الاثنين، 4 أغسطس 2014

هَلوسة فجر .. 5



لا زالت كلّ يوم محتضنةً بيدها كِتابها الذي لم ينشر ، اوراقاً قد تمزقت من الدمعِ و شدة الإحتضان ، ولا زالت تفكر وتفكر وتفكر وتتوه طويلاً هل سأنشرهُ يوماً ؟ و ريثما الجميعُ يزرعُ فيها الحماس لأجله يبقى الصمتُ هو سيدُ كلّ شيء و تبقى ( سأفكر بالأمر لاحقاً ) هي إجابتها الوحيدة التي يتذوقها كلّ من يسأل بمرّها و تكتبها هيَ بحرقةٍ تكادُ تصلخُ قلبها ، و لا زالت تشعرُ انها في متاهةٍ عظيمةٍ بينَ أشجارِ صنوبرٍ لا مخرجَ منها وأنها تدورُ في المكان نفسه مراراً تكراراً ، و تكبر تارةٌ وتضنجُ وتقولُ حسناً سأكمل ، و تعودُ تارةً كطفلة تجمع الشتات من كلّ شيء ، و تبقى ( سأكون بخير ) هي سيدة كلّ المواقف ، و إجابة كلّ الأسئلة ، وفي حالة اقناع الجميع هناك فقداً فارغاً بداخلها ، و هُناك سؤالاً لن تجد إجابته ابداً ، ومع ذلك هيَ لم تجد السؤال بعد ..


وبينَ كلّ الشتات هناك من يظن أنه السبب في كلّ شيء فاتي مختالاً بفرحتهَ و كأنه مصدوم ، في الواقعِ اعذريني يا أنتِ لا تستحقينَ العناء حتى لأفكر بكِ ، أتعلمون كانت صديقتي حتى اللحظة التي شعرت بالغيرة من الوتين ، وشعرت بالغيرة من كلّ شيء ، وكأنها تتملكني وحدي و تريدُ وضعي في صندوق حتى لا أصادق غيرها ، كانت صديقتي حتى حينَ تملّكتها الانانية لتقولُ لي أني تغيّرتُ كثيراً لأنها لم تجد اسمها بين الحروف ، و لأنها في حديثٍ لي تظنُ أنه لها وجدت اسماً آخر قد نُقشَ بماءِ الذهبِ دونها ، كانت صديقتي و كنتُ أقولُ رفيقتي للجنّة إلا أنها تخلّت عني لأسباب ، و جرحتني لأسباب لا زلتُ أجهلها و مع ذلك أنا بخيرٍ دونها ، جداً بخير ..


لا زلتُ في كلّ يوم أخطُ هُناك ( يا الله .. اجبر كسرَ قلبي ) فيردد الجميع معي يا الله ، و كأنهن حتى يدركن ما بداخلي من شتات و رُبما أن الأماني بيننا و إن اختلفت يبقى شوقنا للجنّة هو ما يجعلنا دائماً بخير ، و لأن لي رفقة مثلهن فأنا لن احزن أبداً .
أدركُ جيداً ان رواء قالت مرةً ( بعض الأحلام تبقى مجرّد أحلام ) و يبدو أنه عذري الدائم في كلّ شيء و حينَ أبغي شيئاً ما أو أحتاج لرفضٍ ما أقولُ ان رواء قالت وبعدها يُكسرُ قلبي لأتمتم بعد ذلك ( إلا في الجنّة تتحققٌ كل الأحلام ) ، و مع أن رواء لم تقصد أحلامي بقولها و لكنّ أتدركون تمتماتُ الدعاء تطيرُ عالياً في السماء تحلقُ كرسائل بيننا ونحنُ نرسلها للسماء لتصل على شكلِ مزنِ السعادات الذي حتماً سيجعلنا نبتسمُ حينها ..


أتعلمون قريباً جداً بإذن الله سأكون في المدن الاسكتلندية ، و سأمر على الريفِ لأرى الرجال الذين يرتدون التنانير ، و أرى الخراف التي تأكل من السهول الخضراء ، و رُبما أنني سأبقى هُناك طويلاً منعزلةً عن العالم أجمع ، ومنعزلة عن التفاصيل الإجتماعيّة و تجمّعات العائلة وكلّ شيء ، و يبدو أنني سأنسد ظهري لجذعِ شجرة تفاحٍ كبيرة هناك لأبقى تحتها أدونٌ شيئاً ما سأنشره لدى عودتي لمنزلنا ، أو أنني سأبقى بجانب شجرةِ كرزٍ أفكر فيه بذاك المستقبل لكتابي الذي لم أقرر بعد مصيره ، أو أنني تحتَ غصنِ برتقالٍ بجانب بحيرةٍ أقرأ روايةٍ احبها ، أو اسمع قصيدةً قد حفظتها مسبقاً بجانب النهر ، سأترك عالم التدوين شهرٍ رُبما لأنعزل وحدي و عنكم جميعاً لأعدكم أني ( سأكون بخير ) و حينها سأكونُ اجمل و أعود أجمل و قلبي في طهرٍ خالياً من كلّ شيء ، سأعود لدراسة التخصص الذي أحلم بهِ ربما أو الآخر كما اختار لي ربي و إني قد رضيت بما اختاره الله لي ، سأعود نقيّة من كل شيء ..


العد التنازلي لوداع هذا المكان حتى بداية السابع من سبتمبر قد بدأ ، هلوستي لكم في هذا اليوم ( رغم الشتات نحنُ بخير ، متفائلين بالغدِ يأتي باسماً ) كونوا بخير .. 

هناك 6 تعليقات:

  1. من كان له شغف وطموح لتحقيق حلمه لا يتوقف عند امر ما....

    ربما سنفتقد حروفك الرصوعه من الذهب..
    رحلة سعيدة وايام اطهر واجمل وعوده سليمه باذن الله..

    اذاً اكملي العد التنازلي كل يوم بتدوينة الى ساعة مغادرتك ارض الوطن...

    ردحذف
    الردود
    1. لا تتوقف الأحلام ما حيينا
      سلمكَ الله من كلّ شيء ")
      شُكراً

      حذف
  2. همس المقاتل5 أغسطس 2014 في 9:46 ص

    كلمات ليست كالكلمات واكثر ما اروعها ما احلاها ما امتعها
    لا اظنك ستتخلين على طفلك الذي يكبر كل يوم ويزداد وسامة ونضج وجمالية الجمال ...
    حالفتني ضربة حظ من جوجل وانا افتش عن حروف لطفلي الرضيع الذي كان بعدي عنه رزقا من اجل البقاء ...
    في ان ابحر واصرع على هلوسات حروف بعنوان طفلي فتبنيت طفلك مع طفلي وعشقت كل شغفك وهلوساتك وبصمت وبدون ان اسأل اهي لي ام القدر عني قد رحل سامحني لم اركز يوما في اسم او تعليق او عنوان كل ما شغلني ان اكون بخير بينكم وانتم تكنون.

    ردحذف
    الردود
    1. ") سُبحان الله !
      شُكراً لأنكَ أسعدتني

      حذف
  3. نحتاج الى الثقة كل الثقة بالله تعالى..ذالك فقط ماسيجعلنا سعيدين دائماً رغم كل الجروح والألم...
    في لحظة فقدتُ فيها الكثير وأوشكت على التحطم وضع صديقي يدة على عنقي واخبرني بكل تفائل ..
    (ثق بإن الله مامنعك ليحرمك ولكن منعك ليكرمك.)..فنحن لاندري ماخلف احلامنا ..

    ردحذف