الجمعة، 13 فبراير 2015

عائدٌ في شباط!

ترّنحَ بها الحرفُ يمنةً و يسرة ، تقاذفتها الكلماتُ كلعبةٍ راقَ لها تقلّبها ، سماءٌ تلمعُ بالنجوم ، و دواةٍ من شغف ، همسٌ من حبيبٍ  : انظري من الشرفة .. ثمةَ قمر!

الحبّ أولُ معزوفةٍ على ضوءِ القمرِ تُعزف ، و أول الهَمساتُ قبلَ الفجرِ تُرفع ، و أولُ الأحلامِ في الأوراقِ تُكتب .. سماويةٌ تحلّق بها الأرواح عالياً .. علّها تطيرُ في المدى ، تطوفُ حولَ الغيم ، تبدو أنها مزهرةٌ بِفرح .. ينظرُ الآخرونَ لذبولها ، لكنّها طارت ، وحلّقت بعيداً !

الحبّ يبدو كالفرحُ المُنساب في عمقِ القلب ، يسكن بتلكَ الأرواح التي لا تعرفُ الكره ، يُمارسُ الطهر متغلغلاً في الأرواح حتى آخر رمق ، يتلو على قدسيّته مرةً تلوَ مرة أنّه فوقَ المُزن كائِن !

تجلسُ وبجانبها زهرُ التوليب في زجاجةٍ مائية ، بُخارُ القهوةِ المُتصاعدُ شيئاً فشيئا ، أبجدية الياسمين لنزار قابعٌ في الطاولةِ الخشبية .

غطاءُ رأسها المرميّ بإهمالٍ فوقِ شعرها تنسدلُ منه شعرةً او شعرتين ، شعرها المُبللُ الممزوجُ برائحةِ المطر يتساقطُ منه الماء قطرةٍ فقطرة ، يدها على حافةِ الشرفة  تقبضها بقوة و عيناها البنّية تنظرُ في البعيد بسكون ، شفتاها تمتمُ بهمسٍ لن يجيد احدُ سماع ما تقول ، تبقى واقفة .. حتى تعودُ  لها الحُمى لتسكرها ،تلعنُ نفسها لأنها لم تُقاوم المطر .. تعودُ لفراشها بحديثٍ يأمل: سيحتويني طيفه!

يرتعشُ قلبها شوقاً ، و جسدها برداً ، والحمى تجعلها منتشيةً من الوجع ، تقيسُ حرارتها ، بدأت ترتفع ، يبدو أنها ليلة طويلة ، تلفُّ على نفسها بغطائها ، تلتفُ وتلتف حتى آخر جزءٍ منه ، يتسارع تنفسها ،
 و تهذي أنها تشتاق ، تحاولُ أن تطاردَ الفكرةٍ من رأسها ، تصرخُ داخلها انسي الأمر أرجوك! هوَ لن يعود ، فلتعيشي دونه ، وقَلبها يحادثها أنه لا يعيشُ بدونها ، تعيشُ في صراخٍ داخليّ ، وضجيجٌ قاتِم !

تتجاهلُ الحربُ مع نفسها ، تغمضُ عينيها لتنام .. تنامَ طويلا على أملٍ بعودته ، يسكنُ جسدها قليلاً من الحُمى ، تفتحُ عينيها بعدَ سقوطُ الشمسِ عليها بتثاقل وبطئٍ شديد ، كسلٌ يرهقُ جسدها ، تنظرُ للساعةِ إنها السابعة صباحاً ، يبدو أنني نمتُ طويلاً تحادثُ نفسها ، تجلسُ في سريرها ،  تحركُ رأسها يمنةً ويسرة ليبقى شعرها البني منسدلاً خلفَ ظهرها كله ، تُمسكُ بهاتفها وتفتحه ، مطمئنٌ قلبها أنها تجدُ رسالةً منها ، تقرأ التنبيهات ، تلمعُ عينيها بفرح : صباحكِ أنا / الوقت : 7:00 ص .. تحادثُ نفسها أيّ أن صوتُ رسالته هو ما أيقظني!
تقولُ له : أحبكَ جداً !

تبتسم .. تمسكُ مذكراتها لتكتب : عائدٌ في شباط ، من يحبّ لا يرحل!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق