يا رسولُ الله
حينما كُنتَ في رحمِ أمك
بين حناياها تعيش
أصبحتَ يتيما
ً خرجتَ إلى الحياةِ بنورِ نجمٍ
لم تعلم بعد أنكَ يتيما
وحينَ بحثوا عن مرضعةٍ لك
تخلّى عنكَ الجميع حتى احتوتكَ حليمةُ السعديّة
كبرت قليلاً لتفقد والدتك
كُنتَ لا تُدركُ معنى الفقد
لكنكَ حتماً تألمت
واجهتَ مصاعبَ الحياةُ مُبكراً
و كبرت لتُصبحَ صادقاً و أميناً في بطنِ مكة
و حينَ كُنتَ تنفرد في الغار
و قومكَ وعشيرتكَ يُصلّون للجماد كُنت خاشعاً مُتأملا
و أتاكَ ذاكَ الصوتُ من حيثُ لا تعلم قيل لكَ " اقرأ "
فقلتَ ما أنا بقارئ
و رُدّد على مسامعكَ " اقرأ "
و أنتَ تقولُ ما أنا بقارئ
فقيل لك " اقرأ باسمِ ربّكَ الذي خلق "
كنتَ خائفاً ترتجف و تُردد
" زملوني .. زملوني "
يا رسولَ الله أصبحتَ نبيا
ً بعد أن قيل لكَ اقرأ
و أمتكَ يا حبيبي قد هجرتِ القراءة
و مرّ ثلاث وعشرونَ عاماً
و أنتَ في سبيلِ النور تأخُذ بيدِ المسلمين
و ل أجلِ هذا الدين رحلتَ عن أهلكَ ومالكَ وقومكَ وعشيرتك حاربكَ الجميع
ُ و بقيتُ أنت
كُنتَ صامداً صابراً
وحينَ أتاك ملكُ الموت
كُنتَ تقولُ
أُمتي .. أُمتي
و كُنتَ توصي ..
وتدعو لم تنسَ أحداً
حتى حينَ كُنت تلفظُ أنفاسكَ الأخيرة و سُألتَ أيهما تختار
الحياة الدنيا أم الرحيل
بدأت تُردد
بل الرفيق الأعلى
و رحلتَ يا حبيبي
و رحلَ النورُ من دُنيانا هذه و الآن ! انظر ل أقواماً تتقاتلُ على اختلافٍ مذهبي
و أخاً يقتلُ أخاهُ مدعيّا بحيّ على الجهاد
و الآن انظر لنساء يبعنَ الجنة ل أجل شعرات يَزلنها
يا رسولَ الل
ه إن أتيت سنكون خجالى جداً من حالنا
سنمشي مُطئطينَ الرأس لأجلِ حالنا إنكَ يا حبيبي نوراً من فوقكَ نور يا رسولُ الله
عذراً على حال فلسطين ستونَ عاماً
و عذراً على حال العراق !
و عذرا على بردِ اهل سوريا
و عذراً على تشتت بورما
و عذرا ثم عذرا ثم عذرا
يا رسولي يا حبيبي
على جراح أمتنا !
فذاك الطفلُ في صدري متألماً
يا رسولَ الله
تركتها أقوى امة
و الآن يضحك على ضعفها أمم !
لا رجالُ مثلَ صحابتك
و لا المجد مجداً
و لا الفخر فخراً
و لا الحروبَ حروبا
يا رسول الله .. !
رسالةٌ بدمِ عاشق
و هل تنتهي رسائلنا !
ترثي حالنا
يا الله يا رحمن .. إلطف بحال أمتنا
و اجعلنا في فردوسكَ الأعلى
بجانب الكوثرِ مع النبيّ المُلتقى
فجر ♡♪
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق