الخميس، 20 فبراير 2014

ثمّ ابتسمت :)



اليوم : بداية الأسبوع
الوقت : نهاية الدوام
المكان : حرمِ الكلية


المكان هادئٌ جداً
لا صوتَ فيه سوى أصوات خطواتٍ مُبعثرة هُنا وهُناك
عادةً ،،
أول أيام الأسبوع مرهقاً جداً علينا – كطلبة –
نتثاقلُ فيه جداً و نتهرّب من كلّ عمل
وما إن نُنهي ساعة محاضرتنا الأخيرة
حتى يتفرّقُ الجميعُ بحثاُ عن راحةٍ تحويه
ورغمَ ان الحافلات عادةً تتأخر ساعة أو أكثر من نهايةِ دوامنا
إلا أن فراغ الممرات تجعلكَ تشكُّ في أمرِ وجودك
هُناك
كُنتُ أمشي بعدَ أن فرغتُ من الصلاة
لوحدي .. لا احدَ معي
الممرُ طويلٌ جداً
وهادئٌ أيضاً
لا صوتَ فيه
في حرم كليتنا
هُناك غرف دراسية محددة معروفة أنها في نهاية الدوام
تتجمعُ الإناثُ فيها عادةً
وأغلبُ الأوقات أنا وصديقاتي نتجمعُ هُناك !
كُنتُ متوجهة لتلكَ الغرفةِ  بالذات
الغرفة الذي تحمل لوحةً كُتبَ عليها
"  المجموعة 12 "
ما يميز هذه المجموعة أنها الأكبرُ مساحةً
التي مفصولة بحاجزٍ يقسمها ك غرفتين
حاجزٌ قبل للطي
يمكننا التحكمُ بهِ كما نشاء
وصلتُ أمام باب المجموعة
وقفت
لم أُصدر أي صوت !
استغربتُ خُلّوها من أي فتاة هُناك
كُنتُ فقط أودُّ أخذَ كتبي
ألجمني صوتٌ ما من الداخل !
خوفٌ بسيط تملّكني وهممتُ بالدخول
شددتُ على يدي
وبدا الصوتُ أوضحُ من ذي قبل
صوتُ قُرآنٍ يُتلى
و أدركتُ سريعأ أنهم يقيمونَ صلاة الجماعة
خلفَ الحاجز في المجموعة
دخلتُ بكلّ هدوء
وحينَ أمسكتُ بكتبي
كان الحاجز مفتوحٌ قليلاً
فرأيتهُ خاشغاً يُصلي ،، فابتسمت
كان يأمُ بهم
و الجميعُ خلفه
خشيةً تغشى المكان
سرت في داخلي قشعريرة
و فرح
تلخبطت حروفي وقتها
لا أعلمُ ما القول
سوى لكَ الحمدُ يا الله
الجميلُ في الأمر ،،
أنّه رغمَ بعد المُصلى
لم يكن سبباً أبداً
تمنيتُ وقتها
لو أنني خلفهم أصلي
ولو أننا عادةً لا نُصلي جماعةً إلا في ما ندر
تمنيتُ حقاً
لو أن جمعَ الشبابِ هُناك كانَ يُصلي بالجميع
صلاةً تقشعرُّ لها الأبدان ، وتزرعُ الراحة في الأرواح
ستحفُّنا الرحمة ، وتغشانا الملائكة ، ويذكرنا اللهُ فيمن عنده
هنيئاً لنا هذه الشخصيّات المؤثرة !
أشعرُ أن مثلَ هذه الأجيال 
ستحررُ أمي فلسطين 
وتنقذُ سوريا 
و تحمي بورما ..!
وستعيدُ فتحَ الأندلس و القسطنطينية 
سعيدةٌ أنا جداً 
ربما الكثير لن يفهموا سعادتي تلك ،،
فقط ،، كُلما أتذكر الموقف حين
رأيته خاشعاً يُصلي ،، فابتسمت !
تقشّعرُ روحي قبل جسدي #


انتهى #
من صفحات جامعية ‘
ملاحظة : الموقف بتفاصيل واقعيّة في حرم الكلية ،،

فجر :)  

هناك 6 تعليقات:

  1. الله..
    وهذا ما نشعر به بالفعل بعد الفراغ من الصلاه...

    جميلاً جداً ان نكون ممن يحافظون ع الصلاه..

    اقشعر فرحاً بشبابنا...

    سلمت يمناك

    ردحذف

  2. .
    .
    من الجميلِ جدًّا ومن الٲمور التي تُشعرنا بٲن الدنيا لا زالت بخير ..
    هيَ صلوات الجماعة التي تُقام في ٲماكنَ باتَ الكثيرون فيها يتعذرون بٲعذار واهية عن آداء حقوقِ الله - هدانا الله وإياهم-


    نُهﯽ الطموحَة ]
    سيظلُ عبق حرفكِ مُختلف ..


    -خارج النص-
    اشتاقُ لهمساتي هُنـاآ ~

    ردحذف
    الردود
    1. نقااااوة !
      افتقدتكِ جددداً


      حفظكِ الله

      حذف
  3. سُحقاً لمدارسنا وسُحقاً لجامعاتِنا....
    مالذي علمونا إياة...منذ صغري وأنا لطالما كُنت أُنكر المدارس التي كنا ندرس فيها ليس لشيئ.
    إنما لأنة كلما أتت صلاة الظهر ونحن في الحصة السادسة .لامدرس يذهب الى الصلاة ولامدير يتحدث بالسماح للطلاب بالذهاب الى المسجد لتأدية الصلاة..
    غرسو في أنفسنا التكاسل والتخاذل عن إجابة المنادي..ولولا مدارس التحفيظ لكُنا تُهنا عن صلاتنا..
    يتحدثون أنة لابأس في تأجيلها إن كُنا مشغولين...وبماذا مشغولين؟
    كم أكرة أولئك المدراء والمدرسين والموظفين والعاملين والتجار والأسواق والمحلات..التي كلما أتت الصلاة في وقت دوامهم رأيتهم لايحركون ساكناً..فأي جيل نريد..وأي إقتصاد نبغي..
    وهكذا اصبح لدي الكثير من الأصدقاء اولئك الذين تجاهلو صلواتهم فصارو كلما دعوتهم لصلاة الجماعة تذمرو وتعذرو..
    بالمقابل أمتلك أصدقائي الحقيقيين الذين لم ينسو أن يدرسو بالمسجد ويتعلمو هناك..فأصبحت كلما أذهب الى الصلاة أجد المسجد ممتلأً بهم..
    ولن أتوقف عن لومي لمربيِ الأجيال..اولئك الذين تجاهلو دفعنا للصلاة.

    ردحذف
  4. بالفعل :(
    ل الأسف محقٌ أنت في كل أقوالك!

    ردحذف