الخميس، 9 يناير 2014

حلمُ هلوسات

في ليلةٍ ينايريّةٍ باردة  
الصمتُ يغشَى المَكان :"
الظُلماتُ غطّت كلّ شئ ..
الأرواحُ نائمة
 لم يبقَ شيئاً في تلكَ الليلةِ حي
 البردُ القارس يُرغم الجميع على النومِ مُبكراً
أمّا عَنها
نائمةُ بكلّ هدوء
 يَلّفُ جسدَها الصغيرُ لحافين
 ترتَدي مِعطفٌ تحتَ اللُحاف وشاحٌ حولَ رَقبَتها
جواربُ الصوفُ على قَدميْها  
و تنامُ من رجفةِ البرد
 ترتعشُ برداً حتى يَغلُبها النُعاس
 تُحاول أن تجعل الفراشُ ادفئ  ما يَكُون
و تنام بصمت
في تلكَ الليلة الينايريّة
و المَشاعرُ مُلخبطة
و التفاصيلُ مُثقلةً بالبعثرة
تستيقظُ في مُنتصفِ الليل فَزعة ترتجفُ خوفاً
تحتاجُ ل احتواء
تبحث عنه تتصل به
يأتيها ذاكَ الصوتُ الناعس !
لا بُدّ أنه نائم لكنها تُدرك تماماً انه سيجيبُ عليها
تتحدث طويلاً .. طويلاً جداً
و تبدأُ هلوستها التي لا تنتهي !
هو يُحادثها بشغفٍ و فرح
هيَ تتحدثُ وتفقدُ شيئاً ما بداخلها
تنتظرُ شيئاً
تتمنى أن يفهم حقاً .. أن يحسّ بما فيها
لا شئ ..
ببساطة ،، تودعه وتعودُ للنوم
تحاولُ النوم .. لا تقدر !
ليسَ بمقدورها حتّى التفكير في النوم
و رغمَ إرهاقُ جسدها إلا أنها كانت سعيدة جداً بحديثها معه
حائرة من أن تتحقق أكبرَ مخاوفها
مُشتتةٌ هيَ بينَ الفرحِ و الخوف
تائهة المشاعر .. مُبعثرةُ التفكير
تصمت طويلاً .. طويلاً جداً
لا تتحدث ..
و كأنّ شيئاً لم يكن تُكمل تفاصيلَ يومها
تُحاولُ جاهدة أن تكونَ صامتة
أن لا تتألم
أن تُحارب الفقد
لن تفقد
لكن تفكر لم ليسَ بمقدورها فعله
تختنق هيَ من كلّ الجهات
الأُكسجين يكادُ أن ينفذ
الهواءُ تعفنّ داخلها
هي تُحاولُ جاهدة .. هي عاجزة !
يراها الجميع
مُرهقة من كل شئ !
يسألها أحدهم ما بكِ
تبدأُ بالبكاء
تقول لا أعلمُ ما بي
حقاً لا أعلم
يُقال أنها مُترفة الدلال ويتجاهلها الجميع
وهي تموت ببطء !
تختنق بصمت
تبكي بحرقة !
هي لا يُمكنها الكتابة
أمسكت بالقلم
لم يعد بمقدورها الهلوسة !
تُحاول .. تُحاول !
تُفكر بأيّ يد عليّ أن أُمسك بالقلم !
تختنق بصمت
فالكتابةُ نفس .. !
حياوٌ و روح لها
تذبل ك وردة تركها الماءُ و رحل
حُجبت عن الشمس
تذبل ببطء
تبقى وحدها تبكي !
يأتي أحدهم يُحاولُ تحركيها
لقد أصبحت جُثّةً هامدة  !
خنقها الفقد
تُحاولُ الصراخُ من بين أشلاءِ الموت
ليتردد على مسامعها
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [ الزمر : ٥٣ ]ُ
إنّهُ مُنبه صلاة الفجر ..
تستيقظ مُسرعة
تُمسكُ بالقلم
كتبت في أولِ الورقة
' زرعتُ الحلمَ في يومي سماءٌ تُشبهُ الذكرى ، طُموحَ الفجر يُسعدني .. حروفُ الناي تُفرحني '
تسجد سجدة شكر لله تعالى
مُجرّد كابوسٍ طويل !
لتذهب لتُصلي الفجر و على مُحيّاها فرحٌ لا يُفارقها .. "



بتفاصيل هلوسات : فجر
بعضُ التفاصيلِ واقعيّة و بعضها مجرّد هلوسات أدبيّة :"

هناك 4 تعليقات:

  1. [ لا تخف إنك بأعيننا ]
    صدق الله العظيم.

    أقولها لنفسي قبل أن أقولها لك ..
    لأنني و بالرغم من كل شئ ملئ بالفرح في عالمي !
    أعيش بردا داخليا و خوفا لم ينتهي بعد :"
    دعواتك ، و الدعوات ترافقك.

    رواء

    ردحذف
    الردود
    1. رواااااء !
      اشتاقكِ هُنا ي روح ')
      الدعواتُ أُمطرها عليكِ ..
      كونِ بخير ..
      ♡♪

      حذف
  2. .
    .
    الله !
    وماذا أقول بعدهآ ..!

    فجر.. أتعلمين !
    أنا أؤمن بأن لكل إنسانٍ حكايةة..
    ليست تلك التي يعرفهآ الجميع عنه ، لا
    وأنما حكايةة مختلفة ، بـ تفاصيل صعبة النسج حرفًا !
    ليس بـ مقدور أي شخص روايتها ..
    إلا أولئك النادرين ، المتمكنين حرفًا عميق المداد
    وانتِ منهم ي شغَف !
    .

    في أحايين.. حينما نود بوحًا مختلف
    نلجأ إلَى كتابة قصة !
    نكون نحن أحد شخوصها الرئيسية ، ليس شكلًا ولا ملمحًا
    ولكن شعورًا وتفصيلًا ..
    وعندما يقرأها الغير ، لا يعلم بأن تلك هي فجر
    وفجر هي تلك !
    يقول : من المستحيل أن تكون كذلك ، هو مجرد خيالٍ أدبي !
    وفي حقيقةة الأمر ؛ لـا أحد يدرك بأنها " فجر " سوى نفسهآ !
    هي هناك تروي ذاتها بـ تفصيل مختلف لم يره أو يسمعه أحد ..
    ولا يفك رموز الحكايةة.. سوى روحٍ تعلمهآ گ نفسها !
    .

    قد لا أكون تلك التي تقرأ فـ تفهم المغزى
    ولكني.. أشعر بمن يكتب !
    أعلم أن ما بين الأسطر ؛ شيء مستتر عمدًا !
    وأن بوح الحكاية لا يأتي إلا من بعد صمتٍ طويل
    يكتنفه ألم عتيق !
    نبوح هكذآ.. لنروي ظمأَ تلك الأيام التي غدت ذكرى بلا حرف نسج عنهآ !
    نبوح بـ شخص ليس گ مثلنا.. ولكنه يمثلنا في النهايةة ، وهو مجهول الهوية عند الكثير !

    البوح.. يختلف
    وكله جميل ، لمن يشعر به ويتقنه !
    .

    ي جماال..
    حرفكِ تملكه الغموض الجميل گ انتِ
    حتﯽ في تفاصيل الروايةة..
    ♥أحببتكِ حرفًا هنا .. جدًا

    .


    كنتُ هنا.. في زمنِ غافل وجودي مسبقًا !
    بُروودْ أعصآبْ #

    هنا قبل الرحيل.. وحينما أعود
    سـ أقرأ كل ما فاتني بـ شغف كبير ~

    كوني بـ خير
    وابتَسميْ لـ أجليْ =)

    ردحذف
  3. انتِ !
    قفي قليلاً امامي .. اصمتي لحظة !
    احتويني ب شَغف ..
    ل أنكِ حقاً تفهمين .. !
    هي روايةٌ تختلجُ نفسي .. ربما حوّرتها كثيراً
    مُتمعدة حتى لا يُفهم مغزاها !
    لكنكِ شغاف الحرفِ روحاً ..
    اروي حكايا كثيرة .. أعني بها تفاصيل !
    لن أشرحها ل أحد .. و لن يفهمها أحد
    و لكنكِ تفهمينَ حتماً ما بينَ يدي .. !
    حماكِ الله روحاً ..
    لا زال وجودكِ هُنا سعادة
    أصبحت كثيراً
    مدونتي "
    تفتقدكِ ..
    وربما الآن تفقدكِ أكثر .. !
    لا أعلمُ في أي غياهبٍ أنتِ الآن ..
    لكنّ أسألِ اللهَ بعمق أن يحميكَ من كل سوء .. $
    وفقكِ المولى ..
    رفيقتكِ تُحبكِ جداً .. و تفتقدكِ حقاً

    ردحذف