الثلاثاء، 31 مارس 2015

إلى صديق الجامِعة !


و أنتَ لا تشعرُ بذاك الوجعَ المغروس في صدري حينَ تبتسم و كلي براءةٌ بحسنِ نواياك و تحيكُ من خلفي ألفَ جريمةً و جريمة!
تساقط القناعُ بنظركَ الأسوأ في العالم بمجرّد هروبك إلى زاويةٍ تنفيكَ عن الحياة ، يتكللُ البسمُ بينَ صفيّ رواية ، كانتَ مغلفةً بحبّ ، على زواياها وردٌ أبيض لم يدنّس طهره أيّ شيطانيةٍ منك ، كانت ابتسامةٌ ماكرة يختبأُ خلفها حوارٌ ذو شجون ، وعلّي ذاتَ يوم أصحو منه!
" أصدقاء الجامعةِ باقون " كانت سَكرة ، وليتني صحوتُ من نشوتها حينَ دقّت الساعة ، حتى لا يلتهمني ذاك المِخلب الفاتن الذي أوهمني بالكثير من الحبّ !
مكسّرٌ قلبي من الوجعِ المنسدلُ إليّ بضحكةٍ تدّعي الخير ، وكأنها لا تكرهني لأجل درجةٍ أو غيرها !
كيفَ لقلبٍ طاهرٍ أن يحملَ ذاك الألم كله ؟ أن يبتسم ويحكي روايةً كانت ستضعه في الجانبِ الأيسر من صدري قبلَ أن يمحو صفحةَ الرواية قبل أن تُكتب حتى !
كيف لروحِ صديقٍ أن تقولَ أنكَ لا تستحق ؟ كيفَ يسمحُ لنفسه أن يحيا بعد ذلك !
صديقُ الجامعة ما هوَ إلا عبثٌ يفتري الحبّ ، ويجعلُ قِبلاته الحسد وكأنها أول تلاوات العلمِ ليبقى وحده فيها !
أيذنبُ الشخص حينَ ترى نفسكَ سيء بنظره ؟ من أنتَ لتحكم النظرات أو لتحكي العبر ؟
مهلاً صديقي .. حينما يقلقكَ الخوف ، ويرتعشُ جسدك ، حينما يسكنُ قلبكَ خوفاً من رجفةٍ أخرى ستقتله ، تعالَ إليّ .. سأحتويكَ بحبّ !
وعندما يقشعرُّ عقلكَ لسؤال ، وتهيمُ فوقَ رأسك ألفَ علامةِ تعجبٍ واستفهام ، وحينما يبكي تفكيرك أن ارحمني فقط تعبت ، تعالّ إليّ .. سأساعدكَ بفرح !
و عندما يكسركَ معدلٍ ما ، أو يخيفكَ مستوى في مقررٍ ما ، وحينما تنحني ستجدني معك ، أمد لكَ ذراعيّ لتبتسم ، لتبقى بخير .. و يلتئمُ جرحك !
صديقي .. إنَ الحياة وإن مضينا فيها عبثاً لن نصل ، وإن القلوبُ و إن تراكمت فيها الحيراتُ لن تبتسم ، وإنّ كلّ ما بداخلك يقلقني و يوجعني !
تلكَ المرة حينما قلتَ لي : لا تستحق ، رُبما كنتَ على حقّ ، لكنّ فكر ملياً أتملكُ الحقّ في تدميرِ فرحي ؟ أم تملّك الحقّ أن تسلب حلمي !
أصديقٌ أنتَ لهذا ؟ أم تشدّ بيديّ نحو الجِنان .
صديقي لأخبركَ أمراً إن لم تكن لي صديقاً يشدّ بي للجنّة ، سأكون لكَ صديقاً يجبركَ على ذلك !


الأربعاء، 11 مارس 2015

نُهى كتبت .. تدوينة !


كنتُ أتمنى أن اكتب رواية ، أو نصٌّ أسطوريّ ، أو كلماتٍ ستبقى تعويذةٌ في الألسن تقويها وتحميها من ذاكَ الوجع الطائفُ حولها ، كنتُ أتمنى تلكَ المرة أن أقف على شرفةٍ تطلّ على البحر ، يناثرُ هواء البحر الأوراق جواري ، و أضلّ اكتب الأحرف تباعاً حتى تسمى رواية .

كان لي حُلماً ذاتَ يوم أن أحيكَ أحرفاً بطهرِ الياسمين ، تُؤفلُ الضعفَ وتقويّها ، كنتُ أتمنى أن اكتب حرفاً تقرأه هيَ بالذات لتبتسم و تقوى لأنها ضلّت تقولُ لي " في كلِّ مرةٍ اقرأني في أحرفكِ " .

كانت لي ذا فجرُ أحلامٍ بينَ شغافِ الحرف لكننّي في كلّ مرة أجدني اكتب تدوينة ، و أعيد كتابة التدوينات مراراً وتكراراً كأنها نصوصٌ سأسأل عنها في امتحانٍ ما ، ويحكى أنني ذاتَ يوم نقرتُ على زرّ نشرِ تدوينةٍ ما فزالَ كلّ وجعٍ داخلي ، هو هكذا الحرفُ يفعل!

لستُ بكاتبة لكنِّ جعلتُ من الحرفِ حلماً يستيقظ معي كلّ فجر ، يمضي بين يديّ و يحويهِ قلبي بدفء ، يكسرُ ذاك الضعفَ داخلي ويقويني ، يجعلُ الحرفَ منساباً في أوعيتي الدموية دونَ أن يصنفه جسدي أنهُ طفيليّ وعليه الخلاص منه ، كان الحرفُ ذاتَ يوم لي فجراً ، وهو الآن كذلك وسيبقى .

ذاتَ يوم سيُمسكُ ذاكَ الدفترُ مبتسماً يقرأ تلكَ الأحرف بكلّ فرحٍ ، وفي عينيهِ السوداء بريقٌ لا يشبهه أي بريق ، سيقلّب تلكَ الأوراق مراراً وتكراراً ، وسيمسكُ هاتفه ليجدَ تدوينةً جديدة ليقول كانت تدوّن ، ولا زالت ، وسيحكي لأبنائه ما تدوّن جدّتهم .

التدوين أشبه بتفاصيلِ روايةٍ لن تنتهي ، لا تملكُ إلا نهايةٍ واحدة : ذهب صاحبها للجنّة ، تشبهُ نصوص دوّنت ذات يوم في ورقٍ بالٍ وهو الوحيدُ المتوفر ، فخلّدتها أحد المتاحف حفاظاً على ذكراها .

هيَ ليست قصيدة ، أو حكايةٍ خرافية بطلها تنين ، هيَ كالعنقاء أسطورة تموتُ وتحيا من رمادها كلّما ذبلت ، خرافيةٌ لكنّ العقولُ تصدّق وجودها ، وفي كلّ مرةٍ تذبل تعودُ أقوى ، هو أشبهُ برحلةٍ طويلٍ تخوضها اشعاعات الشمس لتصدم سطحِ الأرض وترتجف في عمقها .

أشبهُ بحقنةٍ مهدئة تسافرُ بحاملها لا يتسيقظ إلا بعد التحليق في نشوةٍ عارمة ممتدةِ القوة تسيرُ مسرى الخلايا الحمراء في الدم ، لا يمسها شيء سوى الطهر مخلوقٌ منه .

كان لي حلماً قبل سنواتٍ أن أكون مدوِّنة ، و ها ذي أنا كلّ يوم يرتعش فيّ الحرفِ فرحاً وابتسم .
ذات يوم كنتُ مدوِّنه ،  و لا زلت ، وسأضل .

نُهى كتبت .. تدوينة
10:54 ص

11/3/2015 م