. ... م أنتِ إلا نتيجة أفكارك...
    ... ما فكرتِ به هو ما أصبحتِ عليه....
    ...فجر الطموح...
    ...دوماً في القمة...
    ...دوماً متقدمه بخطوة عن الاخرين...

    ...ودوماً بإذن الله...
    :)
    :)
    ً :)

    ردحذف
    الردود
    1. شُكراً لكِ يَ غريبة =)
      وفقكِ المولى

      حذف
    2. .... أنا لستُ غريبة...

      ...أنا عيدَ ميلاد الرحيل...
      أم أنك نسيتني...؟!؟!

      أمييين وإياك...

      حذف
    3. لم أنسَ ..!
      لكن هُناك غير " معرفين " آخرين !
      لذلك التبسَت عليّ الأمور ..!

      حذف