السبت، 30 أغسطس 2014

جزء من النص : مفقود !




بردٌ أراهُ قارسٌ قليلاً و لو أنّ الجميع يراه عكس ذلك ، اقتربُ من المدفئة ملتحفةً بغطاءٍ صوفيّ و أمسكُ بكوبِ الحليب الساخن حتى أشعرُ بدفء ، و مع ذلك لا يتغيّر شيء ، يزدادُ بيَ البردُ أكثر و تعصفُ بي الحَرارة المنخفضة ، انظرُ لهاتفي أترّقب ، شيئاً ما مدركةٌ أنا أنه سيأتي ولو تأخر ، ابتسم و اقضي الوقت و كأنما لا شيء فيّ ، رعشةٌ قلقةٌ فيّ تجعل شفاهيّ تزرقُّ ووجهي يكسوهُ بياضٌ عاصِف ، أصابعي ترتجفُ وأنا اكتب ، أقاومُ دمعةً في عينيّ و تبكي روحي ، و لكنّها خانتني لتكونَ في خدي و تنزلُ حتى أتذوقُ شيئاً من ملوحتها ، و يَتهافتَ الدّمعُ ليُكررَ المَشهد ، الأمرُ مؤلمٌ و الجرحُ العميقُ غائصاً في روحي وقلبي ، مشيتُ بجانبَ النّهر أنتشي شيئاً من جمالِ الطقس ، لكنِّ بكيت ، ظننتُ أنه مطراً لكنّني وجدتني أبكي ، أجلسُ بجانب جذعِ الشّجرةِ أتكئُ عليه و أبكي!

أحسبني أرتعشُ برداً و هو الألمُ بحدّ ذاته ، لمَ ؟ كانَ السؤالُ عقيماً أجهضَ من رحمٍ تمزّق وجعاً ، أيعقلُ أن هذا واقعاً ، أحقاً يتهاطلُ المطر وعليّ العودة ، أمسكتُ بمعطفي لأدفىء نفسي قليلاً !
رُحماكَ يا الله قد وهنَ قلبي ، عليّ أن أتجاهلَ كلّ شيء ل أعيش لكنّ الجرحَ يكونُ أقسى من حَبيب !


كنتُ أدركُ جيداً أنّه لم يكن أيّ شيء ، لكنّ وجعاً غائصاً بعمق ، يخبرني أن الألمَ كانَ سيّدُ الحُضور ، و أني وهنةٌ جداً حتى كدتُ أفقدُ وعيي ، وقد فقدتُه فعلاً ، ظلامٌ حالك ، و برودةٌ قاتمة هو كلّ ما في الأمر ، حديثٌ مشوشٌ ، و رسائلَ ممزقة تتوالى ، جراحٌ لم تُدمل بَعد ، صَحوة : و الرؤيةُ لم تَتضِح بعد ! 


سحقاً لهذا المشهد الذي أكره!
أحسبني نسيتهُ منذ زمن ، و كأن خلاياي الحمراء أبت إلا أن تختمَ في دَمي نقصاً و عليّ تحمّل نتائج جيناتي !
رعشةُ خوفٍ في اشتياقٍ ل أبي ، و كأنني دُونه لم أعش يوماً ، و ذاكَ الجرحُ يغوصُ بعمقٍ قاتل!
ينسلُ في أحشائي كحسامٍ رأى النورَ ليتبللَ بالدّم أخيراً ، كحريةٍ أعطيت لطيرِ السّلام حيناً ، ينغرسُ الحسامَ في صدري بحراً و أتقلُّبُ بكاءً ، صدري يكادُ يفتّلُ من هذا الوجع! 


ككابوسٍ عليّ الاستيقاظُ منه هذا الحين قبل أن يفتكَ بي لكنّني حيّة ، نعم حيّة ، أعني أنني مستيقظة فقد عدتُ لوعيي مرةً أخرى.
صمتٌ يجعلني أتنفسُ الصّعداء أخيراً ، أستنكرُ أمر اختفاءَ جراحَهم ، ووجعهم ، أصواتهم المشوشة ، أفتحُ عيني مرةً أخرى ل أرى سواداً شاسعاً ، أحرّك رأسي يمنةً ل أجدني أسقط من على جرفٍ عميق ، صراااااخ ، يجعلني هذه المرةً أستيقظُ لأجدني حيّة ! 


صوتها وهي تهدئ من روعي كان حُلم أنتِ بخير ، أشعرُ بحرارةَ الشمسِ في صدري ، كلّ شيء ثقيل ، أسمعُ شوشراتهم لأغمضَ عينيّ أجدني أسمعُ صدى جرحَ الحبيب ، أغمضُ عينيّ بقسوة ، تضمُني لحضنها تقولُ لي بخير انتِ بخير ،  ابتسم و إثرَ ابتسامتي ظلامٌ عتيق ، و كأني أعاقبُ على تبّسمي ، تعاودني الظّلمة ، لينغرسَ ذاك الجارحُ داخلي ، ينسابُ بعمق ليعبرَ كلّ شراييني و أوردتي ، يصلُ ل الوَتين ، يمدُّ يديه يسحبهه بقسوة ، ارتعشَ نبضي حينها وتحركتُ كلّي معه ، أدخلَ مهنده في ضِمدَه ليدخلَ يديه داخلي ، يشدُّ الوتين مرةً فمرة ، لا شيء! 


أرتعشُ كلياً و أبكي و اسمعُ شوشرتها تصرخُ انقذوها !
أشعرُ بجهاز الصدماتِ في صدري و ارتجف وهوَ يمدُّ لي يديه ، ليقطعَ وتيني ، رجفةٌ تليها رجفة ، وصراخُ الطبيب و صوتها المتقطعة ، جراحه ورسائله الحارقة ، كلّ شيء أمامي ، ينقطعُ الوتين لأشهقَ قليلاً ثم .......................................................................................................................................................................




أحسبني كنتُ أحلم كلّ هذا
هه حُلم ؟ حُلم!



الجمعة، 22 أغسطس 2014

:)




صباحكم أنا ،
وما تشتهيهِ انفسكم
و روحٌ وريحانٌ وجنّات النعيم!
أقتقدُ كثيراً تلكَ التفاصيل التي أنامُ فيها متأخرةً و أستيقظُ في الوقتِ الذي أريد!
حسناً يبدو أنني هُنا انام في الوقت الذي يحلو لي ومع ذلك أصحو مبكراً !
رُبما طولَ النهار هُنا هو الأمرُ الأكثر إرهاقاً !
ويبدو أننا كوننا عرب هنا نتعاقب كثيراً على الوقت ، ففي كلّ مرة رغبنا فيها باستقلال القطار كان علينا الهرولة السريعة حتى لو يفوتنا !
ولو أنه قد فاتنا مسبقاً علينا انتظار القطار الذي يليه!
الحياةُ هُنا أجمل ، هل يمكنني العيشُ هُنا ؟
مدنهم جميلة ، وريفهم جميل !
من القطار أدوّن لكم متجهين للعاصمة الاستكتلندية ( أدنبره ) !
أستودعكم الله ، لم أستطع الصبرَ على التدوين !
لم اكتشف ان الروابط تتغيّر هنا فكان علي الصبر على مدونتي اياماً حتى اكتشف الاضافة في رابطها لأستطيع فتحها هُنا
فقط كونوا بِخير ") !
أفتقدكُم جداً !
في دواعته :)


السبت، 16 أغسطس 2014

هَلوسة فَجر الأخيرة - وداعاً !

في طُفولتي في كلّ مرةٍ يُسافرُ فيها أبي ، او يودّعنا لأمرٍ ما
كنتُ اتخيّل نفسي مثلّ الرسوم المتحركه لأجري خلفَ سيارته حتى أتعثرُ في الشارع ثمّ ابكي لأنه قد غادرَ بعيداً!
لكنّ خيالاً كذاك كان يضحكني كثيراً كُلّما كبرت !

مرّ عامان منذ آخر مره ودّعني فيها أحدهم باستثناء العام الذي أنهيت فيه ثانويتي ، و اللحظات التي أوادعُ فيها لبعضِ الأمور!
لكنّ قبلَ عامِ ومثلُ هذه الليلة ودعتُ اختي التي أحبُّ كثيراً و الأقربُ مني وتشبهني في بعضِ الأمور لتغادرنا لأجل دراستها العُليا ، و كما قالت أختي الكبرى حينها  ( البعضُ عندما يغيب ، يأخذ حضور " الآخرين معه " فلا نشعر بوجودِ أحدٌ بعده ) و افتقادنا لأختي يزداد كلّ حين ، وكلما ضحكنا معاً ، وكان وداعها هو أقسى وداع لتبتعدَ عنّا عاماً كاملاً في غربتها !

اليوم حينما احتضنتني عمتي لتوّدعني وهيَ تهمسُ في أذني تقول لي ( حفظكِ الله ، سلامي لأختكِ ) قاومتُ تلكَ الدمعةُ داخلي ، لأني أدركُ يقيناً أني سأفتقد عائلتي أكثر من أي شيء ، حتى أكثرَ من افتقادي لسريري ، وحينما استوقتنا دُرّه في نهاية جمعة العائلة تقول عليّ أن أودّع ميس التي كانت تلعب ببراءه هُناك ، نادتها واحتضنتها ، وودعتها ، بكت دره ، فبكى بداخلي شيءٌ ما ، قلتُ لهنّ لقاءً قريباً بإذن الله لا تبكين !

رُبما ليسَ هذا الوداعُ نفسه الذي كانَ خفيفاً بما أن العائلة كلها لم تكن موجوده ، و بما أن بعد ذاك الوداع ستكونُ عودةٌ للمنزل ليسَ للمطار الذي سياخذنا في رحلةٍ طويلةٍ جداً سأقرأ فيها خمسُ رواياتٍ رُبما !

أتعلمون ؟ رغمَ أني أكرهُ الوداعُ كثيراً ، و أكره تلكَ اللحظات التي تسبقه والتي بعده ، و أكره أن أودّع أبي خاصةً ، وهذه المدة ستطول ،سنتغيّب كثيراً عن حضنه ، منذ الآن وأنا ارتعشُ كيفَ لي أن احتضنه و اودّعه وبمَ اهمسُ له ؟ وكيفَ لقلبهِ الحنون أن يحتملَ هذا الوداع ، رُبما يظنُّ البعضُ أني أبالغ فلقاؤنا بعدَ عشرون يوماً من الوداع لكنّ الأمرُ قاسٍ جداً على قلبِ أبي اكثر منا ، متأكدةً انا بذلك !

و لأني أكرهُ أمرَ الوداع ، لن أودّعكم هذه المرة ، فمدونتي لأول مرة ستهجر لعشرون يوماً ولو أنني لم اكن اكتب كثيراً إلا أنني سأكونُ قويّة ، ورُبما سأتلصصُ عن قراري قليلاً لاكتب هُنا لكن لا تثقوا بذلك فأنا التي مستعدةٌ أن تموت ولكنّ لا تتخلى عن قرارٍ اتخذته يوماً .

اطئمنوا سأكونُ في أراضي المملكةِ المُتحدة الاسكتلندية ، أرى رجالاً يرتدونَ التنانير و خرافاً كثيفةَ الصوف تأكل الحشيش الأخضر بشراهة .
رُبما بعدَ السّفر سأعودُ بحلةٍ جديدةٍ من الحرف ، ورُبما تتغيّر بعض التفاصيل ، لكنّ سأعودُ في أولِ يومٍ دراسيّ في سنتي الثانية ، وفي حينِ تُعلنُ نتائج تحويل التخصص أكونُ معلقةٌ بينَ السماءِ و الأرض
فدعواتكم القلبيةِ لي في القَبولُ في حُلمي ( المُختبرات الطبيّة ) .

أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه ، حفتكم عناية الخَالق ، كونوا بِخير .
و أحييوا هذا المُتنفس لأجلِ سعادتي ( ) ~
كُلما تاقكم الحنين تنفسوا هُنا بحرف ، اكتبوا ، شخبطوا ، هلوسوا ، هذه التدوينةِ لكم ..!

مُلاحظة :
لمن كان يطلب حساباتي في بعضِ البرامج :
تويتر : @fajer_al6moo7
انستجرام :  @fajer_al6moo7
آسك : ask.fm/fajer_al6moo7
لكنّكم فيها ستجدون شخصاً مختلفاً عن فجر الذي تَعرفون ، هُناكَ أنا نُهى رُبما أكثر من كوني فَجر .


سلامٌ عليّ ")
أُغلقت –
16\8\2014 م
1:04 ص


الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

هَلوسة فجر .. 7




تمرُّ عليّ لحظاتٌ أفكرُ فيها كثيراً من أنا؟ و رُبما لأني موقنةٌ الإجابة التي لن تتغيّر مهما عشت و كَبرت ، إلا أن هُناك أمراً يجبُ أن أقرّ بهِ رُبما . 

أتعلمون رُبما أنتم تعرِفون فَجر التي تكتب ، التي تحسبون أن الحكمة و الهدوء هما ما يتبعانها إلا أنني كوني " فَجر " و كوني " نُهى " أمرٌ مختلفٌ كلياً بالنسبةِ لي ، و للجميع كذلك من يعرف الاثنتين طبعاً.

تقولُ أن فجر عظيمة جداً ، و حكيمة ، و أنها تتخيلني أحياناً كمن يرتدون النظارات أولئك حاملي الرزانة فيهم ، لكنِّ خارج ذاك الإطار مجرّد مشاغبة آشبهها احياناً و أضحك و امزح بكثيرٍ من الشّقاوة.

و كأن ذاك الهدوء الذي تمزّق فوقَ رأسي فجأة لأحاول أن أكون فَجر كان صادماً للبعض فنزولي من السّلم مشياً كان صدمةً لأمرٍ لم افعله منذ طفولتي رُبما ، باستثناء بعض الحالات طبعاً ، و كوني أضعُ كرسياً بجانب النافذة لأتملَ السماء و القمرَ طويلاً أصبحَ أمرٌ يزعجهم ، و لأن أبي و عمي لاحظا أمراً فيّ كانا قلقين من الهدوء الغير اعتياديّ ، و لأن نصفي الآخر تقولُ تفكرينَ بصمتٍ طويلاً و حرقة ، تهربينَ لعالمٍ آخر و انتِ معنا ، لم تعد ضحكتكِ تشبه التي أعرف و بريق عينيكِ اختلف. 

و كأن الجميع يبدو منزعجاً من تبادل الشّخصيّات فيّ فيما أحاول أن أثبتَ أنهما واحد ليسَ إلا و إني فَجر كما أني نُهى لكنّ الأمر مؤلماً حينما تقولُ لي احداهن حادثيني و كآنكِ فجر أحتاجها الآن.

و لأتجرّد من كلّ شيء يطلب مني البعض أن أكفَ عن كوني فَجر أمامهم فالمظهرُ يؤلمهم ، و رُبما تنازلي عن قِطع الكِندر كانَ أمراً صادِماً للبعضُ ، فيما أراهُ أمراً عادياً جداً ، و ختمها أخي بقولهِ غريبة أطوار ، هه ! أتدركُ يا أخي أني أدركُ ذلك دونَ شهادتكَ فأنا التي انغمستُ في ترهات الأسماء و كوني من أكون .

لكنّ سؤالي الدائم يبقى ملازماً لي هل كوني اثنتين امراً يؤدي تناقضاتٌ فيّ و افكاري ؟ و هل أكون ذات انفصامٍ رُبما ؟!
و معَ كلّ هذه الاختلافات فإن حالةً من الهدوء الغريب الذي يمتلأني ، الذي أجعل سببه العميق ذاك رغمَ أنني أشعرُ براحةٍ كبرى وسعادةٍ عظيمةٍ من كلّ شيء ، في هذا اليوم بالذات شعرتُ انه عليّ ان أدوّن أمراً يستحق التدوين !

سألت شغف ذاك السؤال الذي كانت اجابته علينا أن نجعل علاقتنا بالنّاس سطحيّة و رُبما هيَ مُحقة لأني أدركتُ بعد عامٍ أني اسألت في اختيار الأشخاص و رُبما هوَ ليسَ عامٌ حتى أدركَ ذلك أنني حقاً اسأت الاختيار رغمَ أني لم اختر فالأمر جرى على غيرِ ما شاءت نفسي ، و أدركتُ بحرقة أنهم يدركون أن أحاديث الجنّة التي اعشق ما هيَ إلا هلوسات كتّاب ، و أني حينَ نصحتُ في أمرٍ عابوا على أمرٍ فعلته خاطئ ، حسناً حينما حادثتكم لم أقل أني ملك و أني من الذنب خالٍ ، لكنّ خفتُ عليكم من نارِ جهنّم فنصحتكم حتى أصبحتم تتراهنونَ على معصيةٍ ستحدث ، و رُغمَ قولي انتبهوا فالجنّة أغلى مما تفعلون ، قيلِ لي تبنا وصبرنا و لقد اشتقنا دعينا ، عجباً أيتعبُ المرءُ من الرجوعِ إلى الله فإنه أمرٌ قاسٍ .

تنتابني الرغبةُ الآن بالابتعاد و الفِرار لعالمٍ آخر بعيداً عنهم أشعرُ انه سيكونُ أجملَ كثيراً و أخشى جداً على نفسي من تلكَ الغفلةِ التي هُم فيها واقعون ، ولكنّ ذلك لا يعني هروبي بل سأرسل الدعواتَ للسماءِ طويلاً جداً ، و سأحدّث الله عنهم كثيراً ، و بينما في هذا الغرقُ من الغفلةِ وسط بحرِ ذنوبنا ، و بغضّ النظر عن الأمر فإني و بأنانيةٍ مني أكره من يستهينَ بحرفي ، ذاك ليسَ غرورُ وقولٌ مني أنه جميل لكنّ أثقُ أن للحرفِ قدسيّةٌ مختلفةً عن كلّ شيء ومهما كانت جماليته و اختلافه فسيبقى شيئاً مقدساً لن أرضى يوماً أن يُستهانُ بهِ و إن كانَ ذلك على حسابِ حياتي و إن كان الحرفُ يخصني أو لا .

و في التفكيرِ العميقِ بالشكوك و سوء الظن في أمرهم فإنني لا اخشى شيئاً ما دامَ اللهُ ربي ، و في كلّ أمرٍ حينَ اسيءُ الظن مرةً فإني أحاولُ أن أحسنَ ظني قبلَ ان ينتشر فيّ الأمر ، حتى أن حسنَ الظن أصبحَ رفيقي في كلّ شيء ، لذلك أحسنوا الظنّ كثيراً أيها المؤمنون.

تنتابني رغبةٌ عظمى أن أفجر كلّ ترهات هذا العالم لنكون بخير ، أعان الله كلّ من لا يُقدّس الحرفَ فهو ليسَ حيّ ، و لأن شغف تقول أنني أكثر من تعرف مقدسةً للحرف فإني عنصريةٌ جداً حينما يتعلّق الأمر بكلّ شيء ، و تجاهلاً لهذا الأمر و كلّ شيء يبقى السؤال الذي يحرقني بشدّة : أيرهقُ المرء حقاً من الرجوعِ إلى الله ؟ و يشتاقُ الضلال القَديم !

هلوستي لهذا اليوم رُبما تكونُ بوحٌ من عمقِ شعورٍ مختلف و مكتظةَ الهلوسات لكنها معلقةٌ كثيراً و رُبما سأهلوس أكثر في انفصام شخصيتيّ التي أملك و اسمائي ، فكونوا بِخير ..

أيامٌ تبّقت ويُغلقُ هذا المَكان حتى عودتي ، ادعو الله كثيراً ل قبولِ طلبي في التحويل للمختبراتِ الطبيّة رجاءً فذاك الخبر هو كلّ ما أحتاج ، وليسَ ما انتظر و الحمدُ لله ربّ العالمين !


الجمعة، 8 أغسطس 2014

مختلفاً جداً !








و تلكَ الرفيقة التي ودّعتني في هذه الليلة
في الفردوسِ بإذن الله مُلتقانا
حسبيَ الله ونعمَ الوكيل على ظُلامها ، حسبيَ الله ونعمَ الوكيل !
احفظها الله أينما كنتِ يَ رفيقة
لن أنسى أنكم السّبب في كلّ شيء :") !
سيتغيّر الكثير منذ الليلة ، سيتغيّر الكثير
ثِقوا بِذلك ")
8/8/2014
3:15 صباحاً –
هذا اليوم مختلفُ جداً ، سيدوّن كثيراً ، تأكدوا !

الخميس، 7 أغسطس 2014

هَلوسة فَجر .. 6




في أحرفِ كلّ شغفٍ كان في هذهِ الحياةُ تمتماتٌ لم تُروَ بعد ، و بين هذه التمتماتُ التي لا تنتهي كانت التعاويذً تضلّ تُسردُ عليّ ، وبينما كبرتُ أصبحتُ أفتقدُ تلكَ التعاويذ التي تَحمي قلبي من كلّ شيء ، تحميني من همسٍ قد يؤرقني ، ومن هلوسةٍ قد تتثاقلُ عليّ لعنتها فتؤلمني ، و خلفَ كلّ التعاويذ و لعناتُ الفرح التي تحتويني كلّ حين ، يقفُ أبي شامخاً خلفهاً بفَخر ، و لأن أبي هو الرجلُ الذي لن يكتب التاريخَ مثلهُ كنتُ أتمتمُ كثيراً يا الله بهذه الملائكيةِ اجعله في جنانكَ العُظمى ، و لأن سماويّة أبي لا تُشبهُ أي شيئ كان عليّ أن أقتدي بهِ في كلّ شيء أن أقولَ هذا أبي و أكتفي به في الحبّ وفي كل شيء .


وكأنني كنتُ احسبُ ان طَوقَ التوليب الذي وضعه أبي فوقَ شعري البنيّ الطويل ، بعد أن أزاح الخصلات المُزعجة عن عينيّ تلكَ التي يراني أنفخُ فيها لتبتعدَ و تعودُ لمَكانِها و تُزعجني بينما لا أشتهي رفعَ يدايَ من بين رسمتي و ألواني هو طوقُ سَعادتي ، و كأن همسه الطويل ذاكَ في أذني ( بسم الله عليكِ يا ابنتي من وجعٍ يُرهقكِ ) كانت التعويذة التي تَجعَلُني أمارسُ الفرحُ فيها بكلّ أشكاله على أرجوحةٍ ما صَنعها أبي على جذعٍ شجرةِ البيذام الكبيرة ، أبي هو من كان يمتلكُ التعاويذ التي تحميني ما حَييت ، و تلكَ التي تأخذني لفرحٍ مضوّعٌ بالتوليب ذاكَ الذي يجعلني أهيمُ في حبهٍ عميقاً ، و أفرحُ بكلّ شيء .


و إنني حينَ أتحدّث عن جمالِ ابي ، أتحدثُ عن ذاك الشيب في لحيتهِ الذي يجعلهُ وسيماً جداً لا شيء يشبههُ سوى تلك الشعرات البيضاء الكثيفة التي تحكي قصةٍ عظيمةٍ خاضها و تجعلهُ وسيماً جداً بنظارَتهُ تلك ، و إن ابتعدتُ عن سطحيّة الحُب المكمون في تلكَ الضحكات التي تجعلني بخيرٍ من كلّ شيء فإنني أتحدّث عن حضنهِ الحنون الذي يُخرجنا من كلّ وجعٍ ومن كلّ شيء ، ويبدو أن حنان أبي الذي يحمينا من كلِّ وجعٍ و ألم و دلالهُ لنا في كلّ ما نشتهي ، وكم كان يزرعُ فينا الفرح قلبُ أبي الذي أزهرَ عميقاً فينا .


أبي و تلكَ السماويّةُ فيه الذي تجعله فخورٌ بنا جداً مهما صغرت أمورنا ، و كأنه حين يجلسُ بجانبي أحياناً وعلى كيبوردي أكتب شيئاً ما كانَ يحتضنني إليه و يبتسم و حديثهُ السعيدُ ذاك ، و كدلاله الذي أغرقنا فيهِ حدّ الترف ، حدّ الإفتخارُ بكوننا أبنائه ، حدّ ذاكَ الذي يجعلني نحملُ رايةً التفوّق أينما كنا ، وكاقتداءٍ به نحنُ مبدعينَ في كلّ ما يوّكل إلينا ، لأننا أبناء رجلٍ عظيمٍ في سنّه الأربعين يُقولُ لنا الكثير أننا محظوظين به ، و لأني أدركُ اني أبي سيصبحُ خمسينيّ العمر قريباً فلا تهمني تلكَ الأرقامُ أبداً ما دامت حكمتهُ هيَ النبع الذي نرتوي منه كلّ شيء ، إلا أن الأرقام تلكَ ترهقنا من خوفِ الفقد الذي لا أرانا الله إياهُ فيه يوماً .


و إن طالَ الحديث عن ذاك الجمال الذي لن اكتفي ابداً من الهلوسةِ عنه لن أتحدّث أبداً يوماً عن عدم رفضِه لما اشتهته أنفسنا يوماً إلا إن كان السبب قد يضرّنا بشكلٍ من الأشكال ، و لأن وداعُ أبي سيكون حتمياً لأغيب عنه لما يقارب الشخص فإني حزينةٌ جداً قدرَ فرحي بالسّفر لأن لا شيء كحضنِ أبي يحميني من كل شيء ، ولا شيء كأطواقُ الفرحِ من أبي التي تجعلني أحلقُ عالياً دونَ اكتفاءٍ من الفرح ، أطال الله في عمرِ هذا الحبيب وحفظهُ من وجعٍ قد يُرهقه ..


هلوستي لهذا اليوم كما يُقال أن كلّ فتاةٍ بأبيها معجبة فإنني هائمة في حبِّ أبي حدّ الترف ، فاعذروا هلوستي المجنونة قليلاً ، فاحتوو أبائكم و مثلهم لا شيء ، اسعدوهم فلا أحد مثلهم يستحق ، وعلى ضفافِ الفردوسِ اجعل لقائي بأبي يا الله وبكلّ من عرفت ، و إياكم ، وكونوا بخير ..


الاثنين، 4 أغسطس 2014

هَلوسة فجر .. 5



لا زالت كلّ يوم محتضنةً بيدها كِتابها الذي لم ينشر ، اوراقاً قد تمزقت من الدمعِ و شدة الإحتضان ، ولا زالت تفكر وتفكر وتفكر وتتوه طويلاً هل سأنشرهُ يوماً ؟ و ريثما الجميعُ يزرعُ فيها الحماس لأجله يبقى الصمتُ هو سيدُ كلّ شيء و تبقى ( سأفكر بالأمر لاحقاً ) هي إجابتها الوحيدة التي يتذوقها كلّ من يسأل بمرّها و تكتبها هيَ بحرقةٍ تكادُ تصلخُ قلبها ، و لا زالت تشعرُ انها في متاهةٍ عظيمةٍ بينَ أشجارِ صنوبرٍ لا مخرجَ منها وأنها تدورُ في المكان نفسه مراراً تكراراً ، و تكبر تارةٌ وتضنجُ وتقولُ حسناً سأكمل ، و تعودُ تارةً كطفلة تجمع الشتات من كلّ شيء ، و تبقى ( سأكون بخير ) هي سيدة كلّ المواقف ، و إجابة كلّ الأسئلة ، وفي حالة اقناع الجميع هناك فقداً فارغاً بداخلها ، و هُناك سؤالاً لن تجد إجابته ابداً ، ومع ذلك هيَ لم تجد السؤال بعد ..


وبينَ كلّ الشتات هناك من يظن أنه السبب في كلّ شيء فاتي مختالاً بفرحتهَ و كأنه مصدوم ، في الواقعِ اعذريني يا أنتِ لا تستحقينَ العناء حتى لأفكر بكِ ، أتعلمون كانت صديقتي حتى اللحظة التي شعرت بالغيرة من الوتين ، وشعرت بالغيرة من كلّ شيء ، وكأنها تتملكني وحدي و تريدُ وضعي في صندوق حتى لا أصادق غيرها ، كانت صديقتي حتى حينَ تملّكتها الانانية لتقولُ لي أني تغيّرتُ كثيراً لأنها لم تجد اسمها بين الحروف ، و لأنها في حديثٍ لي تظنُ أنه لها وجدت اسماً آخر قد نُقشَ بماءِ الذهبِ دونها ، كانت صديقتي و كنتُ أقولُ رفيقتي للجنّة إلا أنها تخلّت عني لأسباب ، و جرحتني لأسباب لا زلتُ أجهلها و مع ذلك أنا بخيرٍ دونها ، جداً بخير ..


لا زلتُ في كلّ يوم أخطُ هُناك ( يا الله .. اجبر كسرَ قلبي ) فيردد الجميع معي يا الله ، و كأنهن حتى يدركن ما بداخلي من شتات و رُبما أن الأماني بيننا و إن اختلفت يبقى شوقنا للجنّة هو ما يجعلنا دائماً بخير ، و لأن لي رفقة مثلهن فأنا لن احزن أبداً .
أدركُ جيداً ان رواء قالت مرةً ( بعض الأحلام تبقى مجرّد أحلام ) و يبدو أنه عذري الدائم في كلّ شيء و حينَ أبغي شيئاً ما أو أحتاج لرفضٍ ما أقولُ ان رواء قالت وبعدها يُكسرُ قلبي لأتمتم بعد ذلك ( إلا في الجنّة تتحققٌ كل الأحلام ) ، و مع أن رواء لم تقصد أحلامي بقولها و لكنّ أتدركون تمتماتُ الدعاء تطيرُ عالياً في السماء تحلقُ كرسائل بيننا ونحنُ نرسلها للسماء لتصل على شكلِ مزنِ السعادات الذي حتماً سيجعلنا نبتسمُ حينها ..


أتعلمون قريباً جداً بإذن الله سأكون في المدن الاسكتلندية ، و سأمر على الريفِ لأرى الرجال الذين يرتدون التنانير ، و أرى الخراف التي تأكل من السهول الخضراء ، و رُبما أنني سأبقى هُناك طويلاً منعزلةً عن العالم أجمع ، ومنعزلة عن التفاصيل الإجتماعيّة و تجمّعات العائلة وكلّ شيء ، و يبدو أنني سأنسد ظهري لجذعِ شجرة تفاحٍ كبيرة هناك لأبقى تحتها أدونٌ شيئاً ما سأنشره لدى عودتي لمنزلنا ، أو أنني سأبقى بجانب شجرةِ كرزٍ أفكر فيه بذاك المستقبل لكتابي الذي لم أقرر بعد مصيره ، أو أنني تحتَ غصنِ برتقالٍ بجانب بحيرةٍ أقرأ روايةٍ احبها ، أو اسمع قصيدةً قد حفظتها مسبقاً بجانب النهر ، سأترك عالم التدوين شهرٍ رُبما لأنعزل وحدي و عنكم جميعاً لأعدكم أني ( سأكون بخير ) و حينها سأكونُ اجمل و أعود أجمل و قلبي في طهرٍ خالياً من كلّ شيء ، سأعود لدراسة التخصص الذي أحلم بهِ ربما أو الآخر كما اختار لي ربي و إني قد رضيت بما اختاره الله لي ، سأعود نقيّة من كل شيء ..


العد التنازلي لوداع هذا المكان حتى بداية السابع من سبتمبر قد بدأ ، هلوستي لكم في هذا اليوم ( رغم الشتات نحنُ بخير ، متفائلين بالغدِ يأتي باسماً ) كونوا بخير .. 

الجمعة، 1 أغسطس 2014

هَلوسة فجر .. 4



سماءٌ لا تشبهُ أيّ سماء
تحملُ أرواحهم فقط !
كانت ولا زالت و ستضل مختلفةً جداً
بزرقتها الفارهة الملامح !
سعاداتٌ كونيةٌ لا تغيب
اخضرارٌ عميقٌ في مكانِ اخضّر عوده
أشجارُ كرزٍ زهريّة اللون في ربيعٍ خرافيّ!
ظلمةٌ تتوسدُ داخلها ..
تَقف على حافةٍ الرصيف البحري !
تبتسم ..
تبكي بِحرقة ، و الابتسامةٌ لم تُفارِقها قَط !
قد مضينا يا حلمُ و انتهت الحكاية .. قَد كَبرت!
تأتي الرياحُ لتحرّك فستانها البنفسجيّ اللون
يتحركُ شعرها البني بانسيابية
لا شيء يشبهُ الجمال هُنا !
تبتسم تارة ، تبكي !
ترددُ داخلها يا حُلم فلتستفيق ..
تساقطت أوراق الكرز ، تعكس نظرها لتلكَ الشجرة !
قد كنتُ يوماً هُنا !
تقترب منها !
ترى ذاكَ العود ، تلمسهُ وقد حُفرَ فيه اسمها ..
تبتسم :")
قد كانت ذكرى لا يشبهها شيء !
أجمل من كلّ شيئ ..
يتساقط الزهرُ الربيعي!
يُراودها كابوسَ الحلمِ نفسه
تهربُ منه ، تهرولُ سريعاً لتبقى على ارجوحةٍ قد أشفقَ عليها الزمن !
هيَ ، تفكرُ عميقاً
و تحرّك عقد الياسمين حول رقبتها ، تعصره بشدة
و تشتمُ أيديها ..
طاهرةٌ هيَ الأحلامِ كسرابها !
تُفكر ..
وكأنها أحلام يقظةٍ قد غادرتني فجأة !
آلمتني حينها حتى السّماء !
أتعلمُ يا طوقَ الياسمين
أن حُلمي جنّةٌ ، وأنا أشلاء التحقق مهزلة !
أتعلمُ ان حلماً كان لي ، وغدا بفعلِ الجراحِ سراباً خائباً !
أحلامنا كانت بقايا هلسواتُ جنوننا ..
أحلامنا و إن بقينا ما بَقت !
أتعلمُ ان حُلمي قد عفا على الزمن !
قد كبرتُ عليه !
كنتُ احلمُ و الآن الحلمُ يتركني !
أتدركُ ياسميني ..
قد كنتُ يوماً وما كان لي حلمٌ أجرجره معي :")
قدْ كنتُ يوماً مزنة شدّت أواصرها الحياةَ ببهجةٍ !
قد كنتُ ما كنتُ و الآن لم أعدِ !
وجعٌ يضيرٌ بمقلتي ، يهزّ شغاف الحلم من أحشائها!
و الألمُ يسكن خافقي في غفلةٍ !
أتدري أنني ما عدتُ أعرف ما يكون ..
و على ارجوحة الذكرى .. و الحلمُ المُطارد !
ما كانت إلا أدمعاً تضم الياسمين الذي سُحقَ بين يديها !
صمتٌ طويل ، صراخٌ عَميق ..
موتٌ أخرسَ كلّ شيء ..
و همس من بينِ أشياءٍ ممزقةٌ بالفقد !
أنا حيُّ يا حُلمي .. أنا حيّ !
أنا أسطورةٌ لن تسحقَ الطاهرُ يوماً
لن تكونَ كياسمينةٌ بينَ أوراقِ الكتاب !
في حُلمي تنتظمُ الحروفُ كأنها أمجادٌ فجرٍ ناهضٍ يحكي الحياة !
و كأنها دواوينُ أشعارِ الزمانِ بلا عَمد !
تلكَ الإستفاقةُ الكرزيةٌ في أعماقنا تكبر ..
أتدري يا حُلم !
لا شيء يشبهك سوى زهرُ الكرزِ في جَوفي ، و ياسميني !
حيٌ أنا كهذا الفجرُ في وضحِ النهار تبسماً
حيٌ انا يا حُلم :")
فلتعدِ الروايةً بيننا تارةً أخرى ..
هلوسةُ حلمي في فجرها .. أن عيشوا أحلامكم كجنةٍ !
كطهرٍ يشبه الزهر و الياسمينَ في شغفٍ

و كونوا بِخير ..