السبت، 16 أغسطس 2014

هَلوسة فَجر الأخيرة - وداعاً !

في طُفولتي في كلّ مرةٍ يُسافرُ فيها أبي ، او يودّعنا لأمرٍ ما
كنتُ اتخيّل نفسي مثلّ الرسوم المتحركه لأجري خلفَ سيارته حتى أتعثرُ في الشارع ثمّ ابكي لأنه قد غادرَ بعيداً!
لكنّ خيالاً كذاك كان يضحكني كثيراً كُلّما كبرت !

مرّ عامان منذ آخر مره ودّعني فيها أحدهم باستثناء العام الذي أنهيت فيه ثانويتي ، و اللحظات التي أوادعُ فيها لبعضِ الأمور!
لكنّ قبلَ عامِ ومثلُ هذه الليلة ودعتُ اختي التي أحبُّ كثيراً و الأقربُ مني وتشبهني في بعضِ الأمور لتغادرنا لأجل دراستها العُليا ، و كما قالت أختي الكبرى حينها  ( البعضُ عندما يغيب ، يأخذ حضور " الآخرين معه " فلا نشعر بوجودِ أحدٌ بعده ) و افتقادنا لأختي يزداد كلّ حين ، وكلما ضحكنا معاً ، وكان وداعها هو أقسى وداع لتبتعدَ عنّا عاماً كاملاً في غربتها !

اليوم حينما احتضنتني عمتي لتوّدعني وهيَ تهمسُ في أذني تقول لي ( حفظكِ الله ، سلامي لأختكِ ) قاومتُ تلكَ الدمعةُ داخلي ، لأني أدركُ يقيناً أني سأفتقد عائلتي أكثر من أي شيء ، حتى أكثرَ من افتقادي لسريري ، وحينما استوقتنا دُرّه في نهاية جمعة العائلة تقول عليّ أن أودّع ميس التي كانت تلعب ببراءه هُناك ، نادتها واحتضنتها ، وودعتها ، بكت دره ، فبكى بداخلي شيءٌ ما ، قلتُ لهنّ لقاءً قريباً بإذن الله لا تبكين !

رُبما ليسَ هذا الوداعُ نفسه الذي كانَ خفيفاً بما أن العائلة كلها لم تكن موجوده ، و بما أن بعد ذاك الوداع ستكونُ عودةٌ للمنزل ليسَ للمطار الذي سياخذنا في رحلةٍ طويلةٍ جداً سأقرأ فيها خمسُ رواياتٍ رُبما !

أتعلمون ؟ رغمَ أني أكرهُ الوداعُ كثيراً ، و أكره تلكَ اللحظات التي تسبقه والتي بعده ، و أكره أن أودّع أبي خاصةً ، وهذه المدة ستطول ،سنتغيّب كثيراً عن حضنه ، منذ الآن وأنا ارتعشُ كيفَ لي أن احتضنه و اودّعه وبمَ اهمسُ له ؟ وكيفَ لقلبهِ الحنون أن يحتملَ هذا الوداع ، رُبما يظنُّ البعضُ أني أبالغ فلقاؤنا بعدَ عشرون يوماً من الوداع لكنّ الأمرُ قاسٍ جداً على قلبِ أبي اكثر منا ، متأكدةً انا بذلك !

و لأني أكرهُ أمرَ الوداع ، لن أودّعكم هذه المرة ، فمدونتي لأول مرة ستهجر لعشرون يوماً ولو أنني لم اكن اكتب كثيراً إلا أنني سأكونُ قويّة ، ورُبما سأتلصصُ عن قراري قليلاً لاكتب هُنا لكن لا تثقوا بذلك فأنا التي مستعدةٌ أن تموت ولكنّ لا تتخلى عن قرارٍ اتخذته يوماً .

اطئمنوا سأكونُ في أراضي المملكةِ المُتحدة الاسكتلندية ، أرى رجالاً يرتدونَ التنانير و خرافاً كثيفةَ الصوف تأكل الحشيش الأخضر بشراهة .
رُبما بعدَ السّفر سأعودُ بحلةٍ جديدةٍ من الحرف ، ورُبما تتغيّر بعض التفاصيل ، لكنّ سأعودُ في أولِ يومٍ دراسيّ في سنتي الثانية ، وفي حينِ تُعلنُ نتائج تحويل التخصص أكونُ معلقةٌ بينَ السماءِ و الأرض
فدعواتكم القلبيةِ لي في القَبولُ في حُلمي ( المُختبرات الطبيّة ) .

أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه ، حفتكم عناية الخَالق ، كونوا بِخير .
و أحييوا هذا المُتنفس لأجلِ سعادتي ( ) ~
كُلما تاقكم الحنين تنفسوا هُنا بحرف ، اكتبوا ، شخبطوا ، هلوسوا ، هذه التدوينةِ لكم ..!

مُلاحظة :
لمن كان يطلب حساباتي في بعضِ البرامج :
تويتر : @fajer_al6moo7
انستجرام :  @fajer_al6moo7
آسك : ask.fm/fajer_al6moo7
لكنّكم فيها ستجدون شخصاً مختلفاً عن فجر الذي تَعرفون ، هُناكَ أنا نُهى رُبما أكثر من كوني فَجر .


سلامٌ عليّ ")
أُغلقت –
16\8\2014 م
1:04 ص


هناك 14 تعليقًا:

  1. سلامٌ عليكِ. سلامٌ عليّ. سلامٌ علينا.
    حفظكِ الله في حلكِ وترحالكِ.
    عوالمكِ لن تُهجر ثقي بذلك!

    ردحذف
    الردود
    1. وحفظكِ !
      إن لم أثق بكلّ شيء ، فحتماً انا أثق بأحاديثكِ !

      حذف
  2. حفظك الله ورعاك وعادك سالمه

    ردحذف
  3. همس المقاتل16 أغسطس 2014 في 4:31 م

    يا الله رافقتك السلامة اينما حللتي وارتحلتي
    دوني صوري غيري ولا تتغيري...
    احببت صفة الرفيقة فسمحي لي ان اقولها يا رفيقة
    كم اكره الوداع كم يؤلمني الفراق احس بمشاعري عنده بالطيبة بالحنان الضعف بالعفو لكل الامي ومتسببيها
    لن اقول وداعا يا رفيقة
    سأقول الى اللقاء بعد عشرين يوما ان شاء الله
    استودعك دينك وانسانيتك وحرفك وحلمك
    كوني بخير لنكون...

    ردحذف
    الردود
    1. في وداعته !
      دائماً و أبداً بخير مع الله ")
      شكراً

      حذف
  4. كوني الفجر ذاتة ...بإنتظار فصل المطر لحديث الهلوسات..
    رعتكِ السلامة ..في كل حين.

    ردحذف
    الردود
    1. ذاته*

      بإذن الله ")
      شكراً عبدالرحمن .

      حذف
  5. لتَكُونِي فِ أمانةِ ربي هُنَاكْ ..

    ردحذف
  6. فَجر ترسل لك سلاما يا متنفسها. 💘

    ردحذف
  7. همس المقاتل22 أغسطس 2014 في 2:48 ص

    ومنتسبي متنفسها استقبلوا سلامها بفرحة واطمئنان ويبعث لها احر الاشواق .....
    رقة يا فجر ومنك الحنان وسلامك يبت الأمان
    كوني بخير لنكون...

    ردحذف