خارت قِواها تباعاً ، لم تتمالك شيئاً فشيئاً يُرهقها التعب !
سَقطت ذراعها اليُمنى من على فراشِها ، شعرها يغطي نصفَ وجهها ، كأنّ حرباً أقيمت على عينيها من بقايا الكحلِ المخضّبِ بالدّمع!
أحمرُ شفاهٍ مُظلم يغطي شفتيها التي تكادُ تتمزّق إثرَ عضّها لشفتيها .
تقلّبت في الفراشِ مراراً وتكراراً .
تنظرُ لشاشةِ الهاتف تنتظرُ رسالةٍ ما بشغف ، أو حرفَ اطمئنان ، أو حتى إجابةٍ على إتصالها بمشغول قد تريحها من هوسِ القلق الذي يعتيرها .
وقفت أمام المرآة تلفُّ شعرها البنيّ المنسدل بربطةِ شعرٍ بيضاء ، تمحو الحربّ على ملامحِها بمحاولةِ البقاء مُتماسِكة تبتسم ، تنظرُ لنفسها بسكينةٍ تقتل الصخبَ داخلها .
تعودُ لفراشها في محاولةِ العودةِ للنومِ وقتل ذاكَ الشّعور ، تتقلب مراراً حتى يسكن جسدها وتنم بهدوء ، لم تُكمل الدقائق حتى تصحو فَزِعة تُمسكُ هاتفها ولا حتى ربع إشعار .
تتركه وتصمت ، تفكرْ
بعمق ودمعها يجري كشلالِ طهرٍ ينسكب على وجنيتها ، و تضلّ متماسكة .
ترتفع حرارتها شيئاً فشيئاً حتى يُخنقُ قلبها ، تشعرُ بالألمِ مع كلّ شهيقٍ و زفير .
الضعفُ ينهشها نهشاً ، تُداهمها كلّ المشاعرِ دفعة واحدة!
محاولة ترتيبها في طابورٍ واحد علّها تستفيق لكنّها لا تَرحم .
يستمرّ السيناريو و يُعادُ تكراراً حتى يصدحُ في أذنها نداء الفجرِ حيّ على الفلاحِ كهمسٍ ينتشلها من إغتيالِ المشاعر!
تُصلي للهِ ركعتيّ الفجر و ترفعُ أكفها بالدعاءِ المعتقّ بالحبّ " ربي اجمعني به في جنانكَ الخالِدة " .
تلتفت ترى صورتهُ على جدارِ غرفتها مدوّنٌ أسفها .
رحل .. في السابعِ عشر من أيلول .
تمسحُ دمعها وتبتسم ، تعودُ للحياةِ مرّةً أخرى حتى يحين الليل .
- هكذا الفقدُ يقتل .
تمت .
تمت .
9.23 مَ
نُهى .