الخميس، 8 يناير 2015

إلى فجر ..



فجر ؟
أيُّ قانونٍ ذاكَ الذي سمحَ لكِ بزلزلةِ قلبي ؟ و أيُّ شريعةٍ أجازت لكِ الغوصَ في الجراح .
من أيُّ مبدأ اقتحمتِ العمقَ في قلبي ، ثمّ وشمتِ أثراً لا يُذهبهُ الدّمع .

و لعلّ الألمُ كلّهُ لستِ السبب فيهِ ، فلستِ من جعلَ الستارَ مسدلاً للضعف ، ولستِ من قال تلكَ المرّة : أنا بِخير .. محاولةً إخفاء وجعكِ ، و كتمَ الألم الكامِن داخلكِ . 

ليسَ العتبَ عليكِ لأنكَ كنتِ مجرّد سراب تلكَ المرّة ، ولستِ المُلامة في شيء .
جرمكِ الوحيد أنكِ عشتَ نبضاً في صدرِ هذا الكَون .. فضقتِ !

أحيي تلكَ المرّة العابرة التي تَصادفنا فيها ذات مره و سَكنت فينا الذّكريات ، المجدُ للحظاتِ العابرة ! 

لكنّ يا فجر تعرفيني جيداً .
لا أسدلُ الستارُ أبداً بوجهِ الشمس ، و أشرعها للقمرِ ، لستُ من ينهي الأحاديثُ أبداً فمهما حاربتُ النّعاس لن يكون النومَ سلطاناً عليّ ! 

دائما تعرفيني فيّ رجفةُ الوداع ، وفيّ وجعُ المقاومةُ للإبتعاد عنّ أحدٍ في كلّ مرة .
لا أحبذُ أبداً أن أكون أول من يقول استأذن ، ففكرة أنني من أودّع تكادُ تفتكُ بي . 

تدركين جيداً يا فجر أني أكرهُ الوداع ، فكيفَ بوداعِ الشغف و الروح فيّ أخبريني ؟
تلكَ المرّة يا فجر همستِ لي : وداعاً !
فكرهتكِ 

تؤسفني النهايات كثيراً ، و أكره الوَداعات .
أشعرُ بالغثيان لمجرّد التّفكير في كلمة وداعاً .
أشعرُ أنها ظلمةً تقتلُ زهر القلوب !
وأنها موجعةٌ جداً

أتدرين يا فجر ، ما يبعدَ الله عنكِ شيئاً إلا ليتركَ المجالَ لمعزوفةٍ أجمل ، على ضوءِ القمر ، و على سكونِ شمعة ، هُناك سيمفونيّة تخطُّ بألق .

انتهى الدفترُ بكلّ أوراقه ، أحرفٌ بكلّ تفاصيلها .. ذكرياتُ أحلامِ مديدة ، رَسمنا فيها دروباً مُزهرة .
أتدرين يا فجر : انتهت تلكَ التدوينة التي وشمتُ عليها يا صديقي .
التي وشمتُ فيها الفرحَ ململماً للشتات .
ذاكَ الحُطام لم يُسمع له دويّ ، القلبُ المنسوجُ بالأسى لن يلّفه شيء .
سوى صوتٌ بصدرِ الكونَ ينير الدّرب .
وبينَ فُتاتِ الوجعِ المخبوءُ في القلب همستِ لي يا فجر : في وداعةِ الرحمن

فجر .. أعلمُ أني ملجمةُ لحرفُ ولا أدركُ ما القولُ حقاً ؟
كيفَ اطبطب على جراحكِ ؟ وكيفَ أجعلكِ تستفيقين !
حتى أنني لا أجدُ المواساةُ لكِ ، فكلّي بحاجٍ إليها !

أنا لستُ مثلكِ يا فجر !
لا أفقدُ تربيتةَ الكتفِ التي تجعلكِ تحينَ مرةً ومرة !
لدي من الرفاقِ عدداً كبيرأً
يقفون معي في كلّ مرة !
لستُ مثلكِ أتوجعُ وحدي ، أو أنني اكتبُ وحدي !
دائماً هُناك يداً تمسكُ بي يا فجر !

دائماً هناك شغفاً يدورُ حولي !
ولستُ أسيرتكِ فجر .. لستُ أسيرتكِ أبداً
فلا تظني أني لا أجيدُ الحياةَ دونكِ
أو أنّ الأمر متعلقٌ دائماً بكونكِ فيّ
لديّ حياةٌ أعيشها فَجر ، فكفّي عن تلونكِ لتوجعيني !

كلّ ما فعلتهُ يا فجر أني حدثتُ الله عنكِ
أنني همستُ في سكونِ الفجر : يا الله .. فجر .. خُذ بيدها وكُن معها

فجر..
آسفةٌ لأني أسوأ من يواسيكِ
و آسفةٌ أيضاً لأني لا أعلمُ كيفَ اطبطبُ على جراحكِ
و آسفةٌ لأني أحاديثي لا تطفئ وجعَ قلبكِ !
و آسفةٌ ألفَ مرةٍ و مرة لأنكِ تعرفني ، لأنكِ في حياتي ، ، ولأنكِ ملزمةٌ بي !
فجر ..

أنا حينَ كنتُ اهمسُ : يا صديقي ، كنتُ أظنني قد طبطبتُ على جراحكِ !
أظنني سأتوقفُ عن الهمسِ لكِ هذه المرة .. ولن أناديكِ !
كنتُ أظنّ أنكِ جزءٌ مني و أني جزءٌ منكِ .. فلمَ توجعيني بالهروب ؟
لم حينَ احاولُ الإمساكِ بكِ تبتعدين !

كلما احتضنتكِ تغربينَ بعيداً عني ، أقلتُ لكِ يوماً : اغربي عني !
تبا لكِ بحجمِ هذا العالم فجر لأنكِ توجعيني ..
لأنكِ تهربين ولا تجيبين النداء ..
لأني أصرخُ في اليومِ مرةٍ تلوَ مرة !
انتظرُ نداءً منكِ لبيكِ .. ثمّ لا تجيبي !

شئتِ أم أبيتِ فجر .. الحرفُ ليسَ ملككِ !
أدركِ ذلكَ رجاءً .
سأقولُ هذه المرة لكِ : وداعاً !
فاكرهيني كما شئتِ ولا تحضرين .



منكِ أنتِ .. نُهى !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق