الخميس، 18 سبتمبر 2014

ربيعُ ذِكرى - حديثٍ خاص



تُوشكُ ازدواجيةَ الأحلام داخلي أن تُهلوّس ، ان تكتب طويلاً و تبتسم ، ان تتجاهل البُئسَ في هذا العالم ، و تُزهرُ من جّديد !
تكادُ الأماني المتراقصةُ فيّ عبثاُ أن تنفطرَ حنيناً لتكونَ قد تحققت ، أحلامنا و إن كانت بعيدةً عنّا ستحققُ يوماً وبها نَسعد ، أقلامنا و إن ذَبلت لحظةً هيَ حتماً ستكتبُ تارةً أخرى ، فلا الأقلامُ تذبلُ دونَ زهر ، ولا الأحلام تيأسُ دونَ مجد !

ربيعٍ بأحلامٍ باسِمة ، كانت أحلامي تعجُّ بالحنين لتبدو بخير ، لتتحقق و لتكتبُ بصمتٍ ورُبما بها أكونَ اكثرَ سعادة !
أتعلمُ حينَ تكون فوقَ السحاب وترى الأرضَ كلها سَحاب ، وتَحسبُ نفسكَ موضوعٌ في أرضِ طاهرة من كلّ شيء ، مضوعةٌ بالسحاب ، تشبهُ الأحلام كثيراً !

ظننتُ أننا و أحلامنا ننتمي إلى السحاب ، رغم أني أؤمن يقيناً أن السّماء هيَ الأجمل في العالم ، لكنّ السحاب حينَ يغطي الأرضُ حينها يكونُ اجمل !

أدرك أننا ننتمي إلى السحاب ، أحياء منه ، نتنفسهُ بشغف ، و أنه عسجدُ أحلامنا ، وأنه ما يجعلنا بخير ، ويُلهمنا !

أحسبُ أحياناً أن طريقَ الجّنة سحاباً و فيه نرى سوادُ الأرضِ البعيدة عنّا فنكره وجودها ذاك الحين ، و كأننا نشتهي المضي في دربِ السّحاب ، لكنّه لا يدوم ، ونحنُ نتبعه بشغف حتى يتأصلُ فينا كالوتين !

السّحاب ذاك الطهرُ الأعمقُ من اليَاسمين و أجمل من السّماء و المعتّقُ برائحةِ الحُب في أحاديثنا الطويلة ، و الهلوسات التي لا تَمضي ، و الحكايات التي لا تبتأس ، و الذكريات الجميلة !

كانَ السحابُ كالذّكرى التي تبقى موصولةٌ بأرواحنا نبتسمُ بعمقٍ كُلّما تذكرناها ، و لأن ذاكَ الشغفُ المهووس فينا يبقى طويلاً باسماً فإننا و ببساطةٍ فإن الطهرَ ذاك التي يتغلغلُ فينا كلما ابتسمنا ، الطهر الربانيّ الذي فُطرنا عليه ، فإننا نكونُ بِخير .. !

سحابة ، هيَ ما ترسمُ طريقنا بدربٍ إلى الجنّة ، وكُلما كَبرنا قلّت أعمارنا ، و أزهرنا أكثرَ و أكثر و نمضي في دربٍ معاً إلى الجنّة ، مُكللينَ بالأمنيات التي لا تنتهي ، وباحلامٍ تبقى ساهرةٍ و إن غَفت أجفاننا !

أحلامُ تأخذُ أرواحنا شطرَ الجنّة ، و أحاديثٌ تبنينا إليها و أحرفٌ تطولُ و تطولُ و تطول .. تكتبتنا عميقاً لتنتشلنا من العالم البائس ، بحبٍ ياخذنا إلى الجنّة !

حنينٌ لحديثٍ ما كانَ بحجمِ حبةِ خردلٍ ، لكنّه ما كانَ إلا أن يتضخّم و يسري في دمائنا بالشوقِ العميق ، و الذكرياتُ تروى و تروى تبقى داخلنا ، لا تُكتب يوماً ولن ينبس بها أي قلم ، لأنها تبقى فينا مأسورةٌ كالسحاب ، لا يُحلُ لها أن تلامسُ سوادَ الأرض ، فتبقى في تلكَ السماويّة التي تجتاحُ قلوبنا !

الحَرف ، ذاكَ الدفءُ الذي يَجعلنا بِخير ، و يبقى فينا كسحابةٍ ماطرة ، مرّت علينا بهلوسةٍ تقولُ لنا أن نبقى معاً حتى ندومَ في الجنّة ، و ننعمَ بسعادةٍ أبديّة تكونُ فيها كلّ الأحلامِ تحققت ، ويتلاشى الحنين !

مثلُ ذاكَ الحنين الذي نتوقُ فيهِ لسكرةٍ تأخذنا من هذا العالم و تنتشلنا من كلّ شيء ، تطهّر ذنوبنا التي تثقلنا ، وتَحملنا إلى الجنّة ، و نكونُ فيها بخيرٍ في سررٍ متقابلين .. !


أنتهى * ذكرى حديثٍ خاص *




الاثنين، 1 سبتمبر 2014

رِواية !

إلى اللحظةُ التي آمنتُ حيناً أنها ستمضي على عجل! 
وظننتُ أنها تملكُ حرفاً عِصامياً كانَ مختلفاً عن كلّ شيء ! 
و اللحظةُ نفسها التي كنتُ فيها غائصاً في الحبِّ بِفرح ') ! 
هيَ ذاتها التي جعلتني بِخير ، و أحلم كثيراً ! 

ومن بينَ تلكَ العوالم التي أعيش سقطتُ مغشياً عليّ بينَ حكايا رواية ، و لم تكن أي روايةٍ كما كنتُ أعلم ، بل أخذتني عميقاً و ابتسم بينَ صفحاتها بوجد ')  ! 

غِصتُ حدّ الترفَ بين أحرفِ قصةٍ ظننتُ أني بطلةً فيها ، و لم أكُ يوماً عشتُ لياليها و أحلامها حتى كبرت ، طفلة الحادية عشر التي كانت تقرأ القصص فقط قرأت رواية ، و لم تكن أي رواية بل تلكَ التي استصرخَ في داخلها عمقاً جميلاً يناديها أن هذا العالم أنيقاً كاليَاسمين . 

كَبرت سطورَ روايةٍ في خافقي حتى ابتسمت ، و كبرت تفاصيلُ الحكايا وأنا أناجي أحرفاً حُفرت بماءٍ من ذَهب !  
و كأن التيه في شبحَ الروايات سافر بي بعيداً ، و كان وطني حينها حرفاً يعانقه الشّغف!

و كبرتُ من مثلي يغوصُ بعالمي يقرأ ، يهلوس ، و يهذي بالراويات الجميلة ، غاصت بعالمِ باولو و إبراهيم ، و هوجو وغيرهم من كانَ جميلاً ! 

و ظننتُ أن النهجَ هذا مخلدٌ في التاريخَ يحكي مدرسةً قد سُطرّت في ربوعِ حكايةٍ ، ومضت حكايا العابرين بداخلي سفراً طويلاً ، لم أكُ أعرفُ شيءَ إلا حكايا الكاتبينَ و حُلمهم ! 

عشتُ بطلةً في صنوفِ روايةٍ نُسجّت كمعزوفةً على ضوءِ القَمر ، و كانت النوتات تمضي وتعبرُ كالمطر ، قد بللتني و جعلتني ابسمُ من بينِ بتلاتِ الزّهر ، إخراسُ حكمٍ داخلي تقتاتُ من رواياتِ العِبر ، فكرٌ يناجي في جنونٍ أيا حرفُ أنتَ هذا الذهب !

أتقرأئين روايةً ؟ سؤلاً يعيد النظرَ فيّ و كأن عقلي قد سها بصنوفها فكراً عميقاً ، ذاكَ يقولُ لمربِ جيلاً لا تقلق إن حاصرتهم سطورُ روايةٍ حتماً مراهقةً ستمضي و ينَسها ، سحقاً أتحسبُ أن روايةً ليست إلا نزوةً تمضي و يُذهِبُها الدّهر ! 

عجباً لأن روايةً صارت كموضةُ الشّعرِ المجعّد على كَتف ، أحقاً لمَ يدرِ بعضَ العابرين أنها قصصاً ستبني أمةً ، أو منهجاً مدرسيّا كان يبنيني بعمق ، أيجهل حينها أنها تصنعني شخصاً عظيماً كالمطر ، أنها أنبتت من وجعِ صدري زهراً أبيضاً يحيا بروحِ حكايةً ، سحقاً لفكرٍ يرى سطور روايةٍ كانت يوماً مهزلة !

يا حسرةً على روايةٍ مسخرة سُميّت بالحب حيناً ، ظننتُ يوماً أن الحبّ مقدساً لكنّ روايةٍ لها صيتُ وفارغةُ من الداخل تقولُ هذا الحب ، عجباً فكيفَ الحبُ مدفوناً بقلبِ روايةٍ لا تملكُ القلبُ حتى وهي مجرّد خزعبلاتٍ لا معنىً لها وقيل عنها من اساطير الدهر! 

يا قارئ الروايات الذي قد قلتَ عن تلكَ الرواية التي لا تحملُ حتى حبكةً أسطورةً سحقاً لهذا الذي قلت ، فكيفَ لفكرٍ كهذا دامراً للقدسيّة الروائيةُ في عمقِ حرفٍ سيكونُ دوماً مخلّداً ، أوتجاهل الراوي حيناً أنها عليها أن تكونَ منهجاً يُستساغُ الفكرُ منه!

يومٌ سأكبر حينها سأخطّ روايةَ ك ( ساقِ البامبو ) مثلاً أو ك ( الخيميائي ) ستُخلّد في التاريخ منهجاً تروى منه حكمةً ! 
يومٌ ما وبعدما أتمم الروايةَ المليون وأجيد فكراً في الروايات العظيمة ، حتماً سأكتبها بإذن الله ولو كان بعدَ مليون عام ،  حتماً سأكتبها بإذن الله لأعيد للرواية قدسيّة يقتلها البعضُ بشهرةَ اسمه :) ، حتما سأفعل  ..

فَجر ..