الاثنين، 3 فبراير 2014

رقصٌ .. على ساحاتِ أشواقي




المكانُ منيرٌ جداً
يملؤه الطُّهرَ حتّى النهاية
أبيضٌ ك الياسمين
نقيُّ ك الزهرِ في اكليلِ ماء
المكوثُ فيه طويلاً
يريحني
لطالما ذهبتُ إلى هُناك
أطيلُ السجود والصمتُ يغشاني
حتّى أنسى ما بي من ألم
السكينةُ تنزل عليّ
أبقى في محرابي
تملؤني السعادة .. و الحياة
يلتمسني الطهرَ كيفما كان الحال
وبينَ بسمةُ قلبٍ بالبقاء هُناك
و ارتياحُ روح
كنتُ مرةً أخطو خطواتي
مُسرعةً إلى هُناك
الشوقُ ل حديثِ الجنّة يجعلني أهرول
حينما أدخله في كل يوم في الساعةِ الواحدة و عشرونَ دقيقة
أرى لوحةٌ خطّها يدي و تحوي حروفي
" أشتاقُ كثيراً ،، لتلكَ الأشياء التي لن تخطرَ على قلبي "
أكونُ هناك
بدونَ أي شئ
فقط أنا و روحي
يلتحفنا الصمتُ طويلاً
ل أبقى على سجداتي
أحادثُ الله في أمري
و نصلي للهِ خاشعين
تسكننا السكينةُ وقتها
و تغشانا رحمةً من السماء
و كأن مَطراً أُمطرَ على أرواحنا
فيغسلُ ما بها من كلّ شئ
في تلكَ المرة
تتسارعُ خطواتي شوقاً لمحرابي
لم تكن قد وصلت للواحدةِ بعد
لذلك كان قراري أن أمكثَ هُناك
و أبقى طويلاً
فالحاجةُ لسجودٍ يريحُ ظمأي لا ينتهي
لا ينتهي شوقي لحديثِ الجنةِ أبداً
اقرأه قبل الصلاة و بعدها
و عند الدخولِ و قبل الخروج
رغمَ حفظي لتلكَ الكلماتِ في قلبي و روحي
إلا أنني أعيدُ قرائتها حرفاً حرفا
أنطقها ببطء
و شوق
ويزدادُ الحنين
حينما وصلتُ أمام الباب المُزدحم ذاك
سمعتُ ضجةً لم أعتد عليها
أو ربما المرةُ الأولى هُناك
قلتُ لنفسي في  بادئ الأمر
ربما لأنني عادةً لا أذهبُ إلى هُناك في وقتٍ مماثل
أو ربما هُناكَ جلسةٌ تجري أو شئ ما لا علمَ لي به
وصلتُ لعتبةِ الباب أهمُّ بالدخول
صُدمت
و كأنَ أحدهم سكبَ ماءً بارداً على رأسي
تجمّد النبضُ فيّ لحظةً
و ثار دمي حدّ الموت
" رقص "
على ساحةِ أشواقي
-         ماذا يحدث هُنا
هو السؤال الذي أحتاجُ إجابته حالياً
" مُصلى "
باللهِ عليكنّ مُصلى !!
تقول لي " لا بأس ، لا يوجد هزاتُ خصرٍ وما إلى ذلك فقط نتعلم رقصةٍ بريئة "
أيُّ براءةٍ في الرقصِ أخبريني
مُصلى !
يا أنتنّ مُصلى
أينَ حرمةِ بيوتِ الله
و أينَ الدينُ و الإخلاص
مُصلى
لتصحيح معلوماتكنّ
اسمه " مصلى "
مشتقةٌ من صلى يصلي صلاةً
أيّ انكِ تعبدينَ الله هُناك لا ترقصين
إحداهن تقول " هي مجرد غرفة ليست مُصلى "
هي وسطَ الفصول و الممرات ورغمَ ذلك
مكانٌ طاهرٍ نشتاقه
نمكثُ فيه و قلوبنا بيضاءُ كالياسمين
تكسّرت كلّ تفاصيلي وقتها
و ألجمت أحاديثي
باعوا ديننا .. وباعوا طهرنا هُناك
" رقصٌ .. في ساحات أشواقي "
و أحاديثُ شوقي للجنة
و الهلوساتُ هُناك
و الدموع و الخشوع
و الخضوع للهِ سُجداً رُكعا
بيعَ بتعليمِ " رقصٍ "
هنيئاً لكنّ واحدةً واحدة
حطمتن كلّ آمالي بكنّ
أصبحتنّ في دفتري الأسود
بقائمة قاتمة السواد !
نعم ،، رقصٌ في ساحاتِ  أشواقي
كفيلٌ أن يجعلني أكرهكنّ جداً
حتى آخر نفس
و بكل برود رغمَ مرور أيام
أتاني حديثٌ منها اليوم
" لم تضخمين الموضوع لم يكن رقص بالمعنى الحقيقي "
لكنّه بيتٌ من بيوت الله
فاتقِ الله فيها
،،،
أحاديثي ملجمة !
بعدَ زمنٍ رأيتُ فيه
" رقص ،، في وسط حرمةِ بيتٍ من بيوت الله "
مالنا فيه من حاجة ؟



نسألُ الله الهداية .. 



 مُلاحظة : الموقف حقيقي بكامل التفاصيل حيثُ أدرس 

هناك 8 تعليقات:

  1. نختلف عنهم كثيراً....
    وفي زحمة هذا العالم ..رغم الأرواح المخيمة ..إلا أنه لاتكاد تُعد بالأصابع تلك الأرواح السامية..
    التي تسمو وتسمو الى أن تصل الى درجة الملائكة..
    فرقٌ شاسع بين مشاعر تلامس السماء ومشاعر تدنو الى التراب والحصى..
    ...وماذا لو دمرو ساحات الأشواق كما يفعل الظالمون حول هذا العالم...وماذا لو أخرجونا منها ونهبو سجادتي..
    وماذا ....صار العالم ساحة شوقي وصار قلبي سجادتي..

    ردحذف
    الردود
    1. " صار العالم ساحة شوقي ، وصار قلبي سجادتي "
      الله !

      حذف
  2. ما زلنا نتعثر ب عثرات الحياة...
    ولكن الجنه اسمى من كل هذه العثرات..
    يحفظك الباري

    ردحذف
  3. .
    .
    رقصٌ علَى ساحاتِ أشواقك !
    ولا شيء في نظرهنّ سوى ساحاتٍ بين جدرانٍ باهتة !
    .
    ما رأيته .. قليل
    وما يحدُث في واقعنا ، أكبر بكثير !

    يختلفُ الفكر عزيزتي .. وتتغير الأخلاق
    تتبعثر خصلات الحياء ، وصدق الإيمان !
    كله بِـ مسمى التحضر والرقي [ وسُحقًا له ..!
    سُحقًا إن يعني انسلاخًا من الدين وروحانيّته ||
    .
    .
    ربما .. ازدحام الحياةة وتداخل أسبارها
    صيّر الطُهر إلى عفَن في القلوب !
    فَـ تضوّع عَطبُ الدُنا ..~

    نسأل الله الهدايةة .. لنا ولهم #



    ردحذف
    الردود
    1. لنا ,, الله !
      وما لنا معيناً سواه :)


      حفظكِ الله فلسفة الشغف ..

      حذف
  4. احلن الحرام وفي اين !! اطهر مكان للعباده لا عجب ان اكثر اهل النار من النساء

    ردحذف
    الردود
    1. اعاذنا الله و اياكم من عذاب النار ..

      حذف