الخميس، 15 يناير 2015

فلتطمئن .


 
تدوينة على ورقٍ بالٍ لم تعتقد أنها ستكونُ يوماً في هذا العالم ، كطفلٍ لم يتنّفس الحياة بعد ، أحرفٍ لم تخرج للحياةِ الإفتراضية فكانت تعيشُ بدفء ، أجهضها ضغطةُ زرّ ستلعنه كثيراً إن أساء بؤس العالم فهمهما .

أنا بخير .. يمكن للأحرف التمتمة بذلك كثيراً ، ويمكنها أيضاً التعايش مع ذلك كتعايش المنّ مع النمل ، فبخير كالمنّ حينَ تُعطي النملَ شهداً تحبه !

وقلبكَ اللطيفَ بعد اهتزاز الوجعِ سيُزهر ، أيعقل أن يُزهر بلا هزّة ريح ؟ الريحُ تقويهِ وبعد اهتزازٍ سيُزهر ؟ فلمَ تبتئسَ صديقي من وجعٍ طفيف ؟

الموجعُ انَكَ تنشغلُ بألمك صديقي وتنسى أن تبتسم ، موجعٌ أكثر من الوجعِ نفسه أن تنسى أنّ الله معك ، أن اللهُ يسمعنا ، و يحمينا ، أن الله طمأنينة من بينِ ارتعاشة خوف .

أن تعيشَ مع الله صديقي كأنكَ تحفظُ تميمةَ فرحٍ بينَ صدرك ، كأنك تحويها بقلبك ، كأن زهرُ قلبكَ أصبحَ يانعاً و لن يذبلَ آبداً ، القربُ من الله يا صديقي أشبهُ بهالةٍ من نورٍ تحويكَ من كلّ حزنٍ قد يرهقك قلبك ، وإن حزنت فإن الله يُحبّك فابتلاك !

صديقي .. لا تحتاجَ للحزن حتى تظنّ أن بعد ذلك يأتيكَ فرحاً بعد حزنك ، فقط عِش سعيداً لا تحتاجُ للحزن كي تذوقَ الفرح بعده !

صديقي .. لا تدعَ شيئاً " يُزعزعُ إيمانك ويقينكَ بالله" ، الله هو حفيظك ، فعش مطمئناً سلّم أموركَ للهِ كلها ، لن يتركَ الله عبداً من عبادهِ منكسر .

فَإِنِّي قَرِيبٌ " كم مرةً قرأتها و اطمئن قلبكَ يقيناً بذلك إن حدّثته ، " أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " أسألتهُ قبلَ ان تيأس ، حدّثته وهوَ قريبٌ من عمقِ خوفك ؟ أقلتَ : يا الله ، ثم خذلك ؟

حدّث الله صديقي عن كلّ شيء ، عِش سعيداً ، متفائلاً ، مطمئناً في سلام ، " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " ،  آمنت بها ؟ صدقتها ؟ أيقنتها ؟ أنتَ تدركُ ما عليكَ الآن فعله !

صديقي .. دائماً يمكنكَ الإعتمادُ عليّ ، يمكنكَ الإتكالُ عليّ ، يمكنكَ تركُ الثقلَ الذي تشاءُ عليّ ، ويمكنكَ الوثوق بي ، يمكنكَ ان تطئمن أحدّث الله عنك ، واذكرك في كلّ دعاء ، كطوقٍ ياسمينيّ تحويك دعواتي بحبّ ، و كنفحةُ اطمئنان تضمّك ، عزيزي .. ابتسم ، لا تبتأس إن الله معنا ، ودعائي يحتويك .

لا تَخف صديقي من أيّ شيء ، إني معك ، وعالمنا الذي بنيناهُ معاً ، غداً سيُزهر بالفرح ، لا تسمح لدمع عينكَ أن ينسكب ، فمتى ما رأيتُ عيناك وجدتُ لقلبي موطناً بهِ يطمئن .

لصخبَ الحياةِ سلاماً في قلبكِ المعلّقُ باللهِ صديقي ، قلبك الساكن حينَ يسجد للهِ متضرعاً وطناً تطمئنُ بهِ و يُورقُ بالسّلام !

متى ما مرّ طيفي يا صديقي ، ابتسم ، اتكلّ عليّ ، لا تخفَ ، لا ترتجف ، لا تلمسَ ارتعاشة الخوفِ قلبك و أنا هُنا ، لتجعلَ من الحرفِ تميمةُ فرحٍ يُزهر بعدها قلبكَ بعد زعزعته .

يا صديقي .. يا عزيزَ القلب .. اللهُ معنا ، ودعواتي تحفّك ، لا تبتأس ..  وابتسم ..



هناك تعليق واحد: