الجمعة، 30 يناير 2015

لا بأس كلنا حمقى .. كلنا خونة!


وفجأة .. تتطاير الأحرف ، و تتساقط تباعاً من بينِ الجموع ، ارتعاشةٌ في المدى لا تنتهي ، من هُناك بدأت الحِكاية .

عمرُ اللحظات يمضي فيصبحُ قتصبحُ ذكرى ، تأتي أخرى .. ويذهب الأصدقاء و يأتي آخرون .. طبعُ الدنيا لا شيء يبقى إلانا !

أكنتَ صديق ؟ وكنتَ لي نبضاً سعيد ؟ وكنتَ روحاً بدونها لا أعيش ؟ يا سخفَ الحياةِ يا غريب !

دَعني احادثكَ قليلاً ، انظر إليّ .. أتظنُ نفسكَ مخلّداً في عمقِ هذا القلب أبدا؟ أتظنُّ أنكَ لستَ بعابرٍ حتى ؟ كفاكَ يا غريب لم اخلق لأكون لك ، ولم أخلق لأكون لأحد!

إلى سرابِ الأمنيات المتزاحمة .. كفاكِ أحلاماً ومنها تتساقطين كالشهبِ وتجرحينَ سكونَ السماء!

إلى كلّ الأقرباء من قلوبنا .. إلى الذين لا نجيد العيشَ دونهم .. إلى كلّ الأحبة الذين سكنوا الفؤاد .. تجاهلوا هذه الأحرف كلها فهيَ لا تعنيهم إلا سطرها الأخير ..

إلى الذين كانوا أقرباء من القلب .. وإلى الذين ظننا يوماً أننا لا نجيد العيشَ بدونهم .. إلى الذين يدفعون بنا إلى الكتابةِ لهم وهم لا يقرأوون .. إلى أحرفكم الصمّاء .. ومشاعركم البلهاء .. إلى حماقتكم .. وإلى قلوبكم المحطمة .. إلى الذين ننظر لهم حنيناً وفي داخلنا ألفُ فرحةٍ من ذكرى تجول بخواطرنا .. إلى الذين ينظرون للماضي بسخف ويهمسون كنّا قرباء .. إلى أولئك الذين مرّوا خلالنا حيناً ثمّ رحلوا .. نحنُ لا ننسى وهذا لكم!

أتظنونُ حقاً أننا بذاك العقل الفارغ لنشتمَ رحيلكم؟ أم أننا نغتابُ شوقاً حينَ لا يأتي إلينا؟ أم أننا نضحكُ فرحاً لغيابكم؟ أم أننا نهزّ الخصرَ طرباً في توّجعكم .. يكفي سخفاً يا غرباء نحنُ لا ننكرُ من عرفنا أيّ حين .. 

أتدري يا غريب .. قدْ كنتَ تمرّ خلالي كمرورُ الضوءِ عبرَ الزجاج ، وتظنُّ أنّ المرء ينسى بابتعادكَ عنه .. أتظنَّ أحقاً من قضى فجراً يهمسُ يا الله لك سينسى .. أم أنه حتماً لا يملكُ قلباً ليشعر؟ لا تقلق عزيزي يمكنكَ أن تخون لا بأس .. كلنا حمقى و كلنا خونة!

هه ! يا لسخفِ هذا الشعورُ الذي يمرُّ عبرك .. يا لسخفِ ابتعادك ويا لسخفِ أسبابك وابتعادك ، لستُ هالةٍ من نور كما تظنُّ تبقى محلقةً دائماً حولك .. ولستُ فجراً باسماً لأجلك .. وليسَ حديثي يوماً مدوّنا في صدرِ هذا الحرفُ باسمك .. وليسَ همسكَ مخبئاً في بوحِ كلمٍ آبدا !

يتسللُ الحرفُ من جوفي تباعاً ليكتب .. يطعنني كأنه الحمى حينَ تسكر وتوجع ، ويموتُ ذاكَ اللحنُ في الصدرِ أغنيةَ الرثاء ، تُقتلُ ياسمينةُ فرحٍ بسهمٍ كان راوِ للحياة .. يا وجعُ يأسرني ويرهق هل لكَ أن تختفي ؟ لن أعاتبكَ أبداً لا بأس .. كلنا حمقى و كلنا خونة!

إليكَ و القلبُ موجوعاً بالحنينِ إليك! لمَ انتَ آسر ؟ لم عيناكَ زرقاءٌ تُغرقنا بها .. لم يدكَ العسراء حينَ تكتب لا تكتفي ؟ لمَ انتَ موجعٌ لهذا الحدُّ يا أحمق!

يا غريب .. إليكَ دائماً اكتب ووحدكَ من لا يقرأ أتدري ما عمقَ كرهي لك؟ هه ! حسناً أدري لستَ مهتماً توّقف عن العبثِ بالحرفِ الآن واصمت ، أشرب قهوتكَ الساخنة وأنتَ صامت .. لا تنطق أيّ حرف ، بسمتكَ الساخرة التي تبتسمها الآن اتركها " حمقاء " أدركُ أنكَ الآن تردد ذلك ههه لا بأس .. كلنا حمقى و كلنا خونة!

يا رفاق القلب دعكم من ذاك كله ، أبصم الآن بأصابعي العشرَ أنكم لن تفهموا :) !





ملاحظة : أقصد بالحمقى و الخونة نفسي ومن أعني لذلك رجاءً لا أحد يناقش التعميم !


هناك تعليق واحد:

  1. .
    .
    " لستُ هالةً من نور كما تظنُّ تبقى محلقةً دائماً حولك .. "
    .
    هه لا زلتُ أردد أن كُل ما حدث ،
    مُجرد طُرفة تُدغدغ ذاكرتي !
    تجعلني أضحك سُخرية من سالف الأيام ..
    أعترفُ بأني غرقتُ فيها ثمِلة
    أدمنتُ كُل شيء ،
    تأصّل فيّ إلى حد بعيد !
    لكني .. وبصدق
    كُنتُ حمقاءْ !
    ألَم أقُل لكِ ذاك يومًا ؟
    حينها ، كان الألم قد بلغ فيّ ما بلغ
    واسترسل الحضور في صدري بقوّة ساحقة !
    لم أكُن أنا ، تلك .. !
    كنتُ في غفوةٍ ما
    ومن حماقتي ، حسبتني أعيش يقظة الجمالْ !
    لكنها الأيام دُوَلٌ ..
    وحمدًا لله على عودتيْ ، ببعضِ الكسور !


    أتدرينَ حُلوتي .. !
    الحقيقةة التي يفرضها غيابهم
    نرفضها بالتجاهل الأخرس !
    رغم أن الحرف كليمُنا وروحنا
    لا زلنا نُقاوم البوح المنمّق ؛
    لأنه ببساطة ، لا يليقُ بهم ..
    لأنّ حرفنا ، أجمَل دون تدنيسٍ بـ سيرتهم !
    لأني حينَ تشيخ فيّ الحُمى
    أبتسم بـِ حُب ؛ ففيها دفءُ حرفي ..

    رُغم حماقتنا ، نحن بشَر
    وأنتِ بما فيكِ ؛ شغَف ..

    ردحذف