خرجَ
مُسرعاً مرتدياً أحدَ أكمام معطفه ، وهو يمرّ في الشارع يرتبّ معطفه و يرتدي قفازه
في تلكِ الليلةِ الباردة ، يمشي
في الطريقِ شاتماً نفسه ألفُ شَتيمة على تأخرّه في النوم .
“سيفوتني المَوعد ، ما أحمقني!" ، يحاولُ البحث عن سيارة أجرة في ذاكَ الفجر المُظلم الذي لم تُشرق شمسه بعد لكنّ لا أحد في هذا الشّارع سوى السّكارى المُترنحين ، و العُشّاق المُغرمين ، ولا يمرّ بذاكَ الشّارع سوى السّاهرين .
أمستردام السّاحرة مخيفةٌ ليلاً ليست مثلَ ضيائها صباحاً كما تحملُ الأحلام ، أخيراً سيارة أجرة تمرّ في الجوار رفع يُسراهُ ليوقفها لكنّها مرّت خلالهُ لم تَقف ، حسناً ! سيكونُ عليّ المضيّ مشياً .
" تباً لي لمَ عليّ مجاراتها إلى أبعد نقطةٍ في المدينةِ كلها " مخاطباً نفسه .
يمشي
ذارفاً البخارُ من فمهِ كلما تنفس ، مخبئاً يديه في جيبه من برودةِ الجَوْ ، بدأ
المطر بالهطول رفعَ معطفه قليلاً ليحمي رأسهُ من المطر ، خارت
قواهُ بدأت خطواته تضعف ، ستون دقيقة من المشي على قدميه وسطَ المطر في ليلةٍ
بردها قارس كادت أن تفتكَ به ، أُرهقَ كلياً جلسَ على مقعد أحد محطات انتظار الحافلات
محاولاً مقاومة الدمع لأنه لم يبلغ مقصده .
تكادُ الشمسُ تشرق ، تمرّ بخاطرهِ ألفُ ذكرى ليتني لم أنم ، يرددُ اللعنات و الشتائم كلها لنفسه لم أنا بذاك الحمق ، كان أحدَ أحلامها أن يصل في الوقتِ المحدد لكنّه لم يُكمل ، واضعاً كفيّه على وجههِ يفكرُ فيما سيحدث حينما تعلم أنه لم يحقق لها مُناها .
يقاوم الألم و يقف يمشي خطوات وتمرّ سيارة أجرة ، يوقفها ، أخيراً علّه يحصل ، يخرجُ ورقةٍ مبللةٍ من جيبه بها عنوانٍ ما يقولُ له أرجوكَ أسرع ، أرجعُ رأسهُ و أغمض عينيه وغطّ في سباتٍ من خيالاتٍ بلقائها .
" سيدي! استيقظ لقد وصلنا " فتح عينيه ينظرُ للسائق
باستغراب متسائلاً
أين أنا لكنّه سرعان ما تذّكر و نزلَ مهرولاً مستعيداً كلّ قواه .
أخيراً في المكان المحدد!
يكاد الفجرُ يُشرق ، متقدماً بخطواتهِ المتوازنة ينظرُ في المدى أمامه ، سارحاً في المدى يسمعُ خطواتها خلفه ، مُدّت يدٍ أمسكت بيديه ، يتحسسها ويضمها ليديه دونَ أن يحرّك شفتيه .
" إنه نيسان ، شهر التوليب ، إنه يُزهر بحبّ " تهمسُ له فيبتسم ، ينظرانِ معاً لزهرِ التوليبِ يُزهر في المَدى .
تلتقي أعينهما فَرحين ، لا يمسّ سعادتهما شيء ، يمدُّ يديه يقطفَ زهرةً يضعها على شعرها المُنسدل .
يقول لها " جَنّتي تحققَ حلمك "
تلتقي أعينهما فَرحين ، لا يمسّ سعادتهما شيء ، يمدُّ يديه يقطفَ زهرةً يضعها على شعرها المُنسدل .
يقول لها " جَنّتي تحققَ حلمك "
تبتسم حتى يتورّد خدها .. يمضيان بفرح .
تمت .
تماما كمن يعيش تفاصيل الامر
ردحذفبارك الله في قلمك
يالله
ردحذفتتفتقُ السعادةُ من وجنتيها سُكراً أحمر ")
وكأنني أنا التي أعيشُ الحدث،
سَبكٌ متقنٌ للأحداثِ نُهى بارك الله فيكِ وأزهرك ❤️