تُوشكُ ازدواجيةَ الأحلام داخلي أن تُهلوّس ، ان تكتب
طويلاً و تبتسم ، ان تتجاهل البُئسَ في هذا العالم ، و تُزهرُ من جّديد !
تكادُ الأماني المتراقصةُ فيّ عبثاُ أن تنفطرَ حنيناً
لتكونَ قد تحققت ، أحلامنا و إن كانت بعيدةً عنّا ستحققُ يوماً وبها نَسعد ،
أقلامنا و إن ذَبلت لحظةً هيَ حتماً ستكتبُ تارةً أخرى ، فلا الأقلامُ تذبلُ دونَ
زهر ، ولا الأحلام تيأسُ دونَ مجد !
ربيعٍ بأحلامٍ باسِمة ، كانت أحلامي تعجُّ بالحنين لتبدو
بخير ، لتتحقق و لتكتبُ بصمتٍ ورُبما بها أكونَ اكثرَ سعادة !
أتعلمُ حينَ تكون فوقَ السحاب وترى الأرضَ كلها سَحاب ،
وتَحسبُ نفسكَ موضوعٌ في أرضِ طاهرة من كلّ شيء ، مضوعةٌ بالسحاب ، تشبهُ الأحلام
كثيراً !
ظننتُ أننا و أحلامنا ننتمي إلى السحاب ، رغم أني أؤمن
يقيناً أن السّماء هيَ الأجمل في العالم ، لكنّ السحاب حينَ يغطي الأرضُ حينها
يكونُ اجمل !
أدرك أننا ننتمي إلى السحاب ، أحياء منه ، نتنفسهُ بشغف
، و أنه عسجدُ أحلامنا ، وأنه ما يجعلنا بخير ، ويُلهمنا !
أحسبُ أحياناً أن طريقَ الجّنة سحاباً و فيه نرى سوادُ
الأرضِ البعيدة عنّا فنكره وجودها ذاك الحين ، و كأننا نشتهي المضي في دربِ السّحاب
، لكنّه لا يدوم ، ونحنُ نتبعه بشغف حتى يتأصلُ فينا كالوتين !
السّحاب ذاك الطهرُ الأعمقُ من اليَاسمين و أجمل من
السّماء و المعتّقُ برائحةِ الحُب في أحاديثنا الطويلة ، و الهلوسات التي لا تَمضي
، و الحكايات التي لا تبتأس ، و الذكريات الجميلة !
كانَ السحابُ كالذّكرى التي تبقى موصولةٌ بأرواحنا
نبتسمُ بعمقٍ كُلّما تذكرناها ، و لأن ذاكَ الشغفُ المهووس فينا يبقى طويلاً
باسماً فإننا و ببساطةٍ فإن الطهرَ ذاك التي يتغلغلُ فينا كلما ابتسمنا ، الطهر
الربانيّ الذي فُطرنا عليه ، فإننا نكونُ بِخير .. !
سحابة ، هيَ ما ترسمُ طريقنا بدربٍ إلى الجنّة ، وكُلما
كَبرنا قلّت أعمارنا ، و أزهرنا أكثرَ و أكثر و نمضي في دربٍ معاً إلى الجنّة ،
مُكللينَ بالأمنيات التي لا تنتهي ، وباحلامٍ تبقى ساهرةٍ و إن غَفت أجفاننا !
أحلامُ تأخذُ أرواحنا شطرَ الجنّة ، و أحاديثٌ تبنينا
إليها و أحرفٌ تطولُ و تطولُ و تطول .. تكتبتنا عميقاً لتنتشلنا من العالم البائس
، بحبٍ ياخذنا إلى الجنّة !
حنينٌ لحديثٍ ما كانَ بحجمِ حبةِ خردلٍ ، لكنّه ما كانَ
إلا أن يتضخّم و يسري في دمائنا بالشوقِ العميق ، و الذكرياتُ تروى و تروى تبقى
داخلنا ، لا تُكتب يوماً ولن ينبس بها أي قلم ، لأنها تبقى فينا مأسورةٌ كالسحاب ،
لا يُحلُ لها أن تلامسُ سوادَ الأرض ، فتبقى في تلكَ السماويّة التي تجتاحُ قلوبنا
!
الحَرف ، ذاكَ الدفءُ الذي يَجعلنا بِخير ، و يبقى فينا
كسحابةٍ ماطرة ، مرّت علينا بهلوسةٍ تقولُ لنا أن نبقى معاً حتى ندومَ في الجنّة ،
و ننعمَ بسعادةٍ أبديّة تكونُ فيها كلّ الأحلامِ تحققت ، ويتلاشى الحنين !
مثلُ ذاكَ الحنين الذي نتوقُ فيهِ لسكرةٍ تأخذنا من هذا
العالم و تنتشلنا من كلّ شيء ، تطهّر ذنوبنا التي تثقلنا ، وتَحملنا إلى الجنّة ،
و نكونُ فيها بخيرٍ في سررٍ متقابلين .. !
أنتهى * ذكرى حديثٍ خاص *