الجمعة، 1 أغسطس 2014

هَلوسة فجر .. 4



سماءٌ لا تشبهُ أيّ سماء
تحملُ أرواحهم فقط !
كانت ولا زالت و ستضل مختلفةً جداً
بزرقتها الفارهة الملامح !
سعاداتٌ كونيةٌ لا تغيب
اخضرارٌ عميقٌ في مكانِ اخضّر عوده
أشجارُ كرزٍ زهريّة اللون في ربيعٍ خرافيّ!
ظلمةٌ تتوسدُ داخلها ..
تَقف على حافةٍ الرصيف البحري !
تبتسم ..
تبكي بِحرقة ، و الابتسامةٌ لم تُفارِقها قَط !
قد مضينا يا حلمُ و انتهت الحكاية .. قَد كَبرت!
تأتي الرياحُ لتحرّك فستانها البنفسجيّ اللون
يتحركُ شعرها البني بانسيابية
لا شيء يشبهُ الجمال هُنا !
تبتسم تارة ، تبكي !
ترددُ داخلها يا حُلم فلتستفيق ..
تساقطت أوراق الكرز ، تعكس نظرها لتلكَ الشجرة !
قد كنتُ يوماً هُنا !
تقترب منها !
ترى ذاكَ العود ، تلمسهُ وقد حُفرَ فيه اسمها ..
تبتسم :")
قد كانت ذكرى لا يشبهها شيء !
أجمل من كلّ شيئ ..
يتساقط الزهرُ الربيعي!
يُراودها كابوسَ الحلمِ نفسه
تهربُ منه ، تهرولُ سريعاً لتبقى على ارجوحةٍ قد أشفقَ عليها الزمن !
هيَ ، تفكرُ عميقاً
و تحرّك عقد الياسمين حول رقبتها ، تعصره بشدة
و تشتمُ أيديها ..
طاهرةٌ هيَ الأحلامِ كسرابها !
تُفكر ..
وكأنها أحلام يقظةٍ قد غادرتني فجأة !
آلمتني حينها حتى السّماء !
أتعلمُ يا طوقَ الياسمين
أن حُلمي جنّةٌ ، وأنا أشلاء التحقق مهزلة !
أتعلمُ ان حلماً كان لي ، وغدا بفعلِ الجراحِ سراباً خائباً !
أحلامنا كانت بقايا هلسواتُ جنوننا ..
أحلامنا و إن بقينا ما بَقت !
أتعلمُ ان حُلمي قد عفا على الزمن !
قد كبرتُ عليه !
كنتُ احلمُ و الآن الحلمُ يتركني !
أتدركُ ياسميني ..
قد كنتُ يوماً وما كان لي حلمٌ أجرجره معي :")
قدْ كنتُ يوماً مزنة شدّت أواصرها الحياةَ ببهجةٍ !
قد كنتُ ما كنتُ و الآن لم أعدِ !
وجعٌ يضيرٌ بمقلتي ، يهزّ شغاف الحلم من أحشائها!
و الألمُ يسكن خافقي في غفلةٍ !
أتدري أنني ما عدتُ أعرف ما يكون ..
و على ارجوحة الذكرى .. و الحلمُ المُطارد !
ما كانت إلا أدمعاً تضم الياسمين الذي سُحقَ بين يديها !
صمتٌ طويل ، صراخٌ عَميق ..
موتٌ أخرسَ كلّ شيء ..
و همس من بينِ أشياءٍ ممزقةٌ بالفقد !
أنا حيُّ يا حُلمي .. أنا حيّ !
أنا أسطورةٌ لن تسحقَ الطاهرُ يوماً
لن تكونَ كياسمينةٌ بينَ أوراقِ الكتاب !
في حُلمي تنتظمُ الحروفُ كأنها أمجادٌ فجرٍ ناهضٍ يحكي الحياة !
و كأنها دواوينُ أشعارِ الزمانِ بلا عَمد !
تلكَ الإستفاقةُ الكرزيةٌ في أعماقنا تكبر ..
أتدري يا حُلم !
لا شيء يشبهك سوى زهرُ الكرزِ في جَوفي ، و ياسميني !
حيٌ أنا كهذا الفجرُ في وضحِ النهار تبسماً
حيٌ انا يا حُلم :")
فلتعدِ الروايةً بيننا تارةً أخرى ..
هلوسةُ حلمي في فجرها .. أن عيشوا أحلامكم كجنةٍ !
كطهرٍ يشبه الزهر و الياسمينَ في شغفٍ

و كونوا بِخير ..

هناك 4 تعليقات:

  1. الله الله
    راقت لي
    رائع ما خطت يداك

    ردحذف
  2. في أرض احلامنا علينا أن نحفر الأرض ونزرعها بالزهور لن يكون جميلاً ان نعيش فقط لنتجول في ارض احلامنا دون ان نفعل شيئ ....بالقليل لنجعلها تبدو اجمل مع الوقت ..ومع الوقت تتلاشى الصعاب ويصبح الحلم أقرب ...وحتى لو لم يقترب يوماً ..ستكون ارض احلامنا قد امتلأت بالزهور وتجاوزت الحدود لتملأ أرض الأخرين بالزهور ولتنشر نسيماً عذباً على كل الأحلام...
    جميل دائماً حديثكِ عن الأحلام..^

    ردحذف