الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

حديثٌ شتويّ يا صديقي .


حديثٌ شتويّ ، دفءُ أحرف ، قهوةٌ ساخِنة ، و رواية ، أحرفٌ طويلة حتى الفَجر ، غَيم الفَجر ، مشهد الشروق ، البخارُ الذي يُحفرُ في الزجاج ، الصوتُ الذي يعيدنا للحياة ..

الشتاء .. رغمَ إرتعاشة البردُ فيه إلا أنّ تفاصيلهُ هيَ دائماً الأجمل ، دفءُ الحديث ، حضن الحروف ، طبطبة الكلمات .. أشياء لا يشبهها أيّ شيء !

يا صديقي .. انظرُ على يمينك أترى ما أرى ؟ رأيتَ الغيمَ مزرقاً بلونٍ زهريّ .. رأيتَ الفجر يشرقُ تلكَ المرة .. و رأيتكَ تضعُ نظارتكَ جيداً وتبتسم ، ابتسمتُ خلفكَ بسعلةٍ طبعت بخاراً على الزجاج ، أتدركُ الطهرَ الكامن في ذاك المشهد يا صديق حينَ قلتُ لكَ ليتنا مثله ، أتحدث عن ذاكَ الفجرُ الباسم تلكَ المرة يا صديق .

صديقي .. بعيداً عن ضجيج العالم ، بعيداً عن الصخب فيه أحبُّ البقاء في زاويةٍ ما و أحادثكَ وحدك ، دونَ أن يشوب حديثنا عالمٌ افتراضي ، أحبُّ أن نعيش في عالمٍ وحدنا لذلك كتبتُ لكَ الرسائل الورقيّة ، الكثير من الرسائل الورقية .

أتدري يا صديقي ، أتمنى ولو مرة أن نبقى بعيداً عن كلّ شيء ونكفّ عن الكتابة في الورق لنسعد أنفسنا ونحادث بعضنا وجهاً لوجه ، أن نقف أمام بعضنا ونتحادث قليلاً ، قد نضحك أو نبتسم ، لكنَّ ابتعادنا عن زلزلة الإفتراض ستكون أجمل ، و أطهر . 

لنعش بهدوء قليلاً ، بسكينةٍ تُشبه أحاديث هديل ، أو حتى همسُ صوتك ، لنعش بسكينة رسولُ السماوات السّبع ، أو الوردة الصفراء التي ذبلت على طاولتي منذ 4 أعوام ، لا زلتُ أحتفظُ بها لسببٍ ما !

لنعش يا صديقي قليلاً بتجاهل افتراضية العالم الذي نتنفسه ، لنفتح أعيننا على الواقع وننظر للكتب المُكدسة على الطاولة ، الأوراق و المُلخصات التي تملأ الفراغات في كلّ مكان ، لنُمسك ورقةً بيضاء و قلماً و نكتب إلى الورقة : إلى جنتي ، ثمّ نكون بخير .. بل نعيشُ بسعادةٍ أيضاً .

صديقي .. أتدركُ ما الأمر المدهش في الرسائل الورقية ؟ أننا نكتب ثمّ لا نمحو ما كتبنا ، و أننا لن نستطيع أن نأخذ تلكَ الأحاديث و نقلها ، أنها تبقى في مكانين فقط ، في الورق وفي قلوبنا .

على طاولةٍ خشبية ، وبجانبي كوب قهوة ، و رواية ( في ديسمبر تنتهي كلّ الأحلام ) ، كتبتُ تدوينةٍ على ورق ، أتدري يا صديقي خطُ يدي أصبحَ سيء قليلاً ، لم اكتب منذ زمن خاصة بالعربية !

أتدري يا وتيني .. كعادتي جرّبتُ الإمساك بالقلم بيدي اليمنى لكنّ كما قلتِ لي مرةً و ألفَ مرة فأنا فاشِلة في ذلك ، لا أجيد حتى كتابة أحرف الهجاء بها ، أتدرين يا وتيني .. كتبتُ حتى فاحَ حبري .. أشتقتُ لتلكَ الليلة التي تبادلنا فيها الرسائل الورقية .

يا صديقي .. رغمَ برودة الشتاء إلا أنّ وجودك دفء ، حرفكَ احتواءٌ سيطفئ البخارُ الي يُطبع على الزجاج كلما تنفسنا ..

صديقي .. كُن جميلاً بقدر جميل الأحاديث الشتويّة ، طاهراً كطهر طقوس الفجرِ الشتويّة ، كُن جميلاً كديسمبر .. ففيهِ بدايةُ كلّ حلم ، وفيهِ الخِّتام .


هناك تعليق واحد:

  1. .
    .
    مرحبًا .. دخُول مترنّح !

    أشتاق ثرثرة الشتاء بالمناسبةة
    بل ربما ، أشتاق كُل شيء يحمل طعم الدفء
    في غمرة البَرد وشتويّة الأحاسيس !
    هل أخبرتكِ عن مدى حُمق الحنين ؟؟
    لا ، بل نحن الحمقى كما تقولين ..

    أتعلمين ،
    أصبحتُ أصدّق حرفي بلا تفكير ،
    فَـ ها أنا خدِرة ، نضبت عُروق الحُب فيها !
    حياتي تكتّلت في كُومة أوراقٍ وكُتب
    وكأس شايٍ مُر !
    لا شيء يدلّ على أنني لا زِلت أعيش !
    وحينَ أتمرّد قليلًا ،
    أو أغفو على السُّلم أو الأرض الباردة
    أو أتربّع أمام حوض الأسماك أشاهده
    بِـ صمتٍ لِـ فترات طويلة ،
    أو أحادث نفسي بصوت عالٍ
    وأضحك من لا شيء
    فقط لأنني نسيت صدى ضحكتي ،
    حينها ، يتّهمونني بالجُنون !
    بأنني فقدتُ عقلي !
    وكأنني من كوكب مختلف .
    لا بأس في ذلك حقيقةة ")
    ولكنني أشتاقُ فقط ، لِـ أن أكتب !
    أن أكتب بِـ شغفٍ يَ شغفي !
    أنا أخشى أن أنسى كيف أكتب !
    لأني سَـ أنتهي حينها حتمًا ..
    لا شيء يستدعي حرفي
    سوى ذاك الحنين الأحمق
    والعتاب الأخرس !


    أحاديثكِ عن الصديق دائمًا ما تكون شيئًا جديدًا
    بالنسبة لي !
    كوني لم أجرب شيئًا منها بعد ..
    بل ربما لأنني أؤمن أنني لا يجب أن أفعل
    لأني هكذا لِـ وحدي ، أفضل !
    حسنًا - دعيكِ منّي !
    أنا بخير حينَ أجدكِ تكتبين
    الحرف ترياقُ الحياة حقًا ..

    بدأتُ أهلوس وأتخبط وسط الحروف
    كل ما في الأمر أني وددتُ لو أضع شيئًا هنا !
    قد فعلت .. وشكرًا ":

    ردحذف