كنتُ أتمنى أن
اكتب رواية ، أو نصٌّ أسطوريّ ، أو كلماتٍ ستبقى تعويذةٌ في الألسن تقويها وتحميها
من ذاكَ الوجع الطائفُ حولها ، كنتُ أتمنى تلكَ المرة أن أقف على شرفةٍ تطلّ على
البحر ، يناثرُ هواء البحر الأوراق جواري ، و أضلّ اكتب الأحرف تباعاً حتى تسمى
رواية .
كان لي حُلماً
ذاتَ يوم أن أحيكَ أحرفاً بطهرِ الياسمين ، تُؤفلُ الضعفَ وتقويّها ، كنتُ أتمنى
أن اكتب حرفاً تقرأه هيَ بالذات لتبتسم و تقوى لأنها ضلّت تقولُ لي " في كلِّ
مرةٍ اقرأني في أحرفكِ " .
كانت لي ذا فجرُ
أحلامٍ بينَ شغافِ الحرف لكننّي في كلّ مرة أجدني اكتب تدوينة ، و أعيد كتابة
التدوينات مراراً وتكراراً كأنها نصوصٌ سأسأل عنها في امتحانٍ ما ، ويحكى أنني
ذاتَ يوم نقرتُ على زرّ نشرِ تدوينةٍ ما فزالَ كلّ وجعٍ داخلي ، هو هكذا الحرفُ
يفعل!
لستُ بكاتبة لكنِّ
جعلتُ من الحرفِ حلماً يستيقظ معي كلّ فجر ، يمضي بين يديّ و يحويهِ قلبي بدفء ،
يكسرُ ذاك الضعفَ داخلي ويقويني ، يجعلُ الحرفَ منساباً في أوعيتي الدموية دونَ أن
يصنفه جسدي أنهُ طفيليّ وعليه الخلاص منه ، كان الحرفُ ذاتَ يوم لي فجراً ، وهو
الآن كذلك وسيبقى .
ذاتَ يوم سيُمسكُ
ذاكَ الدفترُ مبتسماً يقرأ تلكَ الأحرف بكلّ فرحٍ ، وفي عينيهِ السوداء بريقٌ لا
يشبهه أي بريق ، سيقلّب تلكَ الأوراق مراراً وتكراراً ، وسيمسكُ هاتفه ليجدَ
تدوينةً جديدة ليقول كانت تدوّن ، ولا زالت ، وسيحكي لأبنائه ما تدوّن جدّتهم .
التدوين أشبه
بتفاصيلِ روايةٍ لن تنتهي ، لا تملكُ إلا نهايةٍ واحدة : ذهب صاحبها للجنّة ،
تشبهُ نصوص دوّنت ذات يوم في ورقٍ بالٍ وهو الوحيدُ المتوفر ، فخلّدتها أحد
المتاحف حفاظاً على ذكراها .
هيَ ليست قصيدة ،
أو حكايةٍ خرافية بطلها تنين ، هيَ كالعنقاء أسطورة تموتُ وتحيا من رمادها كلّما
ذبلت ، خرافيةٌ لكنّ العقولُ تصدّق وجودها ، وفي كلّ مرةٍ تذبل تعودُ أقوى ، هو
أشبهُ برحلةٍ طويلٍ تخوضها اشعاعات الشمس لتصدم سطحِ الأرض وترتجف في عمقها .
أشبهُ بحقنةٍ
مهدئة تسافرُ بحاملها لا يتسيقظ إلا بعد التحليق في نشوةٍ عارمة ممتدةِ القوة
تسيرُ مسرى الخلايا الحمراء في الدم ، لا يمسها شيء سوى الطهر مخلوقٌ منه .
كان لي حلماً قبل
سنواتٍ أن أكون مدوِّنة ، و ها ذي أنا كلّ يوم يرتعش فيّ الحرفِ فرحاً وابتسم .
ذات يوم كنتُ
مدوِّنه ، و لا زلت ، وسأضل .
نُهى كتبت ..
تدوينة
10:54 ص
11/3/2015 م
حرفكِ .. ♡
ردحذفستظهرُ روايتكِ يومًا بإذن الله |~
سأظلّ *
ردحذفرائعة نهى :)
حلمكِ في أن تكوني مدوّنة قد تحقق فعلًا ، لذا فأنا أؤمن أنك حتمًا ستكتبين تلك الرواية التي ستخلدك في هذه الحياة ،، فقط استمري فهناك دائما حياة أخرى بصحبة الحرف لا يعيشها سوى من يعيش فيهم !
ردحذف